رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العضو المنتدب لشركة «أسواق فاينانشيال» المالية: مافيا التجار.. المصالح.. وغياب التخصص.. ثلاثية تعوق ميلاد بورصة السلع

أحمد عامر العضو المنتدب
أحمد عامر العضو المنتدب لشركة «أسواق فاينانشيال» المالية

 

حوار ــ صلاح الدين عبدالله:

«لا تخش العقبات، فخلفها تقع الفرص العظيمة.. فالحفرة التى سقطت فيها هى التى علمتك كيف تتسلق، فاجتهد دائماً حتى تصل إلى غايتك» هكذا تقول الحكمة.. وكذلك الرجل ينظر إلى الحياة بخلاف الآخرين حتى يجعلها طريقاً إلى الإبداع، فالكل يستطيع أن ينجح، لكن لا يستطيع أن يبدع.. ومن هنا غير واقعه.

حسبك من السعادة ضمير نقى ونفس هادئة وقلب مطمئن، وأن تعمل بيديك، فسوف تقودك إلى المجد.. وعلى هذا صاغ مفردات قاموسه أحمد عامر العضو المنتدب لشركة أسواق فاينانشيال للمعلومات المالية.. إحساس الظلم لنفسه يبدأ عندما لا يضيف جديداً فى يومه، لأن النجاح يبدأ باللحظة التى قررت فيها التوجه إلى هدف ذات قيمه، مهما كانت المطبات.

بالطابق العاشر، وعلى بعد أمتار من ضفاف النيل، حيث الهدوء يخيم على غرفة مكتبه.. يجلس، وقد بدت نظراته انعكاساً لأفكاره... «الجرأة على التفكير، والجرأة على العمل، والتنفيذ، هما العماد، بدونهما لن يتحقق النجاح» بهذا بادرنى.. جلسنا وبدا مهتماً ومشغولاً، بما يحقق مصلحة المواطن، وأمنان الاقتصاد.

تبدو على ملامحه الحماس بمشروع بورصة السلع والعقود.. يقول «خروج بورصة السلع إلى النور سوف يساهم فى حل جميع المشكلات فى السوق، من ارتفاع للأسعار، وعمليات احكتار، حيث إنها قادرة على ضبط حركة السلع، والمنتجات الأساسية فى الأسواق، وتساعد على استقرار الاقتصاد، وعدم تعرضه لأى هزات مثلما حدث فى العديد من الأزمات فى الأعوام الماضية، ولعل أزمة السكر، وغيرها من الأزمات لاتزال بالذكرة، وكذلك العمل على إنهاء سيطرة مافيا التجار على السوق».

فى جعبة الشاب الأربعينى العديد من الحكايات حول بورصة السلع، حيث يحدد مجموعة بنود تكشف أهمية وضرورة الإسراع فى خروجها، من خلال تهيئة القطاع الحكومى والقطاع الخاص على تقبل فكرة المشروع عن طريق توعية الشركات، بأهمية تطبيق المشروع وتوضيح مميزاته والعائد الإيجابى الكبير على القطاع الخاص والاقتصاد، وذلك لإزالة حاجز الخوف لديهم من تطبيق هذا المشروع، وكذلك تأسيس كيان مستقل لبورصة السلع يضم مجموعة من الكوادر البشرية ذات الصلة بالمجال، خاصة أن غياب هذه الكوادر يكتب شهادة وفاة مبكرة للمشروع، بالإضافة إلى العمل على إصدار تشريع يلزم جميع الشركات المستوردة والمصدرة للسلع بالتسجيل داخل بورصة السلع

التعليم، وإنفاق المال على العلم، وتطوير المستمر للذات، هو الكنز الذى تركه له والده، ومن هنا كان التميز والإبداع فى الفكر، الذى بات نهجاً، حينما يتحدث الشاب الأربعينى عن مميزات بورصة السلع يتكشف أن استقرار الأسعار لن يتحقق إلا بخروج بورصة السلع إلى النور، بسبب قدرتها على استقرار الأسعار من الارتفاع أو الانخفاض المفاجئ، وتوحيد أسعار السلع الواحدة داخل السوق، والقضاء على الاحتكار، وتنظيم عملية تصدير السلع بشكل أكثر تطور مما يؤدى إلى زيادة السلع والكميات المصدرة للخارج وفتح أسوق تصدير جديدة، بالإضافة إلى العمل على خلق مشتقات مالية جديدة تساهم فى تنشيط الاقتصاد.

لن تخسر حقاً إلا إذ توقفت عن المحاولة، وهذا ما يسعى إليه الشاب الأربعينى بالتشديد على الإسراع بخروج بورصة السلع إلى الحياة، لإيقاف جشع مافيا التجار، والتلاعب بالمواطنين البسطاء، خاصة أن المصالح بين التجار والشركات المستوردة والمصدرة وراء عدم وجود كيان بورصة السلع.. يقول «عامر» إن «العشوائية التى تسيطر على الجهات المسئولة عن تأسيس هذا الكيان سواء وزارة التموين، أو البورصة، أو الغرف التجارية، تعانى العشوائية والتخبط، خاصة أن البورصة تهتم بفكرة بورصة العقود، وليس السلع».

