رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدولار الأسود أحدث طريقة دولية لخطف "الجنيه" من المصريين

بوابة الوفد الإلكترونية

يقابلك شخص على قارعة الطريق ويوهمك بقدراته السحرية وعلاقته باللجان فى تحويل الدولار الأسود إلى دولارات أمريكية حقيقية، أو تصلك رسالة عبر بريدك الإلكترونى

تبشرك بأن أياما قليلة ستجعلك ثريا بعبارة سحرية هى «العناية الإلهية وحدها وبمساعدتك سأتمكن من إنقاذ ثروة بملايين الدولارات وستأخذ نصيبك نقداً بمجرد الموافقة على استضافة هذه الملايين فى حسابك الشخصي».
أو بطريقة أخرى يأتيك صوت عبر هاتفك المحمول، ويطلب منك إعادة تحويل مبلغ من المال زاعمًا تحويله لهاتفك عن طريق الخطأ، أو تأتيك مُكالمة هاتفية على التليفون الأرضى، وتبلغك المتحدثة بصوتها الناعم فوزك بجائزة أو هدية.
ولم تكن هذه كلها إلا أساليب جديدة للنصب والاحتيال على عقول وجيوب المصريين يمارسها نصابون من كافة أنحاء العالم.
شوارع مدن مصر الكبرى خاصة العاصمة شهدت مؤخراً انتشار ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ الشباب الأفارقة الباحثين – فى طريق هجرتهم- عن الثراء السريع، معظم هؤلاء القادمين من ﺳﻴﺮﺍﻟﻴﻮﻥ وﻛﻴﻨﻴــﺎ وﺑﻮﺭﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳــﻮ.. يزعمون امتلاكهم ملايين ﺍﻟﺪﻭلاﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، لخداع اﻟﺒﺴﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﺎﻣﺤﻴــﻦ فى الثــﺮﺍﺀ السهل، ﺑﺈﺟــﺮﺍﺀ ﺗﺠــﺎﺭﺏ عملية ﺃﻣﺎم أعينهم بتحويل ﺍﻟﺪﻭلاﺭﺍﺕ السوداء ﺇﻟﻰ عملات ﺣﻘﻴقية، وﻳﺴﻠﻤﻮن ضحاﻳﺎهم مظروفا كبيراً به ﻗﺼﺎﺻﺎﺕ من الورق الملون باللون الأسود، فى مقابل أوراق من فئات 100 جنيه، بينما يشترطون على الضحايا ﻋﺪﻡ ﻓتح المظروف إلا بعد عدة ساعات، ثم يتم غسلها بالمسحوق السحرى الذى تسلمه منهم، وما إن يفعل الضحية ذلك حتى يكتشف أن ما معه ﻣﺠﺮﺩ أوراق ﻣﺼﺒﻮﻏﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍلأﺳﻮﺩ.
الطريقة الأخرى الأكثر انتشارا فى النصب على المصريين، أن تصلك رسالة على هاتفك المحمول تقول «لقد تم شحن مبلغ ... جنيه» موضح بها رقم كود التحويل، ورقم هاتف مُرسل المبلغ المالى الذى يزعم أنه تمت إضافته لرصيدك..عقب ذلك بدقائق قليلة يدق هاتفك المحمول ويأتيك صوت رجُل يتحدث اللهجة الصعيدية أو الريفية، بغية إيهامك ببساطته، ليُبلغك أنه شحن رصيدا لتليفونك بطريق الخطأ، ثم يطلب منك استعادته مرة ثانية، وعندما تبادر بسرعة لرد المبلغ تكتشف أنك وقعت فريسة لعملية احتيال محبوكة، وحينما تتصل بخدمة العُملاء فى شركة المحمول، تفاجأ برد يتسم بالبرود إلى حد كبير خلاصته «نحن غير مسئولين عن عمليات النصب، عليك الذهاب الى مباحث التليفونات لعمل محضر بالواقعة».
يعتمد النصابون الدوليون غالبا على التكنولوجيا التى تفرض جدارا افتراضيا آمنًا على عملياتها، ما يمنحها مزيدا من الثقة والغموض المثير للعاب الطامعين فى الأموال السهلة.. فما إن تقع عينك على صندوق بريدك الإلكترونى عادة هذا الأيام حتى تجد رسالة لها عنوان جذاب لا تملك تجاهله، تفتحها بدافع الفضول الإنسانى، إحدى خواص السلوكيات البشرية، وتبدأ تلك الأنواع من الرسائل بكلمات رقيقة، تجعلك تتعاطف معها من الوهلة، فمفردات مثل (انقذنى - أخى المُسلم – أختى المُسلمة – من صديقك المسيحى – يدك تساعدنى – تعاون معى لتربح مليون دولار) وكثير من الكلمات المُثيرة، وتجد محتوى مثل هذه الرسائل يتسم بحرفية عالية، ومهنية تعتمد على قدرة كاتبها على الإقناع، وسرعان ما يجد متلقى الرسالة نفسه ضحية أكاذيب وعملية نصب واحتيال، ووقوعه فريسة، إما لافتقاره خبرة تمييز الصدق من الكذب، أو لطيبته وحُسن نيته، أما الحالة

