رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

راقب رصيدك ياريس



لا أظن أحدا في مواقع القرار أو المقربين منها أدرك السبب الحقيقي لثورة المصريين مرتين في 3 سنوات.

أتباع نظام مبارك وجدوا ضالتهم في أنها لم تكن ثورة بل مؤامرة دولية.. وأن الملايين الثائرة في الشوارع كانت لا شئ.. بل قالوا أجانب جاءوا لتنفيذ المؤامرة الكونية.. نظام الجماعة الإرهابية قال في البداية هي الكهرباء ومشاكل اقتصاد لا دخل لنا فيها.. وعادوا فقالوا لأنه شعب كافر يرفض الإسلام.. ثم وصفوا الملايين بأنها فوتوشوب.. وأخيرا قالوا لم تكن هناك ثورة أساسا وما حدث كان انقلاب عسكري..!
والواقع أن كلا الفريقين أثبت بتبريراته أنه يمتلك من الغباء وقصر النظر مايحول بينه وبين أن يستمر في الحكم.. كل هؤلاء بحثوا عما يجمل قبحهم وقالوا كل شئ إلا الحقيقة.. وهي أن غباءهم واستفزازهم للشعب كان وراء خروجه عليهم.
وللشعب المصري طباع أصيلة راسخة حافظت على بقائه آلاف السنين.. وهذه الطباع لا يدركها الحمقى، ولكثرتهم ترسخت فكرة أنه شعب (لا كتلوج له) أو يصعب التنبؤ بما سيفعل.. لكن الوضع يختلف كثيرا لمن قرأ وفهم تاريخ هذا الشعب.. فالمصريون لا يثورون من أجل الأسعار والخدمات والبطالة أو الفقر الذي قد يصل حد المجاعة.. وبالتالي فالحسابات الاقتصادية بالسلب والإيجاب تخرج عن دوافع الثورة لدى المصريين.. لكنه الاستفزاز.. كلمة السر والمشعل الوحيد للثورة.. وحين يصل غباء الحاكم إلى حد الاستفزاز، كما فعل نظامي الفساد والإرهاب.. فسيشمل كشف الحساب كل كبيرة وصغيرة.
ولأني أدرك جيدا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يجسد حالة نادرة من حالات الزعامة في التاريخ المصري.. وأظن أن ما لن نحققه لمصر معه لن يتحقق بسهولة في أي زمن لاحق.. ولأني أعلم أن الرجل شغله الشاغل النهوض بهذا البلد.. ولأنه زعيم جاء بإرادة شعبية.. وقوته الحقيقية تكمن في ظهيره الشعبي.. وهو ظهير أقوى بالطبع من كل الجماعات والأحزاب وأي لوبي.. أحذره ممن يحاولون اختطافه من الشعب.. أحذره ممن يحاولون تعلية الجدران بينه وبين الشعب من أجل مصالحهم.. أحذره من استفزاز من حوله للشعب.. فالشعب المصري قادر على مواجهة الإرهاب.. تحمل انقطاع الكهرباء.. ارتفاع الأسعار.. غياب الأمن.. رفع الدعم.. قادر على امتصاص مهزلة مايسمى الخدمات الصحية.. وتخلف

الخدمات الحكومية.. لكنه أبدا لن يصبر على الاستفزاز.. ربما تمر واحدة وثانية وثالثة وعاشرة، إلى أي مدى لا أحد يعلم.. لكن الانفجار سيكون أكيد.
سيادة الرئيس.. إفلات كامل نظام مبارك من العقوبة كان أمر مستفز للمصريين.. ولا معنى أو قيمة لديه لكل التبريرات.. السماح لبعض رموز الفساد بالظهور مجددا وكأن شئ لم يكن، يعتبره المصريون(لطمة على القفا) وليس مجرد استفزاز.. وصف وزير زراعة مصر القطن طويل التيلة بأنه "سئ ولايريده أحد ويجب أن نوقف زراعته" استفزاز لم يسبق له أحد من العالمين.. بقاء الأكلة على كل الموائد رموزا إعلامية في نظامك استفزاز.. من كانوا خدما لنظام الفساد ويسبون الثوار ثم أصبحوا ثوارا فأخوانا فثوارا، لا يليقون بنظامك.. ولا أن يتحدثوا بلسانك، هم استفزاز حقيقي.. كما لايليقون بإعلام دولة في حالة ثورة منذ 4 سنوات.. أي حديث عن مصالحة أو إفلات لأي إرهابي من العقاب استفزاز.. نؤيد الشرطة في ضرب الإرهاب بقوة، لكن التجاوز ضد الشعب نفسه والتعالي عليه من قلة من الأفراد استفزاز.. سيادة الرئيس غضب الشعب من مقولة ابن الزبال والقضاء.. لم يكن إلا رفض لفساد الواسطة والمحسوبية ورفض لعدم تكافؤ الفرص.. لذا فتعيين من يصف تعيينات المحاسيب بالزحف المقدس وزيرا، استفزاز.. أظنها ستمر لكنها بالتأكيد سجلت في ذاكرة هذا الشعب العظيم، وخصمت من الرصيد الكبير بينك وبينه.. سيادة الرئيس لاتفسح المجال لمن يعكرون صفو مابينك وبين أعظم شعوب الأرض.