ربما يثير تأسيس الكيان حالة من الجدل بين المراقبين، حول إدارته، لكن للشاب الأربعينى باعتباره متخصصاً فى ذلك له رؤية خاصة، تقوم على أن يكون الكيان ذات إدارة منفصلة عن إدارة البورصة وسوق الأسهم، مع تأسيس جهة رقابية لمتابعة عمليات البيع والشراء، بحيث يكون كياناً مماثلاً لهيئة سوق المال، وكذلك إنشاء شركة لتسوية عمليات البيع والشراء مثل شركة مصر للمقاصة، يمكن الرجوع إليها فى حالة وجود منازعات، مع العمل على إنشاء شركة لمتابعة العمليات اللوجيستية من شحن وتفريغ وتخزين ونقل والرقابة على جودة السلع، وكذلك إنشاء نظام محاسبى للعروض والطلبات والتنفيذات، مع إصدار تشريع يلزم الجهات المعنية بالدولة بإمداد الشركة القائمة على تطبيق مشروع بورصة السلع بالمعلومات والبيانات، وإصدار تشريع يضمن الحقوق والإلتزمات للبائع والمشترى لمنع عمليات التلاعب والإخلال بعمليات التنفيذ، وكل ذلك مطلوب ليتحقق النجاح للكيان.

دار بداخلى سؤال حول ما قد تقدمه هذه البورصة للسوق والاقتصاد، ويبدو أنه قرأ ما بداخلى. ليبادرنى قائلاً: «بورصة السلع قادرة على تحديد متطلبات السوق مما يؤدى إلى عدم استيراد السلع بكميات أكبر من احتياج السوق المصرى، والعمل على تشجيع الاستثمار فى قطاع الزراعة من جانب الشركات الخاصة والعامة، كما أن المشروع هادف للربح من خلال تحصيل رسوم من عملية

تقييد الشركات فى بورصة السلع وأيضاً بيع «SYSTEM» الناقل لأسعار التداول والمعلومات والنظام المحاسبى».

سعى الشاب الأربعينى، وانشغاله بما يحقق الاستقرار فى الأسعار من خلال بورصة السلع، لم يغفله تفاؤله بالمشهد الاقتصادى، والمؤشرات التى تدعو بمستقبل أفضل، فى ظل مشهد يتحسن يوماً بعد الآخر، فى كافة القطاعات.

أقاطعه... إذن المشهد اقتصادياً اكتمل وبات فى مساره الصحيح.

يجيبنى قائلاً: «لم يكتمل، إلا مع إعادة هيكلة القطاع الحكومى، والعمل على إعادة تأهيل العاملين بهذا القطاع، وتعميم تكنولوجيا المعلومات والبيانات بالجهات التابعة، من أجل الحد من الفساد، بهذه الجهات».

تنبأ والده بمستقبله، وقدرته على تحمل المسئولية، ومعالجة الأمور بعقلانية، حينما يتحدث عن الاستثمار، لا يغفل الحراك الذى شهده هذا الملف، من تشريعات، وقوانين ساهمت بشكل كبير على حركة الاستثمارات، واستقطابها، لكن يظل تحفظاته على عدم توافر حزمة معلوماتية عن كل صغيرة وكبيرة، تساعد المستثمر فى اتخاذ قراراته بصورة سريعة، على غرار ما تشهده العديد من دول المنطقة، فالمشهد يتطلب مزيداً من توفير المعلومات، والترويج بصورة تساهم فى استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

دراسته لمجال البيزنس وإدارة الأعمال لم تكن من فراغ، فسعيه الدائم لتحقيق ذاته، وصل به إلى القمة، وكذلك يتفاءل أن يصل الاقتصاد إلى القمة، إذا قاد القطاع الصناعى القاطرة، لتوافر المقومات به، من خلال الانتاج، وإحلال محل الواردات، والتصدير، ونفس الأمر بالنسبة للقطاع الزراعى، والصناعات الغذائية.

الشاب الأربعينى له وجهة نظر خاصة فى القطاع الخاص، حيث يتطلب دعماً من جانب الحكومة، بتقديم التسهيلات وتذليل العقبات أمامه، حتى يتمكن من استكمال دوره فى التنمية الاقتصادية، وإتاحة الفرص له، والمشاركة فى المشروعات القومية، كى يؤدى دوره، خاصة أنه يساهم فى توفير فرص عمل للسواد الأعظم من الشباب.

تبدت علامات الغضب على ملامح الشاب الأربعينى، حينما تحدث عن ملف الطروحات الذى لايزال يواجه مصيراً غامضاً، ويدور فى دائرة مفرغة... يقول إن «الوقت لايزال أمام الحكومة فى عملية الطرح، ولكن عليها أن تحدد الوقت المناسب، والتسعير المقبول، والترويج الملائم حتى يتحقق النجاح».

من أمضى يوماً من عمره فى غير مجد حققه أو خير أسسه أو علم اقتبسه فقد ظلم نفسه، من هنا انطلق الشاب الإربعينى فى تحقيق حلمه بالعمل على إدارة شركه هدفها تقديم معلومات مالية فى كافة القطاعات المالية، سواء أسعار الأسهم، أو أسعار السلع المحلية والعالمية، وهو ما منحه الأفضلية فى تقديم خدمة معلوماتية للسوق، وكافة الأطراف، بل ويسعى مع نشاط السوق فى زيادة رأس مال الشركة إلى 10 ملايين جنيه، والوصول إلى قطاعات عريضة من المتعاملين فى كافة الأسواق الخاصة بالأسهم، والسلع، وكذاك العمل على استقطاب العديد من المؤسسات المالية سواء المحلية أو العربية والخليجية.

الوضوح، وعدم البكاء على الأخطاء، بل التعلم منها، هو ما منحه ثقة واحترام أصدقائه، يبحث دائماً عما يضيف لشخصه، وعمله، محباً للقراءة، عاشقاً للرياضة، لما تحمله له من صفاء، وسعادة، مغرماً بالألوان السوداء لما تحظى به من وقار و«فخامة»، لكن يظل شغله الشاغل تحقيق حلمه بالوصول إلى الريادة فى سوق المعلومات المالية، وخروج بورصة السلع إلى النور، فى وقت قصير... فهل تتحقق أحلامه؟