مليار مدخن ينفقون 800 مليار دولار سنويًا على السجائر
في منتدى التبغ العالمي بوارسو: الشركات العالمية تنفق ١٠ مليارات دولار على أبحاث لإنتاج سجائر بالتسخين
انطلقت بالعاصمة البولندية، وارسو، أعمال أكبر منتدى عالمى لصناع التبغ فى العالم وهو منتدى " النيكوتين " والذى يعقد فى دورته الخامسة بمشاركة 500 عالم متخصص وخبير فى مجالات الطب ، والبيئة والصحة العامة ومنظمات المجتمع المدنى ، بالإضافة الى خبراء من شركات التبغ العالمية المنتجة والتى تقدر استثماراتها فى شتى أنحاء العالم بمليارات الدولارات.
يتحدث فى المنتدى أكثر من 60 خبيرا وعالما ومتخصصا فى المجالات التى سبق ذكرها والجميع يتناول مستقبل صناعة التبغ والنيكوتين، مؤكدين أن السجائر التقليدية فى طريقها الى الانقراض الى غير رجعة، وأن الجيل الجديد من التدخين سيكون بالدرجة الأولى بالتسخين ليقفز هذا الجيل على جيل السيجارة الإلكترونية أيضا وتصبح السيجارة المستخدمة فى المستقبل القريب ذات تكنولوجيا متقدمة تعتمد بالدرجة الأولى على التسخين بعيدا عن السيجارة العادية التى تعتمد على حرق ورق "البافره " .
أكدت الدراسات التى قدمها العلماء والمتخصصون أن منتجات النيكوتين الجديدة منعت تماما عشرات من السموم الضارة بصحة الإنسان والتى تحذر منها منظمة الصحة العالمية ، ومنظمة الأغذية والأدوية الأمريكية والعديد من الجهات الأخرى.
وأكد العلماء أن هذه السموم تنبعث من عملية حرق السجائر العادية بعد درجة حرارة 350 درجة ولذلك انفقت الشركات مليارات الدولارات على الأبحاث للوصول الى منتجات لا ترتفع درجة حرارتها أكثر من 300 درجة ولا تحتاج الى إشعال ولكن إلى تسخين.
وأصبح واضحا من هذا المؤتمر لدعم هذا التوجه من المنتجات الجديدة أنها أفضل وسيلة لتشجيع المدخن على الابتعاد عن التدخين التقليدى وأضراره الصحية الناجمة عن عملية الاحتراق ، بينما تسعى الشركات المنتجة وعلى رأسها فيليب موريس السويسرية والشركة البريطانية والشركة اليابانية وغيرها من الشركات الى الوصول الى أفضل طريقة لتغيير المنتجات التقليدية بعد أن اتعرفت بأثر التدخين الضار على الصحة وتحذر منه.
تحول المؤتمر الى تجمع يضم كافة الأطراف المعنية بهذه الصناعة لتشهد ثورة كاملة وشاملة يشارك فيها علماء العالم ومنهم من كان يحارب وينتقد التدخين وآثاره السلبية بشدة لتقديم منتجات نيكوتين جديدة أقل ضررا من التقليدية
وقدر الخبير الكندى ديفيد سوينر عدد المدخنين فى العالم بنحو مليار مدخن ينفقون نحو 800 مليار دولار سنويا على شراء منتجات التبغ، وتذهب معظم هذه الأموال لسد بند الضرائب التى تفرضها الدول على منتجات السجائر التقليدية .
وعقدت خلال اليوم للمنتدى عدة جلسات لمناقشة عملية تقنين أوضاع المنتجات الجديدة وفرض الرسوم عليها من جانب الدول مع السماح بتصنيعها، علما بأنها وطبقا للدراسات تلغى أكثر من 90 فى المائة من السموم المنبعثة من السجائر التقليدية.
وأكد خبراء من الشركة الأشهر فى العالم فيليب موريس أن العديد من دول العالم أصبحت ترحب بمنتجات " الأيكوس " التى تعتمد على تكنولوجيا تسخين التبغ بدلا من حرقه ومنها اليابان ، سويسرا ، بريطانيا ، الاتحاد الأوروبى وغيرها، ذكر بعض العلماء أن أبحاث التأثير الصحى للمنتجات الجديدة قامت بها أيضا معاهد صحية مستقلة ومراكز أبحاث دولية تختلف عن مراكز الأبحاث الخاصة بشركات التبغ وتوصل الجميع الى نفس النتائج الايجابية تقريبا ويتم تقديم معظم هذه النتائج فى ملفات للحصول على تراخيص رسمية بالإنتاج والتوزيع فى معظم دول العالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية .
وطالب العديد من الخبراء فى المنتدى بأن تقوم الحكومات بفرض رسوم وضرائب أقل على هذه المنتجات لتصبح متاحة للمدخنين خاصة فى دولة العالم الثالث حفاظا على صحتهم وللحد من المخاطر التى يتعرضون لها جراء تدخين السجائر التقليدية.