رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أحمد العلى رئيس شركة «القمة» المالية: الحكومة تفتقرإلى تنفيذ أفكار اقتصادية تحقق عائداً سريعاً للمواطن

أحمد العلى رئيس شركة
أحمد العلى رئيس شركة «القمة» المالية

 

حوار - صلاح الدين عبدالله:

«إن الشمس لا تدعو أحدًا ليراها، لنكن على قدرها إذ تشرق، وعلى قدرها إذ تغرب، وعليك أن تنظر إلى الخلف بالقدر الذى يدفعك للأمام»، هكذا تقول الحكمة، وكذلك الرجل بالصبر واليقين نال ما يريد.

نظرته للأمور تحمل مسحة صوفية، فالعمل لديه هو ثبات اليقين، والإيمان هو قوة الثبات والدفع والإصرار على التحقيق، فالعظماء، والناجحون خططوا وأرادوا أن يكونوا كذلك، وعليك انتهاج نفس المسار، لأن النجاح فى عقيدته ليس تحقيق الهدف فقط، بل الاستمرار إلى ما بعده.

أحمد العلى، رئيس مجلس إدارة شركة القمة لتداول الأوراق المالية.... منهجه يؤسس على الصراحة، باعتبارها الأفضل عند التحدث، وكذلك الصدق هو الفصل الأول فى كتاب الحكمة، وعلى هذا كانت مسيرته.

على بعد خطوات من أكبر الأندية الاجتماعية والرياضية، وفى المبنى المقابل لبوابة نادى الشمس، الذى أسسه سامى شرف، سكرتير الرئيس الراحل عبدالناصر، وبالطابق الرابع، حيث الهدوء يسكن المكان، على بعد خطوات من المدخل، يجلس الرجل، وبدأ منشغلاً ببعض الأمور التى تتعلق بالعمل... لحظات حتى فوجئت يطرح سؤالاً قائلًا: «رجل الشارع بيسأل لماذا لم يعد أمام الحكومة مصدر دخل غيرى»؟

«نعم، لم يعد أمام الحكومة، سوى المواطن البسيط، حتى استنزفت دخله، دون طرح أفكار جديدة تكون قادرة على الحد من فاتورة الضرائب التى لم يعد قادراً عليها، أو محاولتها تخفيض الجمارك، على السلع الأساسية، حتى تخفف من حدة فاتورة الإصلاح الاقتصادى، ربما معها يشعر بالعدالة الاقتصادية».. هكذا كان تحليله.

الصراحة، والصدق مع النفس هما دستوره فى الحياة، عندما يتحدث عن عدم قدرة الحكومة، على السيطرة على الأسواق، وتحقيق الرقابة الكاملة، من أجل المواطن، يكون دقيقاً فى تحليله للمشهد... يقول: «عندما يتوافر للمواطن التعليم، والعلاج، والسكن، والطعام، فهو بذلك تحققت له الراحة، والاطمئنان، وهذه أمور بيد الحكومة».

حب الاطلاع والقراءة فى كافة المجالات من الأمور التى اكتسبها من والده، وهو ما أصقل قدرته على طرح الأفكار، والرؤية، غير التقليدية، حينما يحدد مقترحات للحكومة، يضع فى الاعتبار أن تكون ثمارها سريعة، حتى يشعر بها المواطن البسيط، يركز الرجل الخمسينى على العديد من الأفكار خارج الصندوق، منها قيام الحكومة بالعمل على تطهير بحيرة السد العالى من التماسيح، من خلال شركات وطنية، هدفها الاستفادة من جلودها ولحومها بالتصدير، للخارج، وكذلك استخلص ما تحتويه من زيوت ومواد، تدخل فى صناعة الأمصال، والأدوية، بما يسهم فى القضاء عليها، ويسمح للأسماك بالبحيرة بالتكاثر، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من واحدة من المواد الغذائية، بل وتصديرها.

فى جعبة «العلى» الكثير من المقترحات فى هذا الصدد، حيث يشدد على ضرورة الاستفادة من آلاف الاطنان من المواد التى تستخرج فى عملية التطهير لبحيرة السد العالى، كأسمدة تسهم فى زيادة إنتاجية المحاصيل، وتعمل على زيادة الأسمدة، وبالتالى خفض أسعارها التى شهدت ارتفاعات جنونية، وباتت عبئاً على المزارعين، ليس هذا فحسب فى وجهة نظر الرجل، بل قدرة الدولة على توفير مصادر دخل سريعة من خلال طلاء زجاج السيارات الجانبية، بألوان قاتمة، بمبالغ مقبولة، فى ظل وجود قرابة 22 مليون سيارة تسير بشوارع القاهرة، بما يحقق إيرادات تتجاوز 20 مليار جنيه للدولة، وكل ذلك أفكار قادرة على توفير إيرادات سريعة للدولة بعيداً عن زيادة الأعباء على المواطنين من ضرائب، ورفع أسعار للسلع، وكذلك تسليم أراض زراعية للعاملين بالحكومة المنتظر إحالتهم إلى المعاش المبكر، مع توفير كافة التسهيلات لهم.

