رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غطرسة حاكم.. وحماقة عشيرة

لا أرى شئ في الأزمة التركية يستدعي الثورة.. خلاف حول حديقة.. كان من السهل احتواء الأزمة.. لكنها غطرسة الحاكم.. إن ما يحدث في تركيا اليوم هو ما أسقط مبارك في 25 يناير.. لكن الحمقى لا يتعلمون.. إنه الاستفزاز..  الاستفزاز وحده هو ما أخرج المصريين ضد مبارك.. وهو ما سيخرجهم ضد الأخوان.. والاستفزاز وحده هو ما أخرج الشعب التركي ضد أردوغان..

نعم لا شئ يستحق الثورة في تركيا.. ومع ذلك راح أردوغان صاحب النهضة "الحقيقية" يستفز شعبه بحماقة من لم يتعلم الدرس.. راح يطلق كلابه المسعورة على شعبه محتميا في نهضته.. فخرج الشعب التركي الثائر ليضع أردوغان ونهضته تحت قدميه.. وأراهن إن كان أدرك حتى الآن سر ثورة الأتراك ضده.. وراح أرقى وجه للفكر الأخواني يترنح ويهذي يمينا ويساراً.. نسي كل ما حققه من نجاح.. وراح يتحدث كأخوانجي صرف.. راح يشتم المتظاهرين.. وصف شعبه بالرعاع، وبقي أن يقول "جبنة نستو يامعفنين!".. عاد للمتاجرة بالدين.. وقال سنبني مسجداً بالمول..! هدد بحشد عشيرته من محافظات تركيا الشرقية والغربية و"قليوب" كمان!.. راح ليتحدث عن شرعية الصناديق.. أثبت أنه وأبناء فصيله من المقطم لأنقرة لا يفهمون معنى كلمة صناديق ولا أين تنتهي الحماية الطبيعية التي توفرها للحاكم.. راح يطلق أزلامه لتشويه الشعب المستنفر ويتهمه بالعلمانية والفسق.. ونسي أنه يصف نفسه وحكومته بالعلمانية.. راح يقول على الشعب السائر إنهم يريدون الخمور.. ونسي أن صورة بكؤوس الخمر تملأ الفضاء الإلكتروني، وأن بلاده مازالت قبلة للعربدة.. قال كل شئ إلا الحقيقة.. غلبه طابعه الأخواني، وقال سنكمل "تقطيع الأشجار" حفاظاً على البيئة!.. واليوم كل التجربة التركية بنجاحاتها مرهونة بمزاج رجل الشارع هناك.. مرهونة بحماقات شرطته وميلشيات عشيرته وقدرتهما على شحن واستفزاز الشعب التركي.. فإن لم يفق أردوغان سريعاً ويتدارك ما ارتكبه من حماقة ويقبل شعبه الاعتذار.. سيضيع كل ما بناه حزبه طيلة السنين الماضية تحت أقدام شعبه.. وسيمضي هو وعشيرته غير مأسوف عليهم.. وأشك أن يكونوا قد عرفوا لماذا لفظهم الشعب التركي.

وكخيال باهت.. راح بعض الأتباع في مصر.. ينعقون بما لا يعلمون.. راحوا يخوضون حروبا وهمية لا هدف ولا طائل

منها على وقع المظاهرات التركية.. راحوا "يهذون" بمعنى الكلمة.. بلا هدف وبلا فهم.. راحوا يسبون الشعب التركي ويحولونها حرباً دينية بين "أنبياء" تركيا -الذين لا يشبهونهم في شئ- وبين الشعب الكافر.. إسقاط أحمق.. وفشل فوق فشل.. واستفزاز فوق استفزاز.. وغدا سيعرف هؤلاء وهؤلاء كم هي غالية ضريبة استفزاز الشعوب.. غدا سيعلمون  أن المتاجرة بالدين وسباب الآخرين استفزاز.. سيعلمون أن الاستيلاء على الخبز وأنابيب الغاز لتوزيعها والمن بها على الشعب استفزاز.. غدا سيعلمون أن قلة الأدب وتحدي الشعب والتطاول عليه استفزاز.. وسيعلم المنافقون أن الاستيلاء على منابر المساجد للكذب على المسلمين استفزاز.. غدا سيعلمون أن جمع البلطجية من المحافظات لإثارة الفوضى والاعتداء على الشعب في العاصمة استفزاز.. غدا سيعلمون أن الإرهابيين قد يثيرون فوضى محدودة لكنهم أبداً لن يجلبوا الاستقرار لحاكم.. غدا سيعلمون، أن كل ما قالوه وفعلوه كان استفزازا ونقض للعهد.. غدا سيعلمون لكنني أشك، أنهم سيفهمون..!

إضاءات:

-         كنت أريد تسجيل أن ما يدور في تركيا اليوم بداية مؤامرة غربية تستهدف آخر دولة مسلمة في المنطقة يمكنها فعل أي شئ أو تهديد أي أحد.. لكن أمام حماقات أردوغان فالغرب برئ..!

-         الإرهابيون يحرقون مقر حركة "تمرد".. الكارثة الحقيقية  أن ينسي الثوار كيف يتصرف الإرهابيون.

-         مجرد سؤال.. هل يستطيع السيد النائب "العام" حبس قيادات الإرهاب في مصر على ذمة التحقيق في تهم الاعتداء والحرق، هذا إن كان هناك تحقيق من أصله؟!