حقيقة بحيري وفضيحة الأزهر

قبل أيام وبينما كنا منشغلون بأنباء “مناظرة القرن” بين الباحث إسلام بحيري و"ممثل للأزهر".. وكان على الضفة الأخرى من الحياة بشر منشغلون بنبأ إعادة تشغيل مصادم الهدرونات الكبير في أوروبا"سيرن".

بالطبع لم ينشغل أحد بمناظرتنا، إذ ينتظر الجميع من "سيرن" أضخم تجربة من نوعها في تاريخ العلم يقودها عالمان خرجا من مصر "ولله الحمد".. التجربة قد تتسبب في فناء الكون.. وهي ببساطة، إحداث تصادم بين حزمتى بروتونات تسيران في اتجاهين متضادين، بسرعة تقترب من سرعة الضوء.. والهدف محاكاة ظروف الانفجار الكبير "نظرية تشكل الكون"..العلماء يقولون نجاح التجربة سيعيد كتابة الفيزياء.. وسيكشف عن كون أو عوالم موازية.. وربما تتسرب الجاذبية إلى كون مواز عبر ثقب أسود قد ينتج عن التصادم.!
وأقول ربما لايحدث كل هذا، لكن بالتأكيد هناك أشياء أخرى عظيمة ستحدث مع مواصلة البحث والتجريب لتنقل العالم إلى مرحلة جديدة من تطور ورقي البشرية..إلا من أبى.
أما أبواب العصر الجديد فقد طرقتها بالفعل ثورة جديدة (ليست لإسقاط النظام)، ولكن لبناء طابعات ثلاثية الأبعاد.. وهي ببساطة في طريقها لتحقيق حلم شبيك لبيك.. أرسم على الكمبيوتر ماشئت وأضغط طباعة تجد حلمك حقيقة بين يديك.. في الصين الطابعة الجديدة تبني 10 منازل في اليوم.. وفي أستراليا صنعت محرك نفاث يصلح لدفع طائرة لآلاف الأميال.. وفي أمريكا رسم طالب جامعي مسدس وطبعه بمواد بلاستيكية لا يمكن لأجهزة كشف المعادن اكتشافها، وأطلق رصاصته الأولى بنجاح.. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
وفي العديد من معامل الأبحاث الطبية حول العالم "يجاهد" العلماء لمواجهة كارثة صحية تهدد بفناء البشرية أيضا.. وهي انتشار البكتيريا المقاومة.. بمعنى آخر انتهاء فعالية المضادات الحيوية التي نعرفها اليوم.. وهذا ببساطة يعني أن أقل إصابة بكتيرية تنتهي بقرص واحد اليوم، ستتسبب غدا في وفاتك.
وفي عالم الفضاء تتسابق الخطى لتجهيز أول رحلة مأهولة للمريخ.. كما تجري الأبحاث على الاستفادة من قوة

الطرد المركزية للكواكب في مساعدة مركبات الفضاء في التنقل بين الأجرام بسرعة فائقة دون وقود.. وتتلقى مراكز الاتصال الأرضية في ناسا ووكالات الفضاء الأوروبية والروسية والصينية يوميا مئات المعلومات عن أسرار الكون عبر عشرات أجهزة المسبار المنتشرة في الفضاء.. "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب".
بالطبع سيادتك تتساءل وما علاقة أولي الألباب وكل ماسبق بقضية الأزهر وإسلام بحيري.. وأقول لك بالطبع ليس هناك أي علاقة أو رابط.. فأنا أحدثك عن أناس تبني المستقبل.. وتنتظر مني تضييع وقتنا في أناس تختلف وتتقاتل على الماضي.. أحدثك عن المغامرة بتمويل تجربة قد تفني الكون.. وتنتظر مني تعليق على محاكمة باحث حاول التفكير.. أكلمك عن مؤسسات علمية حديثة تتحدى الكون.. وتنتظر مني حديثا عن مؤسسة عمرها 1200 سنة تعجز عن الرد بشكل علمي على أخطاء ساذجة لباحث مغرور.
أحدثك عن طلاب ومبتكرين يحولون الأحلام لحقيقة.. وتريدني أن أكلمك عن حامل دكتوراه أزهري مثل بالأزهر في ملاسنة، وقال إن الرسول اعترض على قتل خالد لمالك ابن نويرة، وظل يرسل لنا ابتساماته الجاهلة المتعجرفة المتعالية، أو دكتور آخر حاول الدفاع عن كتب التراث فقال وتأكلون التراث أكلا لما.. أين حمرة الخجل.. ألا تشعرون معي جميعا بالقرف !