الحزم.. لابديل!
ما أن انطلقت عاصفة الحزم لاسترداد اليمن.. حتى انطلق من كانوا خبراء بالموارد المائية أمس، ومتخصصون في الضربات الجوية والقوانين الدستورية أول أمس يتحدثون كخبراء عسكريين ومصابي حرب اليمن ليدينوا ويحذروا من التورط مجددا هناك.
حقيقة لا وقت لهؤلاء.. والتصدي لما تواجهه الأمة العربية الآن لا يحتمل أشباه الرجال ولا "القرداتية الذين ماتت قرودهم".. وما نواجهه الآن لا سبيل للنجاة فيه إلا الحزم والتحرك برجولة.. لقد عانينا كثيرا من البلادة والأيدي الرخوة حتى ظن الأعداء أننا صرنا موات.
ومن حسن حظ أمة العرب اليوم، أن القيادة في مصر والسعودية والإمارات تجيد قراءة الأحداث على رقعة الشطرنج.. والأهم أن لديهم إرادة التحرك والقدرة على الفعل.
يزعم معارضو المشاركة المصرية في عملية اليمن، أن لا مصلحة لمصر هناك.. وأن الأحداث على الحدود السعودية شأن سعودي فقط.. ولهؤلاء أقول ومن قال إن ماهو شأن سعودي لم يعد شأن مصري.. ومن قال إن إضعاف السعودية ليس أحد سبل النفاذ إلى مصر، والعكس أيضا..!
فتقييم الموقف الاستراتيجي لمصر، يؤكد أن بوابات الشر التي يسعى الأعداء للنفاذ لنا منها لا تقتصر فقط على حدودنا الشرقية أو الغربية أو الجنوبية والجنوبية الغربية، أو حتى هناك في أثيوبيا والقرن الأفريقي، أو عبر خونة الداخل وكلاب التنظيم الإرهابي فحسب.. بل إن ضرب مصر قد يبدأ بالنيل من الخليج.. فالخليج عمق استيراتيجي حقيقي لمصر.. ومقولة إن أمن الخليج خط أحمر، ليست مجرد مجاملة أو رد للجميل كما يزعم المأجورون.. بل هي قراءة صحيحة لأمن
نعم لم يعد لدينا وقت نضيعه في سفسطات فارغة.. ولا الإبقاء على الخونة.. فالخطر الذي تواجهه الأمة العربية عبر حروب الوكالة لا سبيل لمواجهته إلا الحزم.. الحزم في كل شئ.. في البناء والتطهير، في مواجهة مخاطر الخارج، وخونة الداخل.. الحزم ولا شئ غير الحزم، ولتذهب سياسة النعامة إلى الجحيم.
إضاءات:
- تحية تقدير واحترام لتحرك القيادة المصرية لاستعادة مواطئ أقدام مصر في القرن الأفريقي ومنابع النيل التي أهملناها حتى صارت مرتعا لكل عابث
- من يحذرون من التورط في مستنقع يمني جديد.. لا رد عليهم إلا أننا نثق في قدرات قادتنا وحسن تقديرهم
- أثبتت الأحداث.. أن امتلاك مصر لمنظومة أسلحة هجومية بعيدة المدى أصبح مسألة حياة أو موت
- تسليح الفصائل اليمنية خطوة لايجب تجاهلها قبل الاضطرار لإرسال قوات برية لهناك
- نعم إدارة أوباما تدعم الحوثيين وتمنح السعودية الضوء الأخضر لضربهم
- يجب ألا ننسى أن التقارب الأمريكي الإيراني بدأ بعد وقوف دول الخليج بجوار مصر