الثالثة فعادة ما تكون بسبب الطمع فى الثراء السهل السريع.
هناك عوامل مشتركة للأفكار الأساسية التى يعتمد عليها هؤلاء النصابون، حيث يدعى المُرسل أنه مُدير لمصرف مالى معروف، أو سيدة توفى زوجها حديثاً، وغالبا ما يكررون عبارة مثل «بالعناية الإلهية وحدها وبمُساعدتك سأتمكن من إنقاذ ثروة بملايين الدولارات وستأخذ نصيبك نقداً بمجرد الموافقة على استضافة هذه الملايين فى حسابك الشخصي» ويُطلب منك المُساعدة فى تحويل مبلغ مالى كبير من بلده الى بلدك، ويستخدم النصاب الشعارات البنكية الحقيقية التى يتم إنزالها من مواقع الإنترنت البنكية، كما ينسخ بيانات البنك بذات نوع الأحرف الحقيقية، ما يضفى عليها نوعا من المصداقية «الخادعة» حين عمل مضاهاة.
وغالباً ما تأتى مثل هذه الرسائل من نصاب متفائل صبور فى دولة إفريقية أو الصين بل وبعض دول أوروبا ومنها بريطانيا، متضمنة رقم حسابه البنكى، وعنوانه كاملاً وأكثر من رقم تليفون، كما يرفق لك استمارة عليك تعبئتها وإعادة إرسالها إليه، تتضمن بياناتك كاملة ورقم حسابك البنكى، مشفوعة بتحويل مبلغ مالى إليه يُساعده فى دفع المصاريف الإدارية الخاصة بتحويل المبلغ المزعوم، وما إن ترسل له ما طلب إلا وتنتهى لعبة الخداع، وتكتشف بعدها أنك وقعت ضحية لعملية نصب.
وهناك أسلوب آخر فى عمليات النصب عبر الرسائل الإلكترونية، كأن يبلغك الراسل بفوزك بمبلغ مليون دولار، وبطاقة ائتمانية دولية باسمك تضمن لك السحب الإلكترونى من أى بنك، وستصلك البطاقة من خلال البريد السريع، وما عليك إلا إرسال قيمة تكاليف الشحن بقيمة 300 دولار، وبالطبع هذا المبلغ القليل فى مُقابل الحصول على نصف الثروة، يدفع الطامح فى الثراء أن يُضحى به، ليكتشف أنه ضحية.
وفى حالات أخرى تأتيك مُكالمة هاتفية على التليفون الأرضى، وتبلغك المُتحدثة بصوتها الناعم فوزك بجائزة أو هدية، وتطلب منك بياناتك الخاصة وعنوانك كى تتسلم جائزتك، التى تصلك بالفعل عن طريق مندوب يطلب منك ساعة تسليمك الهدية تعبئة استمارة استطلاع رأى، ليستكمل بياناتك الشخصية ويتعرف على مسكنك، لتكتشف بعدها أنك وقعت ضحية لعملية سرقة لمحتويات منزلك أو سيارتك بمساعدتك أنت شخصيا.