رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد كمال مدير التداول بـ«الرواد» المالية: اكتشافات الغاز الطبيعى شهادة ميلاد للصناعات الثقيلة

بوابة الوفد الإلكترونية

 

حوار- صلاح الدين عبدالله

 

«عِش يا صديقى غنى النفس، كن مبتسماً، إذا لم يكن للإنسان فى نفسه خير، فلن يكن للآخرين، اعمل الخير لأصدقائك يزيدوك محبة، واعمل الخير لأعدائك يصبحوا أصدقاءك» هكذا تقول الحكمة.. وكذلك الرجل الصفات الإنسانية لديه تتجسد فى الخير، باعتباره الصفة التى تضمن باقى الصفات، فلا شيء باقياً سواها.

إذا كان الكتاب هو المعلم الذى يعلم بلا عصا أو غضب، فإن غاية النجاح فى منهجه ما هى إلا تحقيق الخير للجميع، للحياة بريق، لا يعلمه إلا من حدد لنفسه مساراً نافذته الطموح، الذى لا نهاية له.

محمد كمال مدير التداول بشركة الرواد لتداول الأوراق المالية.. والدته هى كلمة السر فى نجاحه، لكونها الأكثر تأثيرا فى شخصيته، نجحت فى أن ترسم له مستقبله، بالنصح تارة، والتشجيع أخرى، ومنها اكتسب الخير، ومد العون للآخرين، وهو ما تبقى فى سجل ذكرياته لا يمحوها الدهر.

«لو سألتنى منذ 4 أعوام أين نكون اقتصادياً؟ لكانت الإجابة أكثر صعوبة، لأن المشهد وقتها ساده الارتباك والغموض، لكن اختلف الوضع».. هكذا بادرنى عندما بدأ يحلل فى المشهد، وقد بدت على ملامحه علامات الحماس والأمل.

الرجل يحمل بداخله قوة إيمان أن الوصول الى الحلم قادم لا محالة، ونفس الأمر فى الاقتصاد حينما راح يتكشف الضوء القادم للاقتصاد، عقب الإجراءات الإصلاحية المُرّة.. يقول «نعم المشروعات القومية العملاقة، غيرت خريطة الاستثمار المحلى لتضعه فى جدول الدول، ذات الاقتصاديات الكبرى».

«اكتشافات الغاز الطبيعى كانت بمثابة دفعة معنوية، وعملية بعدما صارت على الخريطة، بل دفعت العديد من الشركات الاجنبية، أن تجدد عقودها فى الكشف عن آبار جديدة، وهو ما سوف يساعد على إحياء الصناعة الثقيلة، بسبب توافر الغاز» هكذا تحليله للمشهد فى القطاع.

إذن الشغل الشاغل للرجل، الاهتمام الشديد بمجال الغاز، القادر على تحقيق ثورة صناعية لعودة الصناعات الثقيلة، ليستشهد فى هذا الصدد بصناعة السيارات، المتوافر لها كل الإمكانيات بالسوق المحلى صاحب الريادة فى ذلك، غير مقبول من وجهة نظره أن تقود دول أخرى بالمنطقة هذه الصناعة، وأساسها السوق المحلى، وغيرها من الصناعات الثقيلة سواء فى الحديد، أو الأسمنت.

التفاصيل بداخل الشاب الأربعينى أمر ضروري، حتى لو كانت معاناة، لكن حتمية، ونفس المشهد بالنسبة للإصلاحات الاقتصادية، رغم تردد الحكومات منذ سنوات طويلة برفع الدعم وزيادة أسعار المحروقات، إلا أن قرار الحكومة اتسم بالجرأة، وخيراً فعلت، من أجل إنقاذ الاقتصاد.

أقاطعه: لكن الفاتورة كانت أكثر قسوة على رجل الشارع.

يرد وبدأ متأسفاً: «نعم الفاتورة كانت قاسية، ولكن لم يكن مفراً من الدواء المر، والتكلفة تحملها الجميع، فغير مقبول بعدما قطعت شوطاً طويلاً فى برنامج الإصلاح، بما يعادل 85%، وهو ما يشير إلى القفزات والحواجز الصعبة، التى تم اجتيازها.

النجاح لا يكتمل بدون الصبر، فهو أول حروف الوصول إلى القمة، للرجل وجهة نظر خاصة فى السياسة النقدية، حيث يلتمس لمسئولى هذا الملف كل العذر، بسبب صعوبة المشهد يهذا الملف، ولن ترضى أحداً، لكن طالما أن التقارير الدولية، تؤكد بالأرقام على المسار الصحيح، نتيجة الالتزام بسداد المستحقات والديون.

