عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«the nun» عندما تتحول الأماكن المقدسة لبيوت رعب تثير الضحكات والنكات

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت - بوسى عبدالجواد:

عندما يظهر «الشيطان» فى صورة راهب، مرتدياً ثياباً مقدسة، انتبه فأنت أمام فيلم رعب للمخرج والمؤلف الاسترالى جيمس وان، المعروف بأفكاره الخارجة عن المألوف، اشتهر بإخراجه لسلسلة أفلام الرعب «saw».

نجح جيمس أن يضيف لمساته الساحرة على أفلامه التى تحمل قدراً كبيراً من الإثارة والتخويف، حتى أصبح واحداً من أشهر مخرجى أفلام الرعب فى هوليوود رغم تاريخه القصير فى مجال الفن، لكن فى فيلمه الجديد «the nun» يبدو أنه تهاون هذه المرة ولم يخرج ما فى جعبته من أفكار جنونية مرعبة لإرهاب المشاهد كما جرت العادة فى أفلامه السابقة.

بعد النجاح الكبير الذى حققته سلسلة «the conjuring» خاصة شخصية «الراهبة الشيطانية فالاك» التى ظهرت فى الفيلم، أراد جيمس أن يسلط الضوء بشكل أكبر على شخصية الراهبة الشيطانية وإعطائها حقها فى فيلم كامل يحمل عنوان «the nun»، الذى حطم الأرقام القياسية فى أول عرض له فى هوليوود وصلت إلى 53 مليون دولار فى شباك التذاكر بأمريكا الشمالية متفوقاً على أول إصدار من سلسلة «conjuring» الصادر عام 2013، الذى حقق رقماً قياسيا آنذاك بإيرادات بلغت نحو 41 مليون دولار.

«the nun» هو الفيلم الخامس فى سلسلة «the conjuring»، التى بدأت بـ«the conjuring1» و«annabelle» و«the conjuring2» و«annabelle: creation».

أراد جيمس أن ينتج فيلم رعب من الدرجة الأولى، فجمع نخبة من أمهر صناع الرعب فى عالم السينما لرواية قصة الراهبة الأكثر إثارة للفزع، بداية من المؤلف جارى دوبيرمان الذى جعل من الدمية أنابيل مشروع رعب ناجحاً فى سلسلة «annabelle» كما حول المهرج من وسيلة لإسعاد الأطفال إلى سبب لفزعهم فى فيلم «it» مروراً بمصممة الأزياء شارون جيلهام التى شاركت فى المسلسل الكابوسى «Black Mirror» ومايكل ألر مونتير فيلمى «lights out» و«annabelle: creation» والمونتير كين بلاكويل من فيلم «ouija»، وخلف تصميم عالم الفيلم تأتى مصممة الإنتاج جينيفر سبينس التى شاركت فى أشهر سلاسل الرعب «Insidious» و«Paranormal Activity» لصنع حبكة مرعبة، لا شك أن التوابل والبهارات مفيدة لكن إذا زادت عن حدها تصبح مميتة، وهذا ما حدث مع صناع «the nun» الذين تفذلكوا أكثر من اللازم، والنتيجة الخروج بفيلم فانتازى.

دائماً ما تثير الأفلام التى تتعلق بـ«تابوهات دينية» سواء التى تتناول نبياً بعينه، أو قصة دينية معروفة، بل وحتى الأفلام التى تأتى فيها علاقة الأبطال بالدين بشكل ليس على هوى المُتلقى، جدلاً كبيراً، ففى بداية الفيلم تم حرق «الصليب» كنوع من الاعتراف بأنه ليس هناك «رب»، وتعتبر جرأة من صُناع فيلم «the nun» أن يناقشوا قضية مثيرة مثل هذه رغم علمهم جيداً بالعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك.

بمجرد الاطلاع على قائمة صناع العمل القائمين على فيلم «the nun» توقع المشاهد أنه سوف يرى مشاهد رعب وفزع لم يرها من قبل، كما اعتدنا من بداية سلسلة «the conjuring»، لكن صناع الفيلم استخفوا بعقول المشاهدين هذه المرة، فالفيلم مليء بالثغرات التى حولت الفيلم من رعب إلى كوميدى.

صنفته مجلة «فارايتى» بأنه الأسوأ فى سلسلة أفلام «the conjuring»، كما حصل على تقييم ضعيف من قبل موقع imdb الأمريكى الذى اكتفى بمنحه 5٫8 من 10.

