رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أحمد عبدالحميد العضو المنتدب لشركة «وثيقة» المالية: 4 تحديات اقتصادية أمام حكومة «مدبولى»

بوابة الوفد الإلكترونية

 

حوار: صلاح الدين عبدالله:

«إذا خسرت شخصًا لأنك كنت صريحًا معه، فأنت الرابح، لأن العقول الصغيرة هى التى لا تستوعب الصراحة»، هكذا تقول الحكمة.. وكذلك الرجل يقول الرأى بدون مجاملة.

للسعادة فى فلسفته رافدان يكمنان فى الطيبة، والبساطة، فهى مجد التعبير عن النفس، وهى الأكثر تأثيراً على الآخرين، ما يبدو أمامه مستحيلاً اليوم، يصبح فى حوزته غداً، وهو ما تحقق له.

أحمد عبدالحميد، العضو المنتدب لشركة وثيقة للأوراق المالية.. قد لا يرضى الجميع، ولكن لا يظلم أحداً، إيمان شديد بأن العقل القوى دائم الأمل، ولديه دائمًا ما يبعث التفاؤل، وهكذا تكون نظرته فى العمل والحياة،... ربما تستغرق مشقة وجهداً كى تصل إلى مكتبه، لا لشىء، وإنما للحواجز الخرسانية التى تحاصره من كل اتجاه، بحكم منطقة السفارات المحيطة.

بالطابق الثالث، وفى غرفة مكتبه الذى وصل إليها بعد 20 عاماً من الجهد، والإخلاص فى العمل، يجلس الرجل، يؤدى عمله بروح الفريق، الذى اعتاده منذ خطواته الأولى بالشركة، يحظى بالاحترام، والتقدير من الجميع.. علامات الارتياح تبدو على ملامحه.

«قد يبدو المشهد مقلقاً، لبعض الوقت لكن التفاؤل هو السائد، هكذا تقول المؤشرات، وكذلك الإجراءات الحكومية وإصرارها على الاستمرار فى مسيرة الإصلاح»، هكذا كانت إجابته، حينما سألته عن سر تفاؤله.

بدأ متابعاً بما يتحقق من مشروعات قومية، وحراك اقتصادى فى كافة القطاعات، وتقديم تسهيلات بالجملة للمستثمرين، العرب والأجانب.. يقول: «إن خريطة الاقتصاد تشهد تغيرات جذرية أسهمت فى تعافى المؤشرات، سواء فى معدلات النمو، أو تراجع معدلات التضخم، وكذلك الرقم الكبير الذى شهده الاحتياط النقد الأجنبى، وتحقيق مستويات قياسية، وكلها مؤشرات تدعو للاطمئنان».

أقاطعه: لكن رجل الشارع مهتم فقط، بما يشعر به من نتائج لهذه الإصلاحات.

يجيب أن «ثمار الإصلاح الاقتصادى، للمواطن لن تتحقق، قبل عامين، حيث تسعى الحكومة فى الوصول إلى هذا الهدف، لتخفيف فاتورة الإصلاح عن رجل الشارع، الذى اكتوى بنار التداعيات، خاصة الطبقة الوسطى، التى سددت الفاتورة بمفردها، فى ظل برامج الحماية التى وفرتها الدولة لطبقة الفقراء، من خلال مشروع تكافل وكرامة، فيما لم تتأثر الطبقة العليا، التى تحظى بالمال».

تحمل المسئولية، وتجنب الظلم، والصدق مع الآخرين، من السمات التى غرسها بداخله والده، حينما يتحدث عن متطلبات المرحلة اقتصادياً، يحدد مجموعة من النقاط، تعتمد على دعم المحفزات للمستثمرين، بما يعمل على ضخ الأموال فى استثمارات داخلية فى كافة القطاعات، بما يحقق نمواً اقتصادياً، وتنمية مستدامة.

ثقة والده منحته القدرة على اتخاذ القرار بشجاعة، منذ نعومة أظافره، يبحث عن الجديد، وما يحقق طموحاته، لكن لديه قدرة على تحليل السياسة النقدية، بالرضاء، لكن لا تزال هذه السياسة، تتطلب المزيد من الإصلاحات والمرونة، واستقرار سعر الصرف، حتى يتمكن المستثمر الأجنبى من تحديد الخطوط العريضة لمشروعاته، وما يتحمله من تكلفة، وما يحققه من عائد.

لا يزال الاحتياط النقدى رغم تحقيقه مستويات قياسية تجاوزت 42 مليار دولار، مثاراً للجدل بين المراقبين، باعتباره يقوم على المنح والقروض، لكن «عبدالحميد» لديه وجهة نظر خاصة، حيث يعتبر أن هذه القروض أمر ضرورى، ولكن لفترة محدودة، بهدف توفير المتطلبات الرئيسية، إلا أنه مع حالة الاستقرار فى سعر الصرف، والاتجاه إلى الإنتاج، سوف يتغير المشهد، ويقوم مصدر الاحتياطى على إيرادات التصدير، والإنتاج.

