رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رئيس مجلس إدارة شركة «الشروق» المالية: لن ينصلح حال القطاع العقارى دون تأسيس بورصة عقارات

هانى حلمى رئيس مجلس
هانى حلمى رئيس مجلس إدارة شركة «الشروق» المالية

 

 

«لا تحزن على الأمس فهو لن يعود ولا تأسف على اليوم، فهو راحل، وانظر إلى الغد، فمعه تتحقق الأحلام.. لا تقف كثيرًا على الأطلال، فلن تجد سوى الخفافيش، والأشباح قد سكنتها، وأبحث مع ضوء الصباح، فمعه كل جديد» هكذا تقول الحكمة...وكذلك الرجل لا يجزع، ولا يستسلم للأزمات.

الذين لديهم الجرأة على مواجهة العقبات، هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون، على هذا أسس مبدأه، لم تشغله مشاهد الحياة القاسية، ولكن راح يبحث لنفسه على ما يصل معه إلى مرحلة الرضاء، وتحقيق هدفه، وكان له ما أراد.

هانى حلمى رئيس مجلس إدارة شركة «الشروق» لتداول الأوراق المالية.. النجاح فى مفردات قاموسه الرضاء عن النفس، وهو ما كلفه عناء كثيرا لتحقيق ذلك، المثابرة المفتاح الحقيقى للوصول إلى المستحيل، فليس العار أن تسقط ولكن أن لا تستطيع النهوض.

«لايزال المشهد الاقتصادى يحمل غموضًا، بل يزداد تعقيدًا، وغير مفهوم لماذا؟ رغم المسار الصحيح، الماضى يكرر نفسه من جديد، فالاستقرار السائد، ولكن لاشىء يتحقق» هكذا استقبلنى فى غرفة مكتبه، البسيط فى وسط المدينة، وقد تبدأ على وجهه حالة حزن، لم تخفه ملامح الابتسامة التى لا تفارقه.

جلسنا وبدأ أكثر غضبًا، قال متسائلا.. لماذا لا نزال فى غموض رغم السير فى الطريق الصحيح، فمؤشرات الاقتصاد، تدعو إلى التفاؤل، معدلات التضخم فى تراجع، ومؤشرات النمو فى زيادة، والاحتياطى النقدى فى نمو، ولا يزال السواد الأعظم من البسطاء فى حالة ترقب للوعود بالانفراجة مع عام 2020.

أقاطعه قائلا أذن وماذا للوصول إلى الانفراجة فى المشهد؟

يجيبنى وبدأ أكثر تركيزا ودقة ليقول إن «المشهد فى كثير من القطاعات الاقتصادية، يحمل المزيد من اللخبطة, خاصة فى المشهد العقارى، الذى يشهد حالة من الجنون فى الأسعار، بدون مبرر، وكذلك الصعود المتتالى فى أسعار الفائدة، والتى ضد استقطاب الأموال، ونشاط الاستثمار.

يحتاج مزيدًا من الجهد حتى يصل إلى مرحلة الرضا عن النفس، يتوقف فى حديثه عند محطات هامة، فرضاه عن ملف السياسة النقدية ليس للأفضلية، وإنما بسبب أنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان، خاصة أن الحديث شىء، والواقع شيء آخر، وغير مقبول أن ينمو الاستثمار فى ظل أسعار فائدة وصلت ما يتجاوز 20%.

ربما يحمل الرجل المتناقضات، متسامح ومسالم إلى أقصى درجة لكن عنيف فيما يتعلق بالمواطن البسيط، خاصة فى القطاع العقارى، الذى وصل إلى مرحلة الاستفزاز بحسب قول الرجل، فى ظل أسعار مبالغ فيها، لن تنصلح إلا مع وجود بورصة للعقارات تحدد خريطة الأسعار، وتحقق التوازن فى كل منطقة.

لاتزال الأموال السريعة فى بداية الإصلاحات لأى دولة، عاملاً هامًا، يثير الجدل، حول مدى إفادة هذه الأموال للاقتصاد، إلا أن «حلمي» لديه رؤية خاصة فى هذا تقوم على أن الاموال الساخنة لا يمكن تحويلها إلى استثمارات مباشرة، تعمل على حركة الاستثمار، بسبب طبيعتها التى تفرض عليها الانتقال والقفز بين اقتصاديات العالم.

