عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قريبًا.. قائمة سوداء للمستثمرين والسماسرة المتلاعبين فى الأسهم

بوابة الوفد الإلكترونية

حوار - صلاح الدين عبدالله:

إن السلام كالحرب، معركة لها جيوش وحشود وخطط وأهداف.. وكذلك الثقة بالنفس هى ضد كل مضاعفات الهزيمة.. والرجل الناجح يكون مقرونًا بثقة النفس، والعمل.. وكذلك يبنى فلسفته على ثلاثٍ: عقل راجح.. ونفس قانعة.. وضمير تقى.

يبدو غامضًا لمن لا يعرفه، قليل الكلام حتى لا يتحمل آثار الكلمة، ربما لعمله الأمنى فى مستهل مشواره، ولدوره الرقابى فى مرحلة أخرى، حينما تفتش فى أجندة ذكرياته تتكشف سطور تحمل بساطته، عقيدة تؤسس على أن الإخلاص سبعة أعشار النجاح فى العمل.

المستشار خالد النشار، نائب رئيس الرقابة المالية.. الإخلاص والانضباط هما أول كلمتين تتبدى فى قاموس مسيرته، غرس والده بداخله العطاء، ومحبة الجميع، تنبأت أسرته بمستقبله، وقدرته على الوصول إلى ما يتمناه منذ نعومة أظافره عندما حصد جائزة الأفضل دوليًا فى الرسم بعمر السابعة.

الهدوء، والصمت، هما سمة المكان، حتى صوت الأقدام ليس لها صدى، أول ما يلفت الانتباه فى الطابق الثالث الذى يضم مكتبه، أوراقاً وملفات تتعلق بالعمل، حالة من التركيز لم يكسرها سوى حرارة الاستقبال.

علامات الارتياح تتبدى على ملامحه، ربما لم يتكشف لى سببها إلا عندما بادرنى قائلاً: «مؤشرات الاقتصاد تحمل التفاؤل بمستقبل أفضل، وهو ما يستحقه هذا الوطن، حتى الدين العام، سواء الداخلى أو الخارجى غير مقلق رغم ارتفاعه، بسبب الأموال المقترضة بصورة صحيحة، وتوجيهها إلى البنية التحتية، والمشروعات القومية، التى سوف تحقق عوائد».

«الأموال المقترضة موجهة إلى بنية تحتية تخدم، وتفيد 100 عام قادمة، وعليك أن تتوقف أمام نمو اقتصادى وصل إلى 5%، ما يدعو للاطمئنان» من هنا كانت نقطة الحوار.

الرجل عقيدته العمل، وتقييم ما حققه، يستند على دور الرقابة فى توفير أدوات تمويلية تفيد الاقتصاد والمستثمرين، وتبين ذلك فى وجود بنية تشريعية تتوافق مع المستجدات التى تشهدها الاقتصاديات العالمية الكبرى، ولعل تعديلات قانون سوق رأس المال ليست ببعيدة عن ذلك.

إذن، الرؤية المستقبلية متفائلة للاقتصاد، يقول إن «البورصة مرآة الاقتصاد، وتسبق مؤشراته، وهو ما نشهده فى الوقت الحالى».

أقاطعه قائلاً لكن صعود البورصة بسبب التعويم.

يجيبنى وتتبدى فى صوته نبرة اعتراضية قائلاً: «بالطبع لا، حيث إن مؤشرات السوق تستكمل موجة صعودها، وإلا لو كان ارتباطها بالتعويم لم تكن لتصل إلى هذه المستويات التاريخية».

الرجل اكتسب من والده كثيرًا من الصفات التى أسهمت فى تشكيل شخصيته، ومن ضمنها الانضباط والإخلاص فى العمل، حينما يتحدث عن تعديلات قانون سوق المال، يحمل فى كلامه الرضاء، بسبب التعاون الكامل من البرلمان، والاستجابة لأكثر من 90% من مقترحات الرقابة المالية، بل ما أضافته التعديلات من أدوات جديدة تتصدرها بورصة العقود، والصكوك، بالإضافة إلى نشاط التمويل متناهى الصغر، والذى حققت أرصدته ما يزيد على 7.12 مليار جنيه بنهاية عام 2017، ووصل عدد المستفيدين من النشاط نحو 2.260 مليون، لما يقدمه هذا النشاط من فرص عمل للعديد من الشرائح الاجتماعية.

كثيرون يتحدثون عن المستقبل وبورصة العقود، وهو الأمر الذى يوضحه الرجل قائلاً إن «بورصة المشتقات، والعقود أداة هامة للاقتصاد، لكن الملف سوف يستغرق وقتًا، لحين دراسة تجارب الدول الأخرى والأنظمة، بما يتلاءم مع السوق الوطنى، وكذلك الإجراءات والبنية التى قد تستغرق عامًا للعمل بالسوق، ومتوقع أن يكون التفعيل 2019.

