رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اعترافات إسرائيل .. وحسن الفطن

هل كان من سبيل المصادفة أن يأتي الإعلان عن سقوط  جاسوس جديد لإسرائيل في مصر عقب أقل من شهرين من التصريحات الغريبة للمدير السابق للمخابرات الحربية الإسرائيلية (أمان) عاموس يادلين عن نجاحاته الاستخباراتية في مصر وباقي دول المنطقة ؟

الواقع يشير إلى أن الجاسوس الجديد كان في قبضة الجهات الأمنية قبل تلك التصريحات ..لكن الغريب حقاً هو تلك التصريحات  في حد ذاتها .. فطبيعة العمل الأمني تقتضي السرية , التي تصبح مع مرور الأيام جزءاً من تكوين رجل الأمن نفسه .. فهل كانت تلك التصريحات لرئيس جهاز أمني مجرد فرقعة سياسية.. أم أنه أراد أن يترك هدية "على الطريقة الإسرائيلية " لخلفه الجنرال كوخافي  .. أم أنها مجرد صرخة فشل  ! . وهل فعلا لا يعلم رئيس مخابرات حربية الخطورة الأمنية والسياسية للكشف عن عمليات قائمة بالفعل أو يجرى فيها تحقيق دولي كاغتيال الحريري؟. فإذا كان ما ذكره يادلين في الشأن المصري لا يعدو كونه فرقعة إعلامية أو حرب نفسية لا يزيد مضمونها عما يقوله أكثر المحبطين في الشارع المصري  , من انتشار الفساد واليأس من الإصلاح الذي قد يحتاج إلى عشرات السنين  . إلا أن ما ذكره في شأن دول أخرى لا يجب أن يمر مرور الكرام ..فهو يعترف صراحة باغتيال وتفجير علماء ذرة وقادة سياسيين إيرانيين.. يعترف بقتل عماد مغنية .. يعترف بالتجسس على الاتصالات اللبنانية , وقتل الحريري .. ينبه إلى تنشيط المليشيات الموالية لدولته .. ينبه اللبنانيين إلى أن حصار حزب الله هو إنجاز إسرائيلي .. يعترف بإمداد القوي الانفصالية في جنوب السودان بالسلاح وبالعبث في دارفور ..ويكشف لعقلاء الجنوب السوداني عن المستفيد من الانفصال .. والحقيقة أن كل ما ذكره يادلين يعلمه الكثيرون "من باب الظن" .. و كان مرده إلى تبني نظرية المؤامرة في المجالس الخاصة .. لكن الآن هناك تأكيد رسمي من شخصية رسمية ومسئولة بشكل مباشر عن تلك العمليات .. فإذا كانت إسرائيل قد بلغت حداً لا سابق له من العهر السياسي وتحدي المجتمع الدولي بكشف سوءاتها أمام الجميع دون خجل .. وإذا كان قتل مغنية وعلماء

إيران بمباركة غربية  .. فهناك 3 قضاياً محل التدقيق والبحث اعترف بها يادلين لا ندري كيف سيتم غض النظر عنها .. أولها قضية اغتيال رفيق الحريري .. فكيف ستتمكن لجنة التحقيق الدولية من توجيه الاتهام إلى أي جهة أخرى إن ظلت غاضة الطرف عن تلك التصريحات .. فمن قبل غضت الطرف عن تصريحات سابقة لرئيس جهاز الموساد السابق مائير داجان باعتزام جهازه تنفيذ عدد من الاغتيالات الخارجية خاصة في لبنان,  قبل ارتكاب الجريمة بأشهر قليلة .. فكيف ستعمل لجنة التحقيق المسيسة ويقر الآخرون بحكمها أمام اعترافين من رئيسي الموساد والمخابرات الحربية ؟ . القضية الثانية هي اختراق الاتصالات اللبنانية .. فلبنان تشكو  إسرائيل في مجلس الأمن بشأن أجهزة التنصت التي عثرت عليها مؤخراً , وإسرائيل تنفي رغم محاولتها تدمير تلك الأجهزة ..وهاو هو يادلين يمنح لبنان الاعتراف الصريح .. القضية الثالثة وهي تسليح الانفصاليين في السودان ودارفور  .. فكم أضجت الولايات المتحدة وأتباعها مضاجعنا صراخاً بالأوضاع الإنسانية في السودان .. وهاهو الاعتراف الصريح بالأعمال القذرة وتأجيج النيران في السودان .. فهل يفيق المجتمع الدولي من غيبوبته ويوجه سهامه في الاتجاه الصحيح .. ذلك إن كان حقاً يسعى للأمن والاستقرار العالمي ..أم أنها بالفعل ليست نظرية المؤامرة بل حسن الفطن , وما العبث الإسرائيلي بأمن المنطقة برمتها إلا سهم في جعبة أعدها الغرب المعادي للإسلام لتمزيق الشعوب والدول العربية تباعاً .