عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صناع مواد البناء المصريون يزاحمون عمالقة الصناعة فى إيطاليا

بوابة الوفد الإلكترونية

رسالة إيطاليا- صلاح السعدنى:

 

صُناع مواد البناء يزاحمون كبار الصناعة القادمين من شتى أنحاء العالم لعرض منتجاتهم وإبرام صفقات التصدير من واحد من أشد الأسواق شراسة فى العالم سواء فى الإنتاج أو التصدير أو التقاء وهو السوق الإيطالى.. فعلى مدار ثلاثة أيام وبدءاً من اليوم الأربعاء ستعرض الشركات المصرية منتجاتها من الرخام والجرانيت وبعض مواد البناء الأخرى مثل السيراميك منتجاتها فى معرض فيرونا بإيطاليا، والذى يعد واحداً من أكبر المعارض المتخصصة على مستوى العالم فى مواد البناء، خاصة الرخام والجرانيت، والحديث عن صناعة الرخام والجرانيت يحتاج إلى مجلدات نظراً للإمكانيات الهائلة التى يتمتع بها، ويكفى أن نقول وباختصار إن هذه الصناعة هى رمز للجمال والفخامة فى أى مبنى يتم تشييده فى أى بقعة فى أنحاء العالم، ومن المستحيل الاستغناء عنها.

 

يحمل معرض فيرونا اسماً شهيراً فى عالم المعارض العالمية وهو «مارمو مارك» ويقام سنوياً، ويشارك فيه أكثر 1650 شركة تمثل نحو 65 دولة من شتى أنحاء العالم، ويبقى «مارمو مارك» هو المعرض الأكثر أهمية لما يحظى به من أهمية بالغة نظراً لضخامته، وعدد الشركات المصرية الكبير المشاركة فيه وتصل لأكثر من 26 شركة، وهذا الرقم يتضمن الشركات التى تشارك تحت مظلة وزارة التجارة والصناعة ممثلة فى هيئة تنمية الصادرات، وكذا التى تشارك بشكل منفرد بعيداً عن الوزارة، وهو الأمر الذى يجب أن ينتهى إلى غير رجعة من قاموس المشاركات المصرية التى تشارك فى معارض دولية، وعلى وزارة التجارة والصناعة أن تبحث فى أسباب عزوف هذه الشركات عن المشاركة تحت المظلة الحكومية، وهى المظلة التى يجب عليها أن تكون محفزة وداعمة للشركات المحلية المصدرة خاصة فى ظل الأعباء وتكاليف التشغيل والإنتاج الكبيرة التى تعانى منها الصناعة المحلية، ناهيك عن المنافسة الشرسة من المنافسين الأوروبيين.

 

حرق الأسعار

بالنظر إلى واقع صناعة الرخام والجرانيت المصرية نجدها لا تزال تعانى من ظاهرة حرق الأسعار، وهى الظاهرة المؤثرة سلباً على نمو وتطوير هذه الصناعة بما يتواكب وحجم الإمكانيات الضخمة، وأتذكر جيداً أن هذه الظاهرة المؤسفة كانت أكدتها لى شخصياً جيان باولا بدرتى، وهى سيدة معروفة جداً فى وسط رجال الأعمال العاملين فى قطاع الصناعة خاصة الرخام والجرانيت ومواد البناء، وتشغل منصب مدير العلاقات الدولية بمعارض «فيرونا»، وذلك خلال لقائى بها فى الدورة الماضية لهذا المعرض العملاق. وقصة حرق الأسعار باختصار شديد أن الشركات المصرية «تضرب» فى بعضها البعض للأسف الشديد، وهو ما يؤدى فى النهاية إلى إلحاق خسائر فادحة بالصناعة والدخل القومى والناتج المحلى الإجمالى تهبط الشركات المصرية بأسعارها مع أن منتجاتها قد تتفوق كثيراً على الشركات التركية، ولا أنسى كلمات «جيان باولا بدرتى» خلال حوارى معها عندما أكدت لى فى كلمات حاسمة وجامعة ومانعة دون مجاملة:

إن القطاع الصناعى فى مصر من أقوى الصناعات فى الشمال الإفريقى، وأن إيطاليا تنظر دائماً إلى مصر على أنها دولة محورية وتعد بوابة رئيسية لها للوصول للأسواق الإفريقية.