لحظات هدوء تسود المكان، لم يكسرها سوى انفعال الرجل حول ملف السياسة المالية، ففرض الضرائب المتتالية، لم يعد حلاً، فالاعتماد على نفس الشرائح، يعتبره نوعاً من الجباية، وعلى الحكومة التفكير خارج الصندوق، والعمل على ضم القطاع غير الرسمى، مع رقابة صارمة، من شأنه الحصول على إيرادات جديدة.

منذ سنوات عمره الأولى، تنبأ له والده بالاجتهاد، ربما لقدرته على حسن التصرف، ومواجهة الظروف، والتعامل معها، وكذلك الرجل لديه 3 قطاعات، خاصة أن القطاع الصناعى قادر على تغيير خريطة الصناعة، بتشغيل المصانع الثقيلة، وكذلك القطاع الزراعى والصناعات الغذائية، وقبل كل ذلك السياحة التى تعتبر الرهان الفائز، لما يحظى به القطاع من مقومات، وإمكانيات طبيعية، تساعد

على نموه.

الوضوح والدقة من السمات التى اكتسبها الرجل من أسرته، حينما يتحدث عن الاستثمار، تتغير ملامح وجهه، ليقول لو أردت استقطاب استثمارات حقيقية، فلا بد من الاهتمام ببيئة الاستثمار، للعمل على نمو الاستثمارات الأجنبية، التى لم تصل لمستويات تساعد على تحسين صورة الاستثمار المباشر.

يظل القطاع الخاص فى حاجة الى دعم الحكومة، لما يتحمله من أعباء، ونفس وجهة نظر الرجل، مطلوب من الحكومة عدم إرهاق القطاع بفرض الضرائب المستمرة، على القطاع، وهو ليس فى المصلحة العامة تكبيل القطاع.

قطع الرجل شوطاً طويلاً فى مسيرته تسلح خلالها بالصبر، والثقة بالنفس حينما يتحدث عن الطروحات الحكومية يتكشف فى حديثه غصة ومرارة، بسبب ما وصل إليه الملف من تخبط، يقول: «إن البورصة شهدت خلال الأشهر الماضية طفرة كبيرة فى قيم التداول، وتسجيلها أرقاما قياسية، وكان الأمر سوف يختلف تماماً وقتها لو تم طرح هذه الشركات، رغم ذلك لا تزال الفرصة قائمة، والوقت مناسب، لكن لا بد أن تكون البداية بطرح شركة من الشركات الكبرى، وليس بزيادة حصص لشركات مقيدة، خاصة أن ملف الاكتتابات له شرائح من المستثمرين يساهمون فى نشاط السوق».

وتساءل قائلاً: «هل سوف تندم الحكومة على تأخر عمليات طروحات الشركات فى الحكومة؟».. سرعان ما يرد قائلاً: «إن الحكومة قد تندم، إذا ما تأخرت فى التحرك، حيث إن الطروحات سوف تعيد الثقة فى البورصة، وتستقطب فئات جديدة من المستثمرين».

التعثر فى مشوار النجاح لا يعنى النهاية، وإنما وقفة مع النفس لتصحيح المسار، أراد دراسة هندسة الاتصالات، وكانت والدته الداعم الأكبر فى خطواته، ليبدأ الطريق منذ سنوات فى هذا المجال بصناعة سوق المال، إلى أن وصل إلى مراحل متقدمة من العمل فى سوق المال، حتى وصل إلى جزء من كل لطموحاته، نجح مع إدارة شركة الرواد فى تحديد استراتيجية، لاستقطاب والتوسع فى قاعدة العملاء من المؤسسات التى تقوم عليها الشركة، والتى تبلغ نحو 80، فيما تمثل نسبة الأفراد 20%، كما تسعى الشركة إلى استقطاب مؤسسات عربية، وهو ما تستهدفه خلال الفترة القادمة.

الشاب الأربعينى لديه أسلوب حياة فريد يقوم على حب العمل والاجتهاد، عاشق للقراءة بكل مجالاتها، خاصة التى تحمل السيرة الذاتية للعظماء، محب للرياضة، خاصة الشطرنج، لما تمنحه من قدرة على التركيز، والتعامل بهدوء مع الأزمات، مغرم بالألوان التى تحمل النقاء والصفاء مثل اللون الأزرق، لكن يظل شغله الشاغل الوصول مع مجلس إدارة الشركة إلى أبعد قمة النجاح والريادة، فهل ينجح فى ذلك؟