رغم تصنيفه كفيلم رعب، لا يوجد فيه ما يستدعى للفزع، حسبما رأت «فارايتى»، فالفيلم خال من العوامل التى تساعد على إرهاب المشاهدين، فجاء الفيلم محبطاً ومخيباً للآمال وتطلعات الجمهور.

الفيلم تدور أحداثه فى الحقبة الزمنية 1952 حول إرسال الفاتيكان كاهناً مثقلاً بماضٍ مظلم إلى أحد الأديرة فى رومانيا للتحقيق فى حادثة انتحار إحدى الراهبات، وترافقه فى رحلته راهبة متدربة حيث يكتشفان سراً مظلماً يخص كينونة الشر المتمثل فى الراهبة فالاك.

على الصعيد الفنى والتقنى، نجح صناع الفن فى

اختيار مواقع التصوير وتهيئة ديكور مناسب لمعايشة المشاهد أجواء الحقبة الزمنية التى تدور حولها الفيلم.

وتتكون مواقع التصوير من قلعتين تنتميان إلى القرن الرابع عشر، وحصن ينتمى إلى القرون الوسطى، وساهمت طبيعتهما المعمارية فى تأصيل أجواء الرعب الكلاسيكية للفيلم، بينما تم تصوير بعض المشاهد فى ستديوهات Castel Film ببوخاريست.

وأشادت «فارايتى» بحسن اختيارهم وسائل المواصلات التقليدية الموجودة فى رومانيا مثل العربات التى تجرها الخيول، والحيوانات الريفية فى مواقع التصوير ساهمت فى إضفاء لمسات من العالم القديم على الأجواء.

كما تم جلب عدد كبير من الأشجار لخلق جو مشابه للغابة، بالإضافة إلى الاستعانة بعدد كبير من الصلبان، وقاموا ببناء تمثال مريم العذراء.

ديكور الفيلم، الذى يتكون من قطع أثاث عتيقة تنتمى إلى مدينتى فيينا ورومانيا لتلائم الإطار الزمنى لأحداث الفيلم التى وقعت بعد الحرب العالمية الثانية، خطوة تحسب لصناع العمل وتغفر لهم الجريمة التى ارتكبوها فى حق المشاهد.

بعيداً عن قصة الفيلم، التى جاءت أشبه بالفانتازيا الكوميدية، كتب الفيلم شهادة ميلاد جديدة للممثلة الأمريكية بونى آرونز، التى أثبتت من خلال تجسيد شخصية «الراهبة فالاك» فى الفيلم، أن الموهبة تنتصر على الشكل الخارجى، لتلقن بدورها درساً قاسيا للمنتجين الذين نعتوها فى بداية مسيرتها الفنية، ولم يسندوا لها دوراً فى أى عمل سينمائى بسبب مظهر أنفها.

عانت آرونز كثيراً منذ أن وطئت قدماها مجال التمثيل، حيث كان يتجاهلها المنتجون آنذاك، مبررين ذلك بأن وجهها لا يصلح أن تكون نجمة سينمائية، ولهذا انتقلت إلى أوروبا وظهرت فى أفلام قصيرة وإعلانات تجارية، وكان أول فيلم أمريكى تظهر به هو فيلم «exit to eden» الذى جسدت فيه دور عاهرة.

ربما تكون أنف آرونز سبباً فى نجاحها فى تأدية أفلام الرعب، ففى البداية لعبت أدوارا صغيرة فى العديد من أفلام الرعب الشهيرة منها I Know Who Killed Me وDrag Me to Hell.

شاركت آرونز فى العديد من الأعمال السينمائية مثل Mulholland Drive، The Princess، Diaries 2: Royal Engagement، ويعتبر الفيلمان The Conjuring 2، The Nun من الأفلام التى سطرت اسمها فى مصاف نجمات الصف الأول من مشاهير هوليوود، وباتت أيقونة الرعب فى الوقت الحالى التى أصبح الجميع يتبادل صورها تعبيراً عن الرعب.

جدير بالذكر أن موقع الفيديوهات الشهير، قد اضطر لحذف الإعلان التشويقى الخاص بالفيلم بعد أن تعرض لانتقادات وتلقى شكاوى عدة من قبل المستخدمين نظراً لأنه يحتوى على لقطات لا تتوافق مع سياسات الموقع الشهير.