 

القيمة المضافة

ومن الملاحظات الجديرة بالذكر عن قطاع الرخام والجرانيت فى السوق المصرى أن صادرات مصر من الرخام يتم تسويقها وبيعها فى الأسواق العالمية دون إدخال القيمة المضافة عليها بهدف تحقيق أكبر استفادة من عائد صادراتها، ونقول للمرة الواحدة بعد المليون إن الدولة عليها أن تجلس على مائدة الحوار مع صُناع الرخام، لإقناعهم بإدخال القيمة المضافة على صادراتهم وعدم تصدير الرخام فى شكل بلوكات.

الأمر الآخر أن عائد التصدير ضعيف مقارنة بحجم وجودة والسعر التنافسى للمنتج المحلى ولا نستفيد الاستفادة القصوى لما ننتجه، ولك أن تتصور أن مصر تنتج نحو 70 نوعاً من الرخام والجرانيت، ويصنفنا العالم ضمن أكبر الدول، وأهم الدول التى تتمتع منتجاتها بجودة عالية من الرخام والجرانيت ومع ذلك لا يزال إنتاجنا والعائد النقدى

منه ضعيفاً مع الإشارة إلى أننا نمتلك محاجر وخامات لا حصر لها ومع كل ذلك لا يزال الإنتاج كما قلنا غير مرضٍ!!

 

السوق الإيطالى المكتب التجارى

وطبقاً للدراسة الدقيقة التى أعدها الوزير المفوض التجارى أحمد مغاورى دياب ومساعده الملحق التجارى أحمد غانم، و«مغاورى» من الكفاءات والخبرات المؤهلة والمثقفة ويتمتع بشعبية كبيرة داخل مجتمع الأعمال الإيطالى بشكل يدعو للفخر لكونه مصرياً، أما «غانم» فهو من الكفاءات الشابة الواعدة بجهاز التمثيل التجارى، خاصة أنه يمتلك الأخلاقيات والثقافة والكاريزما التى تؤهله للنجاح.. فى الدراسة الدقيقة التى أجراها المكتب حول سوق الرخام والجرانيت فى إيطاليا أكد المكتب أن سوق الرخام الإيطالى يتميز بشهرته الواسعة فى جميع أنحاء العالم، نظراً لجودة الخامات والتنوع الشديد فى الألوان ووفرتها، وتعد إيطاليا من الدول الرائدة فى هذه الصناعة على مستوى العالم، سواء من ناحية الخامات أو الماكينات والآلات والتكنولوجيا المستخدمة فى هذا المجال، ويعود ما وصلت إليه التكنولوجيا الإيطالية من ريادة عالمية إلى العلاقة التكاملية التاريخية بين منتجى الرخام ومصنعى الماكينات الخاصة به، حيث توصلت الدراسات والأبحاث المستمرة لأفضل الطرق لاستخراج الرخام والجرانيت ومعالجته وحتى عملية التركيب.

تحتل إيطاليا المرتبة السادسة ضمن أكبر منتجى الرخام فى العالم، والمرتبة الأولى فى أوروبا بحصة تبلغ 30٪ من السوق. ومع ذلك، فقدت إيطاليا موقعها فى منظومة الإنتاج العالمى لصالح لاعبين أكبر وأكثر قدرة على المنافسة، وهى الصين والهند وتركيا، الذين يسيطرون الآن على ما يقرب من 60٪ من الإنتاج العالمى. وتعمل فى صناعة الرخام الإيطالية حالياً 10373 شركة، بإجمالى 41094 عاملاً وموظفاً فى القطاع، كما تساهم 9313 شركة من تلك الشركات بنسبة 81.8% فى القيمة المضافة فى صناعة الرخام الإيطالية بإجمالى 33629 عاملاً وموظفاً. وهناك تركيز كبير على الصادرات، فإيطاليا هى ثالث أكبر مصدر للرخام فى عام 2017 بنسبة بلغت نحو 13.7٪ من حصة السوق العالمى. والواقع أن الصادرات تمثل فى المتوسط ما يقرب من 50٪ من إجمالى المبيعات والإيرادات للشركات الإيطالية.

يرتبط استهلاك الرخام أساساً بالتوسع فى مشروعات التشييد والبناء، وتستخدم على نطاق واسع فى أعمال الديكورات. ووفقاً للدراسات الأخيرة، فى عام 2017، فقد ظلت منتجات الرخام التقليدية تتمتع بقدرات تنافسية عالية نظراً لجودتها الممتازة مقارنة بالسيراميك أو الخزف، لذلك تمكن الرخام والجرانيت والأحجار المثيلة من الحفاظ على حصة مستقرة فى السوق. أما المنتجات الصناعية، التى تحتوى على الرخام أو الجرانيت، فتزيد من حصتها فى السوق فى قطاع العقارات، وذلك بالنظر إلى جودتها العالية.