رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : إن ذهبت أخلاقهم ذهبوا

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

يبقى بيت الشعر الأكثر التصاقًا بذاكرة المرء منذ الطفولة للشاعر أحمد شوقى أمير الشعراء، ذلك البيت الذى يقول فيه «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».
ذلك لأن الأخلاق فى تصورى هى الحياة، وبدونها لا حياة. ومهما حقق أى إنسان ربحًا، أو منفعة، أو حاز منصبًا أو نال خيرًا، فإنه لا يساوى أى قيمة بدون أخلاق. ومن هنا، أقرر بإيمان راسخ وصدق تام أنه لا توجد منافسة أو صراع أو معركة تقوم على انتهاك حرمات الناس، والتقول عليهم، والإساءة لأعراضهم.
ولا أتخيل أو أتصور أبدًا أن تخفى البعض وبثهم للإساءات ونشرهم للبذاءات يدخل ضمن أى مسمى من مسميات العمل السياسى. ببساطة لأن السياسة كعمل عام يقوم فى الأساس على هدف مثالى هو طلب الإصلاح، وحسبنا أن نشير إلى التعريف الشهير لابن خلدون لعلم السياسة بأنها القيام على الشىء بما يصلحه. وهنا فإن سقوط الأخلاق والقيم والمبادئ لا يُمكن أن تؤدى إلى أى خير.
إن هناك خطوطًا حمراء لا يجب على أى ممارس للعمل العام، سياسى أو غير سياسى أن يتجاوزوها، وهى خطوط تفترض الحدود الدنيا للأخلاق، فتحرص على صيانة السمعة، وعدم الانجرار للخوض فى الأعراض أو ممارسة التقول على الآخرين تحت أقنعة التخفى.
لقد وصل الفجر فى الخصومة مع حزب الوفد الذى يبقى رغم أنف الجميع ضميرًا للأمة المصرية أن كسر البعض بالخلاف فى الرأى كافة الخطوط، وتجاوزوا كل الحواجز والأعراف، وهو ما يزيدنى حرصًا ويملؤنى حماسًا على التكاتف مع قيادة الوفد وكل الوفديين والنبلاء، والاحتشاد ضد شيم الجبناء الناشرين للفتن والشائعات، متمسكًا بالأصول المصرية التى تربينا عليها من شرف، نبل، ورقى، وصيانة للأعراض والخصوصيات، ومحتضنًا لقيم الوفد وأخلاقيات رموزه العظام جيلًا بعد جيل.
لقد كان الخلاف فى الرأى دومًا بين الوفد وخصومه، وحتى داخل أروقة بيت الأمة خلافًا فى وجهات النظر، لا يتجاوز رأى يحاور آخر، أو كلمة تُناقش كلمة بموضوعية وهدوء واحترام.
ومهما حدث، فإن ممارسة السياسة لم تكن تعنى أى

نوع من الانحطاط الأخلاقى، أولًا لأنه لا شىء فى هذا الوطن يستحق من أحد أن ينحط أخلاقيًا كى يحقق مكسبًا أو يزيح منافسًا. وثانيًا لأن مثل هذه الشيم هى شيم الغوغاء، التى تعنى أنه لا يمكن من خلالها حسم أمر أو الوصول لنقطة استقرار. وثالثًا لأن الدولة المصرية الجديدة التى تتشكل وفق إطار عام من المبادئ والأخلاق الحميدة لن تسمح لبعض الخارجين عن القانون والأعراف بالإساءة للمشهد العام.
ولقد قلت ومازلت أكرر أن الوفد يبقى دائمًا تاريخًا مشرفًا لمصر، تتجسد من خلاله خطوات الكفاح الوطنى، وتنطلق من مسيرته مبادئ الاستقلال الوطنى وسيادة الأمة والقانون، وأنه لا يمكن لدخيل ساذج أو خصم منعدم الأخلاق أن ينال من صورته وقيمته المتكونة عبر قرن من الزمان.
ولا يسعنى إلا أن أكرر لأخوتى الوفديين فى كل مكان، أنه أن الأوان للاحتشاد ضد ألاعيب الصبية، والتمترس خلف القيم الأصيلة، ونبذ أى تلسين أو إساءة لهذا الكيان العظيم الذى حمَلنا الله مسئولية الذود عنه والاستفادة من قيمه فى سبيل صلاح الأمة.
ولا يسعنى إلا أن أستعير مقولة الزعيم، خالد الذكر سعد زغلول، الذى حلت ذكرى رحيله الرابعة والتسعين قبل أيام والتى يقول فيها عن نهضة الأمة «إننا لا نحتاج إلى كثير من العلم، لكننا نحتاج للكثير من الأخلاق الفاضلة».
وسلامٌ على الأمة المصرية.