رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة الشك

 

حبس رؤوس الفساد.. حل الحزب الوطني.. تغيير محافظي النظام السابق.. هكذا تعود مصر للمسار الصحيح.. كنت على ثقة بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيفعلها.. لأنه لا يصح إلا الصحيح.. وأن قادة جيشنا العظيم  لن يسمحوا بـ"ثعرة" تدمر مصرنا.. ومع أن الثورة قامت من أجل تحرير مصر من قيود الفاشلين والفاسدين، والانطلاق بها إلى مكانها الطبيعي بين الأمم.. إلا أن ذلك الانطلاق لم يبدأ بعد.. والحقيقة أنه لا يحول بيننا وبينه، إلا ذيول الفساد التي لا تزال طليقة.. بالفعل نحن في سبيلنا للقضاء كلياً على رأس الأفعى.. لكن ما يزال ذيلها يتراقص هنا وهناك.. ومن كنا نسميهم قبل شهرين بأعداء الثورة أصبحوا اليوم أعداء لمصر.. فأزلام الفساد ما يزالوا يصرون على الانتقام.. فمن اعتصام هنا إلى بلطجة هناك.. ومن محاولة لإشعال الفتنة إلى وقيعة بين الشعب وجيشه.. ومن مظاهرات التباكي على الفساد إلى  الاعتذار والتأييد وأعياد الميلاد، إلى لجنة إلكترونية تتحدى الجيش ببيانات وتصريحات مدسوسة.. لكن أخطر ما يعمل عليه أزلام الفساد بجانب الفتنة الطائفية، هو إثارة ما يمكن تسميته بثورة الشك.. والتي تتزعمها اللجنة الإلكترونية.. فمن تعليق مشكك إلى مقال خبيث وأخيرا صفحة "فيس بوك" تنتحل صفة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بهدف إثارة البلبلة والفوضى.. ويهدف هؤلاء إلى إثارة الشك في كل ما يحدث حولنا.. وكل ما تقوم به الحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بهدف إحباط الشعب وإثارته على الأوضاع القائمة.. وعدم تمكين المسئولين من تحقيق أي إنجاز.. وليجد الجميع نفسه مضطرا للدفاع عن نفسه طوال الوقت بدلا من التفرغ  للعمل.. والتجربة أثبتت أن النفي  والتحذير لا يجديان مع هؤلاء.. وهنا يجب أن نتساءل هل تتبع هؤلاء إلكترونياً والوصول لهم ومحاكمتهم أمر صعب على من كانت لديهم خبرة عريضة في اصطياد المدونين وغيرهم؟.. أقول ذلك لأن التأخر في اتخاذ الإجراءات الحاسمة مع هؤلاء هو ما يضع مصر على حافة الهاوية.. فلماذا الانتظار؟.. وهل نحن في حاجة إلى عدد آخر من الكوارث وترويع الآمنين حتى نكمل المهمة.. فالمسألة تكمن ببساطة في عدة خطوات ما أبسطها قبل فوات الأوان.. أولاً قطع الطريق أمام بقايا الفساد بمنعهم من ممارسة العمل السياسي، بدلاً من سماعنا كل يوم عن حزب جديد لبقايا الفساد.. فمن باع مصر بالأمس على استعداد لتدميرها اليوم بشتى السبل.. ومن خرب الدستور من أجل التوريث، غير أمين على مستقبل مصر.. ومن صوت على وقف العمل بباب الحريات لا يجب أن يتحدث باسم الشعب ثانية.. فبقاء هؤلاء في الحياة السياسية والعامة خطره أشد بكثير مما يفعلوه في الشوارع  والمصانع.. إذاً فحل حزب الفساد وحده غير كاف.. لأن مشكلة مصر مع هؤلاء لم تكن في المسميات، ولكن النفوس المريضة التي تتلون بكل بجاحة، وتعلن عزمها العودة بأحزاب جديدة.. ثانياً إعلان تحذير واضح وقوي بالتصدي بحزم لمحاولات التظاهر من أجل الفاسدين تحت أي مسمى وتنفيذ التحذير.. وأغرب ما تم رصده عن هؤلاء أنه مازالت هناك أموال تدفع للبسطاء وتأجير البلطجية للوقوف في ميدان مصطفى محمود.. إصرار عجيب على تحدي الشعب وسلطة الجيش والحكومة.. فلمن أبقينا على قانون الطوارئ إذاً إن لم يحم مصر من هؤلاء.. ولمن سن قانون منع التظاهر والاعتصام؟..  ثالثا تتبع كل من يقفون وراء حملات إثارة الفتنة والتشكيك عبر كل الوسائل المختلفة.. رابعاً أن يقوم الإعلام بدوره الحقيقي في  التوعية  والكف عن استضافة تلك الوجوه القميئة التي كرهنا الحياة من أجلها.. والتوقف عن التعامل مع هؤلاء بصفتهم شخصيات عامة.. وبغير تلك