دار بذهنى سؤال حول الأموال الساخنة، المتدفقة من خلال استثمارات المحفظة، أذون الخزانة، وسندات وأسهم، ويبدو أن الرجل قرأ ما بداخلى، ليبادرنى قائلاً إن الأموال الساخنة، أو الاستثمارات غير المباشرة، شر لا بد منه، باعتبارها بالونة اختبار، وثقة للمستثمرين، وخطوة أولى للاستثمارات المباشرة.

إذن.. هل ترى أن السياسة المالية لا تزال تعانى أيضاً؟

يرد: «نعم، لا تزال بسبب عدم التنسيق بين السياستين النقدية، والمالية، ولتحقيق ذلك مطلوب تحقيق استراتيجية مؤسسية، مستمرة، وتناغم بين السياستين، لكن مطلوب أيضًا مراعاة البعد الاجتماعى، وتحقيق الحماية الكاملة للطبقات الفقيرة».

تعدد الاستفسارات، والسؤال لديه ليس ضعفاً، وإنما ثقة فى النفس، يحدد التحديات التى تواجه حكومة مصطفى مدبولى فى 4 معوقات تتمثل فى

تحسين وتوفير حياة كريمة للمواطنين، وزيادة الدخول، بما يتلاءم مع متطلبات الحياة، وتوفير فرص عمل، والعمل على توعية الشباب بوضع الاقتصاد.

شاء القدر ألا يستكمل دراسته العسكرية فى الطيران، ليعدل مساره نحو دراسة البيزنس، والتجارة، ليحقق ذاته فى إدارة الأعمال، التى أصقلته بالمهارة والقيادة، لذلك عندما يتحدث عن ملف الاستثمار، ترتسم على ملامحه علامات الغضب، حيث يعتبر أن ملف الاستثمار، رغم صدور القانون، إلا إنه لم يحقق الهدف المطلوب، فلا تزال الاستثمارات الأجنبية المباشرة ضعيفة للغاية، وهو ما يثير القلق، خاصة أن البلاد فى حاجة إلى استثمارات سنوية تصل إلى 100 مليار دولار لتحقيق معدلات نمو جيدة.

أسأله: إذن، كيف يتحقق ذلك؟

- يجيب قائلاً إن «ذلك يتحقق من خلال عملية تسويق وترويج عالمية، بفرص الاستثمار المتاح فى السوق المحلى، وكذلك العمل على التدريب على التكنولوجيا، بصورة أكثر احترافية، وسوف يساعد على تحريك المياه الراكدة فى الاستثمار».

إحساس النجاح لديه بداية الفشل، هو يسعى دائماً للأفضل، ونفس الأمر فى القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد بنجاح يحددها فى قطاع الصناعة، وهو القادر على توفير العملة الصعبة من خلال التصدير، وتوفير فرص العمل لقطاع كبير من الشباب والعمالة، وكذلك قطاع الطاقة، والخدمات المالية غير المصرفية، وهى قطاعات قادرة على دفع النمو الاقتصادى.

القطاع الخاص دائماً يثير الجدل، بين المراقبين، ومدى دوره فى استكمال التنمية، لكن «عبدالحميد» لديه وجهة نظر خاصة، حيث يعتبر أن القطاع ضحية تداعيات ثورة يناير 2011، وعلى الحكومة أن تمد له يد المساعدة، للمساهمة فى التنمية.

الطموح فى منهجة مثل الماء والهواء لاغنى عنهما، يتفاخر بروح فريق العمل، ويعتبر عمله بالشركة منذ سنوات عمره الأولى وسام، تدرج فى الهيكل الوظيفى، إلى أن تولى قيادة المكان، بدعم جهده، وعمله، للرجل استراتيجية واضحة ومحددة بإن، يصل بالشركة إلى الريادة، من خلال زيادة رأس مال الشركة من 35 مليون جنيه، إلى 50 مليون جنيه خلال 2019، وكذلك العمل على تعزيز استراتيجية التوسع، والوصول بالفروع إلى 12 فرعاً، على أن تكون هذه الفروع بالوجه القبلى، وكذلك استقطاب المستثمرين الأفراد، والمؤسسات العربية والأجنبية، بل وكذلك الحكومية.

الرجل يتفاخر بما وصل إليه فى شركته التى قضى بها أيام بحلوها ومرها، مغرما بالقراءة المتنوعة، محباً للرياضة بكل أنواعها، لما تمنحه قدره على التركيز، والنشاط، يعشق الألوان التى توحى بالصفاء والنقاء، ويجدها فى اللون الأزرق، لكن يظل شغله الشاغل هو استكمال ما بدأه فى الشركة ونقلها فى مكانة جديدة تتلاءم مع إمكانياتها، بل يسعى إلى أن تكون ضمن الكبار فى سوق المال... فهل يستطيع تحقيق ذلك؟