رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ارتفاع أسعار الزيوت فى ظل اشتداد الجفاف

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

من المحاصيل غير الكافية إلى ارتفاع أسعار النفط مرورا بازدياد الطلب، العوامل جميعها متوافرة منذ بضعة أشهر لدفع أسعار الزيوت الغذائية إلى ارتفاع من المرتقب أن يتواصل، على ما يقول خبراء.

من المحاصيل غير الكافية إلى ارتفاع أسعار النفط مرورا بازدياد الطلب، العوامل جميعها متوافرة منذ بضعة أشهر لدفع أسعار الزيوت الغذائية إلى ارتفاع من المرتقب أن يتواصل، على ما يقول خبراء.
فقد اعتبر بيير دو بييرو من شركة "هورايزن" للتحليلات أن "الزيوت جميعها معنية وتعاني من ازمة. ليس الوضع كارثيا لكن توافر هذه الظروف الحرجة جميعها يرفع الاسعار".
وقد وصل الجمعة الماضي سعر زيت النخيل وهو أكثر الزيوت استهلاكا في العالم إلى أعلى مستوياته منذ 16 شهرا، فبلغ سعر الطن الواحد 3613 رينغيت (1175 دولارا) في بورصة كوالامبور.
أما الصويا فهو يباع بأكثر من 14 دولارا للصاع (10 ليترات) في بورصة شيكاغو، في حين يتخطى سعر زيت بذور اللفت الخمسمئة يورو للطن الواحد في السوق الاوروبية.
وقد ارتفعت أسعار هذه الزيوت جميعها ارتفاعا يراوح بين 14 % و 19 % منذ بداية السنة.
وبما أن 50 % من المواد الغذائية المعالجة تحتوي على زيت النخيل، فقد يلقي ارتفاع الأسعار هذا بظلاله على المستهلكين، على المدى المتوسط.
ولم تتوقف الأخبار السيئة عند هذا الحد، وهي قد تفاقمت خلال الايام الاخيرة مع إعلان المزارعين الأميركيين نيتهم زرع نسبة أقل من الصويا هذه السنة. فستتراجع المساحة المخصصة لزرع الصويا بنسبة 1% لتصل إلى 29,9 مليون هكتار (التراجع يصل إلى 5 % بالمقارنة مع العام 2010)، في حين تعد الولايات المتحدة أكبر منتج عالمي للصويا وجهة فاعلة في السوق.
ويقلق هذا التراجع المحللين بعد أكثر في ظل موجة الجفاف التي ضربت أميركا الجنوبية وأدت إلى انخفاض المحاصيل في البرازيل والأرجنتين اللتين تقدمان مجتمعتين نصف الكميات المتوافرة على الصعيد الدولي.
وقد أشارت المعطيات الأخيرة التي جمعها المجلس الدولي للحبوب إلى أن انتاج الصويا من شأنه أن ينخفض إلى 242,1 مليون طن خلال الفترة 2011 - 2012، مسجلا بالتالي ادنى مستوياته في خلال ثلاث سنوات.
وقد شرحت جوزيفين هيكتور وهي محللة لدى شركة الأبحاث "أوكس فيلدز بارتنر" أن "ارتفاع أسعار الصويا يلقي بظلاله على قطاع صناعة الزيوت برمته".
يضاف الى ذلك ان السوق لا يمكنها هذه السنة ان تعول على زيت النخيل الذي يعتبر من ارخص الزيوت.
واضافت أن "إنتاج هذا الزيت يراوح مكانه تقريبا، كما أن بعض البلدان التي لم تكن محاصيلها جيدة هذه السنة مضطرة إلى استيراده".
من ثم، ينبغي على تايلاند التي تتمتع عادة باكتفاء ذاتي أن تشتري الزيت المتوافر في الأسواق، بعد أن ضربتها موجة جفاف أدت إلى تراجع محاصيل أشجار النخيل في جنوب البلاد الذي يعول على هذا الزيت للقلي.
والهند هي أيضا في عداد البلدان التي يتوقع انخفاض انتاجها السنوي. وقد يضطر أكبر مستورد زيوت في العالم إلى زيادة وارداته بما يعادل مليوني طن، وفق وزارة الزراعة الهندية.
ولا شك في ان الظروف المناخية أدت إلى تدهور محاصيل زيت بذور اللفت في أوروبا، في ظل اشتداد موجة البرد في شباط/فبراير ونقص المياه حاليا. ويبقى المحللون متشائمين في ما يخص محاصيل هذه السنة.
وحسب توقعات محللي شركة "أغريتيل" للاستشارات، "سيسجل عجز في اوروبا السنة المقبلة ايضا، وقد تتخطى الواردات ثلاثة ملايين طن".
وختاما، يؤثر ارتفاع أسعار النفط مباشرة على أسعار الزيوت إذ أن هذه الأخيرة تستخدم أكثر فأكثر في صناعة الوقود الحيوي. فكلما ازدادت أسعار النفط (كما هي الحال منذ أسابيع)، ارتفعت أسعار الزيوت.