رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإنسان أم الآلة.. من الجاني في انهيارات الأسواق الخاطفة؟

بورصة
بورصة

وفد- وكالات:

في الخامس من فبراير شباط عانى مؤشر "داو جونز" الصناعي من أسوأ انخفاض يومي في تاريخه، ورغم محوه لهذه الخسارة بعد أيام، لا يزال بعض المستثمرين يحاولون فهم سبب هذا الانخفاض الحاد السريع.

ولعل أحد المتورطين المحتملين في هذه الحركة الخاطفة، هو سلسلة من أوامر وقف الخسارة الآلية التي حددتها صناديق الاستثمار وبدأت في لندن ثم غذت الهبوط الحاد في الأسهم الأمريكية، ويشار هنا إلى أنه خلال الأيام التالية، دفع هذا الهبوط إلى نتشار العمليات البيعية في أصول أخرى مثل عقود النفط الآجلة، بحسب موقع أرقام.

كان ذلك خلاصة استنتاج تحليل "بريدجتون ريسيرش جروب" عن تعاملات الأسبوع المضطرب الذي شهد الانخفاض الحاد في الأسهم الأمريكية، وهي شركة تحليلات تدير نماذج حاسوبية تتنبأ بأنماط التداول الخاصة بالخوارزميات.

جدل عميق:
 أوامر وقف الخسارة، هي توجيهات لبيع الأسهم أو الصناديق المتداولة في البورصة بمجرد انخفاض الأسعار إلى ما دون مستوى معين، ودائمًا ما كانت أداة المستثمرين لإيقاف الرهانات الخاسرة تلقائيًا.

لكن التأثير المتزايد على الأسواق من قبل التداولات التي تقودها الخوارزميات وصناديق الاستثمار التي تقتفي أثر الاتجاهات الشائعة، وتستخدم مثل هذه التوجيهات التلقائية، يجعل الأسواق أكثر عرضة للتقلبات الحادة إذا بدأ الجميع في البيع دفعة واحدة.

 تميل مثل هذه الإستراتيجيات إلى البيع قرب نفس المستويات في أسواق الأسهم والسندات وعقود السلع الآجلة، ويقول "بيتر هان" الشريك المؤسس لـ"بريدجتون": الكثير من هذه الخوارزميات يفعل الشيء نفسه، إن سلوكها شبيه بطرق تفكير المجموعات البشرية.

 هل البشر أم الآلات هم السبب في حالات الانخفاض الحاد في الأسواق؟ سؤال يلهب النقاشات المطولة والعميقة في "وول ستريت"، لكن يعتقد العديد من المحللين أن البيانات الأساسية مثل التقارير الإحصائية أو التقارير الإعلامية، هي ما تدفع المستثمرين إلى حالة من الهلع، بينما تزيد أوامر وقف الخسائر الزخم والتقلبات في مثل هذه التحركات.

يعتقد آخرون أن موجة البيع الآلي يمكن أن تكون بكل سهولة هي ما يدفع المستثمرين إلى البيع رغم غياب أي سبب أساسي للهروب من الأسهم.

المتهم: أوامر وقف الخسارة

 أشار متداولون إلى دور أوامر وقف الخسارة في حالات هبوطية سابقة، كما حدث في أغسطس/ آب 2015، عندما أدى انخفاض قيمة اليوان الصيني المفاجئ إلى تراجع الأسواق، فيما أدرجت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية هذه الأوامر كسبب محتمل في تفاقم خسائر السوق خلال الانهيار الخاطف الذي وقع في مايو/ أيار 2010.

 لا توجد إجابة قاطعة لحسم الجدال الدائر في "وول ستريت" حول المسألة، واستندت تقديرات "بريدجتون" إلى نماذج الشركة الداخلية التي تم تصميمها للتداول مثل صناديق الاستثمار الرئيسية التي تقتفي الاتجاهات الشائعة.

 مع ذلك، من الصعب التحقق من الأسعار الدقيقة التي تُجري عندها هذه الكيانات عمليات البيع والشراء، خاصة أن هذه المستويات تتغير بشكل

مستمر بناء على أوضاع السوق والاستراتيجية الدقيقة لكل صندوق.

تطور استخدام أوامر وقف الخسارة من قبل الخوارزميات ليكون أكثر مرونة وصعوبة في تحديد الأسعار، وبدلًا من وضع أمر بيع صريح، تحلل البرامج بيانات حركة الأسواق، مثل التقلبات والاتجاهات التي تحظى بالزخم، لتحديد متى يجب عليها تخفيض حيازاتها.

 على سبيل المثال، تأثير الصناديق التي تستهدف الشراء والإبقاء لفترة طويلة على حيازتها يختلف عن تأثير تلك التي تتطلع للبيع خلال فترة قصيرة، وبالتالي يقود هذا الخوارزميات إلى التصرف بشكل مختلف في تحديد موعد الحركة وما ستفعله حينها تحديدًا.

 أيضًا، بدلًا من الخروج تمامًا من المركز الراهن عند حدوث صدمة ما، يتم برمجة العديد من الخوارزميات للحد من حيازاتها تدريجيًا، وبسبب هذا فإن بعض صناديق الاتجاهات الشائعة تشكك في فكرة أن ممارساتها لها أثر كبير على تحركات السوق.

نفوذ الخوارزميات في اتساع:

هناك أمر واحد واضح، هو أن الصناديق التي تطارد الاتجاهات الشائعة في الأسواق وتستخدم استراتيجيات تلقائية نمت بشكل كبير، ويمكنها بسهولة الاعتماد على أوامر وقف الخسارة في أسواق العقود الآجلة بفضل الأتمتة.

- غالبًا ما تكون هذه الصناديق بديلًا لما يعرف بمستشاري تداول السلع الأساسية، ويمكنها استخدام مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات، وخلال العقد الماضي ارتفع حجم الأموال التي تديرها بنسبة 47 في المائة إلى نحو 367 مليار دولار، وتخضع 88 في المائة من هذه الأصول لإشراف الخوارزميات.

 من ناحية أخرى، زادت محاولات المستثمرين لفهم منهجيات صناديق الاتجاهات الشائعة، ومعرفة المستويات التي سيبدأون البيع والشراء عندها، وهذا بدوره يمكن أن يضخم تحركات السوق.

بطبيعة الحال، كانت فاعلية أوامر وقف الخسارة محل تساؤل منذ سنوات، وبينما يمكنها مساعدة المستثمرين على ترك مركزه بشكل تلقائي، لكن نوبة البيع السريعة التي تتسبب فيها قد تمنع تنفيذ عملية التداول حتى تنخفض الأسعار إلى ما دون المستوى المحدد.