الرجل يمتلك خبرة اقتصادية كبيرة،لديه إيمان قوى بالعمل، ربما لخبرته الطويلة واكتساب النظام من المدرسة اليابانية فى العمل، والانضباط والدقة، يعتبر السياسة المالية تقوم على إيرادات الضرائب، التى تفتقر العدالة، والاعتماد على شريحة واحدة، دون غيرها من الشرائح الأخرى، خاصة القطاع غير الرسمى، الذى يتطلب عملاً مضاعفًا لاقناعه بالدخول فى منظومة الدولة، وسداد ما عليه من ضرائب.

أقاطعه مرة أخرى..كيف يمكن حصر هذا القطاع؟

يرد وتبدت ملامحه أكثر غضبًا..قائلا بأن» الكثير من هذه منتجات القطاع غير الرسمى يتم الدعاية لها من خلال

وسائل الإعلام المرئية، وبالتالى يمكن تتبعها، حتى وان كانت نسبة بسيطة، لكن لابد من الوصول إلى هذه المصانع والتعامل معها، ومن هنا يمكن عملية الحصر، لمواجهة الفساد الذى بات أقوى من الجماعات الإرهابية».

يبحث الرجل عن الشفافية والصراحة فى تعاملاته، ونفس ما يحتاجه الاستثمار بمزيد من الإفصاح والشفافية، متسائلا «أين المشروعات المعلن عنها منذ 4 سنوات، فلم يشهد الملف تقدمًا، رغم ثورة التشريعات والقوانين لوصول القطاع إلى مرحلة أكثر نموًا وجذبًا، وكذلك العمل على الترويج للملف بصورة أكثر احترافية.

للقطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد أهمية خاصة لـ «حلمي» خاصة القطاع الصناعى والانتاج، وهما القطاع القادر على زيادة العملة الصعبة، وزيادة التصدير، وإحلال محل الواردات، وكذلك قطاع الأدوية الذى يعتبر ماردًا قادمًا، وكذلك السياحة التى تحتاج إلى عمل مضاعف، خاصة بعد عودة الرحلات السياحية الاوروبية.

الدقة فى التعبير، أهم ما يمنح الرجل أفضلية، ونفس الأمر مع القطاع الخاص، حيث يعتبر أنه قطاع يبحث عن ذاته، والمشاركة فى التنمية، لذلك مطلوب دعم هذا القطاع من الحكومة، بتقديم تسهيلات ومحفزات للقطاع.

شكلت منه شخصية أدبية، ثلاثة أدباء كان لهم التأثير الأكبر فى ثقافته، وفلسفته فى الحياة، عندما يتحدث عن الطروحات الحكومية، عليها بضرورة ربحية السهم، من أجل الطرح للشركات.

تبدت ملامح الغضب والحزن على وجه الرجل حينما طرحت سؤالا حول وضع شركات السمسرة... يقول بأن» شركات السمسرة تعد الوحيدة التى لا تحقق مكاسب، وإنما تسجل خسائر مستمرة، بسبب ظروف السوق، وكذلك الرسوم والمصروفات الباهظة التى يتم سدادها للجهات الرقابية».

يمتلك الرجل خبرة اقتصادية كبيرة، حبه لعمله جعله يؤسس كيانًا ماليًا مع بعض أصدقائه، ويبلغ رأسمال الشركة 7.5 مليون جنيه، بسبب ظروف السوق انتهج الرجل سياسة تقشقية لحين تحسن أوضاع السوق.

حب الناس واحترامهم بل تقديم العون هو مبدأه فى الحياة، تم تأهيل منذ الصغر على الحرية وتحمل قراراته، يسعى دائمًا فى العمل على تطوير شركته، ولكن كل ذلك مرتبط بتحسن السوق.

روايات يوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم ثلاثة أدباء تمثل الأثر الأكبر فى حياته، تعلق بأعمالهم من خلال مكتبة والده، عاشق للرياضة بانواعها،محب للموسيقى الهادئة لما تبعث بداخله الهدوء والسعادة والنشاط، لكن يظل شغله الشاغل الوصول بشركته إلى الريادة.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