أقاطعه قائلاً: إذن، المشهد الاقتصادى بذلك غير متوازٍ.

يرد قائلاً: « نعم، غير متواز، ويتطلب مشروعات قادرة على تحقيق إيرادات سريعة تضخ فى شريان الاقتصاد، بدلاً من الاعتماد على رجل الشارع».

هدوء الرجل يجعله دائماً يحلل الأمور بدقة، حينما يتحدث عن السياسة النقدية... يصمت قليلًا ثم يقول: «مسار ملف السياسة النقدية جيد، ولكن على مسئولى الملف العمل على تحقيق التوازن بين العوائد البنكية، وأذون الخزانة، وتحويلات المصريين، وسعر العملة، وربطها بسلة عملات، وليس بعملة الدولار».

وتابع متسائلًا: «لماذا لا تتم عمليات الاستيراد والتصدير مع كل دولة وفقا لعملتها؟».. مثلما يحدث مع الصين، وروسيا، من خلال وزارات التجارة والصناعة فى هذه الدول، بل إعلانها

عن تحديد الأسعار، والمتابعة فى كل الدول الشريكة، حتى لا يحدث تلاعب فى الأسعار، وزيادة العبء على كاهل المواطنين.

دائماً تثير السياسة المالية جدلًا واسعًا بين الخبراء والمراقبين، لكن « العلى» له وجهة نظر خاصة فى هذا الملف، حيث يعتبر أن الملف يعانى المشاكل، واعوجاجاً، فليس مقبولًا أن يكون التركيز على شرائح محددة لزيادة الضرائب عليها، وتجاهل العديد من الفئات الاخرى، كما أن ضم القطاع غير الرسمى لمنظومة الدولة بات أمراً ضرورياً من خلال تقديم محفزات تسهم فى استقطاب هذا القطاع المقدر بنحو 2 تريليون جنيه، وكذلك مساندته إلى أن يكون قادراً على النمو بصورة سريعة، وبالتالى التعامل معه بنفس معايير القطاع الرسمى.

رغبة الرجل فى البحث عن الجديد، وغير التقليدى، منحته ثقة والده، عندما يحدد القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، يتوقف أمام السياحة، باعتبارها القطاع الذى يحظى بكافة الإمكانيات، والمقومات القادرة على استقطاب الملايين من السائحين، فى كافة أنواع السياحة، وكذلك قطاع النقل البرى، والبحرى، بالعمل على تطويره، بدخول القطاع الخاص بمساهمة كبيرة، كى يحقق هذا القطاع المرجوة منه فى الإيرادات، بالإضافة إلى العمل، والاهتمام بتنمية وتطوير العقل البشرى، والذى لديه القدرة على تحقيق المستحيلات، على غرار تجربة الهند، التى نجحت فى أن تساهم فى تكوين مراكز كبرى للتكنولوجيا بالعديد من القرى الفقيرة، بعد إعادة تأهيل أبنائها.

علامات استفهام ارتسمت على ملامح الرجل، حينما سألته عن موقف الاستثمار، إذ يعتبر أن الاستثمار فى حاجة إلى عصا موسى السحرية، حتى يصل إلى مرحلة الرضاء من الجميع، حيث يتطلب الترويج، والتسويق الجيد باحترافية، بل وتشجيع المستثمرين بإعادة الاعفاء على زيادة رؤوس الأموال، بما يحقق زيادة فى الاستثمارات المباشرة، وتوفير فرص عمل للشباب.

صراحته وصدقه، منحته محبة أصدقائه، خطط لمستقبله منذ نعومة أظافره، وتنبأ بمشواره والده، إلى أن عمل بمجال البيزنس، والمحاسبة، التى تحمل من أجلها، نجح الرجل فى تحقيق حلمه فى عالم البيزنس بالعزيمة والإصرار، إلى أن كوّن شركته، بل وعمل على تطويرها.

يحمل لشركته الكثير حتى تكون ضمن الكبار فى المجال، حيث يهدف إلى زيادة رأسمالها من 2 مليون جنيه، إلى 7 ملايين جنيه، وهذا مرهون بتحسن سوق الأوراق المالية، وكذلك التوسع فى الفروع بالمحافظات.

العمل تحت الضغوط من الأمور الذى اعتاد عليها، ولا تسبب له مشاكل، مغرماً بالاطلاع فى كل المجالات، كثيرون من حفروا أسماءهم من نور لهم التأثير الأكبر فى حياته، يبحث دائماً عن تحقيق أحلامه، ويفتش عن الابتكار، محباً للرياضة لما تمنحه من صفاء نفسى، يفتش عن الألوان التى تسعده ويجدها فى الأبيض والأخضر، لارتباطهما بالنمو، والصفاء، لكن يظل مهمومًا بكيف يصل بشركته إلى المكانة التى يحلم بها.. فهل يحقق ذلك؟