فى جعبة «النشار» الكثير من رؤية مستقبلية لملف سوق المال، قد تتطلب هذه الرؤية، وفقًا للقانون إفساح المجال، ومنح رخص تأسيس بورصة جديدة، وشركات مقاصة وإيداع، طالما أن الهدف مصلحة السوق، وتحقيق التنافسية.

دار بداخلى سؤال حول ملفات التلاعبات فى السوق، وكيفية التغلب على هذا المشهد الذى يضر بالاستثمار، والسوق، ويبدو أنه قرأ ما بداخلى ليرد قائلاً: إن «الهيئة تدرس إصدار قائمة سوداء للمتلاعبين، سواء من المستثمرين، أو شركات سمسرة، على أن يتم الإعلان عن هذه

القائمة قريبًا، بهدف تحقيق استقرار السوق، ومصلحة المستثمرين، والحفاظ على أموالهم».

تعلم الرجل من والده الحكمة فى إدارة الأمور، حينما يتحدث عن المتلاعبين فى الأسهم وموقف الرقابة يستند إلى الدقة فى الأرقام، يقول إن «27 عميلاً صادر لهم قرارات إيقاف استفادة من التعامل بالشراء فى السوق وتم اتخاذ إجراءات تحريك الدعوى الجنائية ضدهم، وهناك حالتان قيد الدراسة وإيقاف استفادة العملاء من التعامل شراء لمدة ثلاثة أشهر أو لحين انتهاء التحقيقات بالهيئة أيهما أقرب».

ليس ذلك فحسب، بل إن إجمالى الموضوعات وفقًا لـ«النشار» التى عرضت على لجنة تحريك الدعاوى الجنائية منذ فبراير 2017 عن سوق المال للآن بلغت 382 حالة، وانتهت بتحريك الدعوى 146 حالة، وعدم تحريك الدعوى 30 حالة، والتصالح فى 191 حالة، وقيد الدراسة 15 حالة.

أعود لمقاطعته من جديد قائلاً: لكن البعض يرى أن الرقابة سوف تتجه إلى التصالح بصورة واسعة مع المتلاعبين والمخالفين.

يجيبنى وتبدو نبرة صوته مرتفعة قائلاً: «ليس بصحيح أن يكون هناك تصالح فى حالات تضر مصالح السوق، وتهدد استقراره، حيث رفضت الرقابة المالية التصالح خلال 4 شهور الأخيرة مع 12 حالة، وتم تحريك دعاوى قضائية ضد أصحابها».

الإخلاص أسلوب حياة الرجل، وثقة الآخرين منحته الأفضلية بين أبناء جيله، لذا يبحث دائمًا عن الكوادر القادرة على تحقيق الإخلاص فى العمل، ومن تبنت الرقابة سياسة تدريب الأوائل على الكليات المرتبطة بالمجال المالى، والعمل على تعيينهم، بما يحقق مصلحة العمل، وكذلك العمل على انتهاج سياسة ميكنة الخدمات للوصول إلى أكبر قاعدة من المستثمرين، والتوسع فى مجال تكنولوجيا التداول عبر الهاتف المحمول.

مشوار الرجل الطويل فى خدمة الوطن صقل خبرته، وثقافته بدراسة كافة الأفكار فى بداية العشرينات من عمره، لذلك حينما اقترحت الرقابة تأسيس بنكًا للمعلومات كان بهدف إطلاق عدد من الرسائل الاتصالية التى تقدم معلومات حماية للمتعاملين فى الأنشطة المالية غير المصرفية لمعالجة الأخطاء الشائعة التى قد يقع فيها المستثمر، أو المتعامل فى تلك الأنشطة، مما قد يعود بالضرر على أمواله واستثماراته، أو قد يعرضه للمساءلة القانونية فى بعض الأحيان نتيجة عدم الإلمام بحقوقه والتزاماته وبالأسس التى يتعين عليه اتباعها لتجنب تلك الأخطاء.

ثقافة الرجل الأمنية والقضائية أسهمت فى تشكيل شخصيته المتوازنة، ربما عشقه الأول للقراءة والاطلاع، مغرمًا بالرياضة، وممارسة السباحة لما تمنحه من سعادة كبيرة، محبًا للألوان التى تحمل الوقار... لكن يظل شغله الشاغل تحقيق رؤية واستراتيجية تحقق للسوق أهدافه وتحمى صغار المستثمرين... فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