عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حصاد خطط جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة «كلام»

بوابة الوفد الإلكترونية

حوار: صلاح الدين عبدالله

إذا اعتقدت يوماً أنك اكتفيت من النجاح، فأنت تقف فى المكان الخاطئ، لا تتوقف أبدًا وابحث عن المزيد، وكلّما كان الجهد أكبر وأسرع كان الوصول للقمةِ أسهل، وكذلك الرجل يبحث دائماً عن الحكمة لا لشىء، وإنما لأن الشخص الحكيم يصنع فُرصًا أكثر من تلك التى يعثر عليها.

بُعد المسافة لا يهم، ولكن الخُطوة الأولى فقط هى الأكثر صعوبة، هكذا فلسفته، ورؤيته ليست التى أمام عينيه، بل التوقع بماذا سيحدث بالمستقبل، فالإنسان عنده بدون هدف، مثل سفينة بدون دفة، كِلاهما سوف ينتهى به الأمر على الصخور.

أحمد أبوحسين العضو المنتدب لـ«كايرو كابيتال» للأوراق المالية، والمرشح لانتخابات عضوية مجلس عضوية مجلس إدارة شركة مصر للمقاصة على مقعد السمسرة.. يجاهد حتى النفس الأخير، منظم ومرتب، حريص على استثمار الوقت، وهو سر نجاحه، يحظى بالحب واكتساب الاحترام.. حينما التقيته منذ أكثر من عام، كان أكثر حماساً، ولا يزال، لكن فقدانه مؤخراً عزيزاً عليه، جعل نبرة الحزن تختلط بالحماس، كان لوفاة والده صاحب الفضل عليه الأثر الأكبر، وهو كشف عنه حديثه.

«ربما يكون لدى بعض التحفظات على المشهد الاقتصادى، ولكن حالة الحراك، ومؤشرات التعافى والتحسن فى الاقتصاد، تبعث حالة تفاؤل كبيرة، بعدما أصبحت العديد من المشروعات على أرض الواقع، سواء البنية التحتية، بما تضمه من طرق ومنشآت، أو الاهتمام بملفات الطاقة، والغاز الطبيعى من خلال الاكتشافات المتتالية، هكذا حلل المشهد.

وتابع قائلاً : إنه رغم كل ذلك، فإن ما يقلق هو الارتفاع المستمر فى الأسعار، خاصة أن المواطن البسيط، لم يعد قادراً على تحمل فاتورة جديدة يسددها، فى ظل زيادة أسعار المواصلات، والزيادات الأخرى المرتقبة فى أسعارالبنزين والكهرباء، خلال الأسابيع القادمة.

أقاطعه قائلا: إذن، كيف ترى علاج هذه المشكلات؟

يرد قائلاً: إن «مواجهة هذه الزيادات فى الأسعار، لا بد أن يقابلها رفع فى رواتب وأجور العاملين فى القطاعين العام والخاص، بل وإجبار القطاع الخاص على تنفيذ ذلك حتى بنسبة زيادة 10% للأجور، من أجل توفير مظلة اجتماعية للعاملين تحميهم من نار الأسعار، حيث إنه ليس معقولاً أن ينفق المواطن نحو 20% من راتبه على تنقلاته بسبب زيادة تعريفة المواصلات، دون أن يقابلها زيادة مرتبات».

الشاب الأربعينى فلسفته الحقيقية تكمن فى رسم السعادة على وجوه الآخرين، لذلك يظل مهموماً بمشاكل المواطنين، ويقلقه عودة معدلات التضخم للارتفاع مرة أخرى، خاصة أن موجة التضخم القادمة سوف تكون مخيفة، والتى شهدت محاولات متعددة للعمل على تراجعاته، وهو ما تحقق مؤخراً.

الرجل يمتلك شجاعة الاعتراف بالأخطاء، وكذلك الإشادة بأن تحقق إنجازاً للمصلحة العامة، وكذلك وجهة نظر الرجل فيما تحقق فى السياسة النقدية، حيث باتت على الطريق الصحيح، ولكن لا تزال تحتاج الكثير، ومنها التثبيت، حتى يتم تجاوز موجة التضخم القادمة.

لا تزال استثمارات المحفظة أو الأموال الساخنة تمثل جدلاً بين الخبراء، خاصة فى ظل تخارج بعضها مؤخراً، بعدما قامت الأرجنتين برفع أسعار الفائدة على الأذون والسندات، بنسب وصلت 40%، وفى هذا الصدد فإن «أبوحسين» له وجهة نظر خاصة، أن المستثمر الأجنبى يقوم بدراسة أهدافه، وتحقيق مصالحه فى المقام الأول، وبالتالى فإنه يبحث عن الفرص الأفضل خارجياً، وبالتالى تكون اقتصاديات الدول، عرضة للهزات، وهو ما يؤكد أهمية الاستثمار المباشر للدولة.