الإجراءات لن تستقر الأوضاع في مصر.. يا سادة كفى ما استنفذه هؤلاء من وقتنا وما كبدوه لمصر من خسائر.. لقد مللنا الكتابة عن هؤلاء.. ومللنا المطالبات التي لا تتحقق إلا كرد فعل لما فعله هؤلاء المخربون الطلقاء.. نريد أن نكتب عن ممر التنمية.. ونريد أن نطرح الحلول العملية لأزمة الإسكان والاكتفاء الذاتي من القمح، وأزمة مياه النيل.. نريد طرح مشاريع البحث العلمي وتطوير التعليم والصحة.. أمامنا عشرات الملفات والمشروعات الواقعية التي نخجل أن نطرحها للنقاش بينما يتصدى الجيش لفتنة هنا.. ويتوجه رئيس الوزراء لحل "عركة" هناك.. فيا قادتنا العظام مهمتكم الرئيسية  الآن هي تنظيف الساحة، وإعطاء الفرصة لأبناء مصر الشرفاء لخدمتها..  فاعلموا أنكم تكتبون اليوم التاريخ.. فاكتبوه بما يليق بكم وبما قدمتموه لمصر يومي 28 يناير و10 فبراير.

-إضاءات-

- ألا يكفي ما فعله قادة قواتنا المسلحة أثناء الثورة للرد  على المشككين، وإن كانوا عملوا في ظل نظام مبارك كما عمل 80 مليون مصري.

-  الأزهر ما زال أمامه مهام عظيمة.. فهل يقوم بها مشايخنا؟

-  قانون الأحزاب يتطلب انتشارا جغرافيا من كيان لم يقم بعد، باشتراط 5آلاف توكيل من 10 محافظات.. فهل يعقل هذا؟!.

-   ألا يكفي 50 عضوا لتأسيس الحزب، مع حله بعد عام واحد إن لم يثبت الجدية في الانتشار العددي والجغرافي.

-   أشعر بقلق شديد من تجميع كافة رموز الفساد في سجن واحد.. أتمنى أن أكون مخطئاً

-  المنطق يقول إن استرداد أموال البنوك المصرية من فاسدي النظام البائد أول خطوات استرداد أموال مصر المنهوبة.

- ماقيمة هذا وذاك من المخبرين وبقايا العهد الفاسد حتى نبقي عليهم في جامعاتنا ومصالحنا الحكومية والأكفأ في بلادنا كان دوما تحت الفاسد.

-   عشرات الفيديوهات على النت يظهر فيها بعض ضباط شرطة مبارك  في صورة البلطجية واللصوص.. صورة قميئة لرجل أمن فقد شرعيته ووجبت مقاومته لا نحب أن نراها ولا نستطيع الصبر عليها في مصر الديمقراطية.

-  لا  مفر من إشراف قانوني فعلي على ممارسات أجهزة الأمن، حماية للجميع.. فالتصريحات الطيبة وحدها لا تكفي.

-  كثيرون يرقبون مصر الآن إما بعين "المراقب" أو "المتربص" والأخطر من يرون في فشلنا بقاءهم.

-   هل الشهرة وحدها ما يغري "دلوعات" السينما و"المشخصاتية" وليس "الفنانين" بالعك في السياسة ثم الاعتذار.

-  المتباكون على نظام الفساد.. كالمغتصبة التي عادت لمغتصبيها في اليوم التالي، أو هم فاسدون نسيهم "طرة".