عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصص نجاح مصر اقتصادياً تخطف انتباه مجتمع المال الأمريكى

رسالة واشنطن: مصطفى عبيد

كلمة واحدة تكررت عدة مرات، على ألسنة معلقين ومتابعين ومهتمين بالاقتصاد المصرى داخل المجتمع الأمريكى خلال جلسة حوار صريح عقدتها بعثة طرق الأبواب التى تنظمها غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة. الكلمة كانت incredible (اللامعقول) تعبيراً عن حجم إنجازات غير مسبوقة على مستوى الاقتصاد.

ولأن رأس المال جبان، مُتشكك، ومُذبذب، ويحسب حساباته ألف مرة قبل أن يتخذ قراره باختيار قطاع ما للاستثمار، وبنفس القدر عندما يختار بلدا ما ليؤسس مشروعا فيه، فقد تضمنت أسئلة الامريكيين حول الاستثمار فى مصر كل شيء، بدءا من الاستقرار والأمن، وحتى طبيعة الإصلاح الاقتصادى، ومؤشرات قراءة المستقبل.

وشارك أربعة ممثلين للقطاع الخاص المصرى فى استعراض فرص الاستثمار المصرى، والرد على تساؤلات المجتمع الأمريكى، هُم المهندس طارق توفيق رئيس غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة وأحد المستثمرين فى قطاع السلع الغذائية، وأحمد عيسى أحد الكوادر المصرفية الشابة بالبنك التجارى الدولى، وتامر يونس عضو الغرفة الأمريكية وممثل شركة «بروكتر آند جامبل» ودينا الشريف العضو المنتدب لـ«atc».

معلومات متتالية عرضها طارق توفيق عن قصص النجاح التى حققتها مصر على مدى السنوات الثلاث الأخيرة كان أبرزها الطاقة والعملة. قال «توفيق» إن مصر تمكنت، فى ظل ظروف صعبة، من مضاعفة إنتاج الطاقة الكهربائية من 24 ميجاوات إلى نحو 50 ميجاوات بنهاية العام الحالى، وهو ما اعتبره رجال المال الأجانب نجاحا مبهرا وغير معقول. وقال أيضا إن هناك خطة واضحة ومعلنة لتحرير سعر الطاقة تدريجيا. بالإضافة إلى توفير الطاقة للصناعة. أضاف «توفيق» «أن مصر كان لديها مشكلة فى العملة وكانت هناك سوق سوداء والآن انتهت تماما وصار متاحاً لأى مستثمر أن يحصل على العملة من البنوك، فضلا عن عدم وضع أى قيود على تحويل العملات».

وبالنسبة للإصلاحات الخاصة بالقضاء على البيروقراطية، فقد تم وضع تشريعات ميسرة للحصول على التراخيص الصناعية والإفلاس وتمكن القطاع الصناعى من تحقيق معدل نمو يزيد عن 10 % سنويا، فضلا عن ارتفاع الصادرات بنسبة 11% خلال العام الحالى.

وأشار رئيس بعثة طرق الابواب ورئيس الغرفة الأمريكية بالقاهرة إلى أن الاستثمار الأجنبى شهد نموا ملحوظا خلال العام الماضى ليحقق 8 مليارات دولار، مقابل ستة مليارات فى العام السابق.

السياحة قطاع آخر ينمو على الرغم من الحرب على الإرهاب، ومصر لديها مقومات التحول إلى مركز إقليمي للتصدير خاصة أنها ترتبط باتفاقات تجارة بأسواق يزيد حجمها عن 1.6 مليار شخص.

وقالت دينا الشريف عضو البعثة إن السنوات الأخيرة شهدت ميلادا لمشروعات جديدة لم تكن متواجدة فى مصر فى قطاعات الخدمات، الابتكار، والصحة والتعليم، فضلا عن النمو الملحوظ فى مشروعات المرأة.

وكشف أحمد عيسى عضو البعثة أن تحرير سعر صرف

العملة فتح المجال أمام الكثير من الإصلاحات فى قطاع البنوك، مؤكدا أن البنك المركزى يضمن الودائع والتى تتجاوز ثلاثة تريليونات جنيه. وقال إنه على مدى خمسة وعشرين عاماً لم يلحظ رغبة حقيقية فى الإصلاح الاقتصادى مثلما الجارى حاليا مشيرا إلى أن القطاع الخاص صار أكثر مشاركة فى بناء الطرق والمشروعات الكبرى.

أضاف تامر يونس ممثل «بروكتر آند جامبل» أن الشركة حققت فى مصر عائدات جيدة بسبب اتساع السوق وانخفاض تكلفة العمالة مقارنة بالدول المحيطة.

وردا على سؤال حول خروج بعض المستثمرين من مصر قال أحمد عيسى إنه لم يخرج من مصر مستثمر واحد بسبب أمور خاصة بمصر وإنما خرج البعض لأسباب تخص أزمات عالمية.

وردا على سؤال آخر بشأن توقف الخصخصة قال طارق توفيق إن هناك توجها عاما للخصخصة الجزئية من خلال طرح حصص من الشركات العامة فى البورصة، إلا أن هناك قطاعات جديدة تمت خصخصتها مثل قطاع الغاز الذى سمح للقطاع الخاص باستيراده لأول مرة. كذلك فقد دخل القطاع الخاص فى مشروعات السكة الحديد بقوة.

وطرح بعض الأمريكيين تساؤلات حول آثار برنامج الإصلاح الاقتصادى على الفقراء، وأجاب طارق توفيق بأن هناك برامج اجتماعية متميزة لإعالة الفقراء خاصة المرأة مثل برنامج «تكافل» و«كرامة»، كما أن معظم شركات القطاع الخاص قامت بزيادة أجور العاملين لديها بنسب وصلت إلى 100% على مدى السنوات الخمس الأخيرة.

وحول مخاطر نقص المياه مستقبلا قال «توفيق» إن 70 % من مياه مصر تستخدم فى الزراعة وإن هناك هدرا يصل إلى نحو 20% ويتم وضع خطط لتحسين نظم الرى والقضاء على المياه المهدرة بما يحقق أمانا مائيا خلال السنوات القادمة.

وأضاف أن القطاع الخاص شريك فى الإصلاحات التى تمت وأن السوق المصرى يمثل أكبر فرص لتحقيق العائدات.