الالتزام، والدقة، وجهان لعملة واحدة، بالنسبة لـ«أبوحسين»، وكذلك الوضع فى معالجة مشاكل القطاع غير الرسمى، الذى يحتاج إلى تغيير العملة المحلية، بعد عدم نجاح المحفزات، فى جذب هذا القطاع والتى أثبتت تأثيرها اللحظى والمؤقت فقط.

«ليس هذا فحسب بل إن الاتجاه إلى تطبيق نظام الفاتورة، فى التعاملات، وكذلك تبنى الدولة لنظام الشمول المالى، سوف يسهم بشكل كبير فى الحد من استخدام «الكاش»، وهو ما قد يكون فى مصلحة الاقتصاد».

عندما سألت «أبوحسين» حينما التقيته فى المرة الأولى عن رؤيته فى ملف الاستثمار، أبدى تحفظاً شديداً، وكذلك الآن لم

يتغير رأيه كثيراً، حيث يعتبر أن الملف لا يزال ينقصه الكثير، والأمر يتطلب وضوح الرؤية، وتذليل العقبات أمام المستثمر المحلى، حيث يسهم ذلك فى فتح شهية المستثمر الأجنبى، لكن الواقع يشير إلى أنه لم يحصد من خطط جذب الاستثمارات الأجنبية سوى الكلام فقط.

هناك قطاعات قادرة على انتشال الاقتصاد، وتعد بمثابة قاطرة، يحددها الشاب الأربعينى فى السياحة، باعتبارها تحظى بإمكانيات عالية، وقادرة على توفير العملة الصعبة، ونفس الأمر بالنسبة للصناعة، والزراعة، والتصنيع بكافة أنواعه، وقدرته على التصدير للخارج.

المخاطرة لا تكون إلا بالعزيمة والإصرار، وهكذا الرجل يحلل القطاع الخاص، باعتباره مسئولاً عما وصل إليه من صورة ذهنية سيئة أمام السواد الأعظم من الشعب، ومطلوب منه تصحيح هذه الصورة، ولا ينظر إلى المكسب على أنه كل شىء، فالمعقول يكفى، وعلى الحكومة أيضًا أن توفر له المناخ المناسب لاستكمال مسيرته التنموية، وتوفير فرص عمل للشباب، وبذلك الحد من معدلات البطالة، على أن يتم مراقبته ومحاكمته بالقوانين التى تديره، ومعاقبة كل من يخرج عن هذه القوانين.

شغل الرجل الشاغل ملف الطروحات الحكومية، يعتبره من الملفات المهمة التى يجب أن تحدد الحكومة ماذا تريد من هذا الملف، وتحديد خطة لتوجيه حصيلة الطروحات، وكذلك تحديد خطة زمنية لبدء عملية الطروحات، مع مراعاة قوة المركز المالى للشركة المستهدفة، حتى يتحقق نجاح الطرح.

الشاب الأربعينى لديه رؤية دقيقة تسهم فى النهوض بالسوق، وصناعة سوق الأوراق المالية بصورة خاصة، لذلك كان ترشحه فى عضوية انتخابات مجلس مصر للمقاصة، حيث يحمل الرجل أجندة طموحة تتمثل فى الاستفادة من فائض الأموال الموجودة لدى مصر للمقاصة، وشركات السمسرة، بإقراضها إلى الشركات الراغبة فى ذلك لسد احتياجات المستثمرين، خاصة المتعاملين بنظام «الكريديت»، والشراء بالهامش، وذلك يساعد على زيادة السيولة فى السوق، وغيرها من الأفكار القادرة على الوصول بالسوق إلى مراكز متقدمة.

النجاح واستمرار النشاط فى أى مؤسسة لا يتحقق دون الاعتماد على المورد البشرى، لذلك هو الركيزة الأساسية فى خطته، التى نجحت فى إضافة عملاء جدد لقاعدة المستثمرين بالشركة، سواء على مستوى الأفراد، أو المؤسسات الحكومية بنسبة 30%، يسعى دائماً إلى الأفضل والتوسع، ويحلم بزيادة رأسمال الشركة والوصول إلى 25 مليون جنيه، والعمل على افتتاح فروع جديدة ضمن خطة توسعية طموحة.

التاريخ والشخصيات التى يستفاد من تجاربها بمثابة عشق للرجل، يهوى الرياضة، وللإسكواش سعادة خاصة لديه، يميل للألوان التى تمنحه وقاراً لكن يظل هدفه الوصول بشركته والسوق من خلال خوضه منافسه شرسة فى انتخابات المقاصة إلى الأمام والارتقاء بهما.. فهل ينجح فى ذلك؟