رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هكذا "يُركِّعون" مصر

تعلن اللجنة العليا للانتخابات فوز المرشح أحمد شفيق برئاسة الجمهورية في جولة الإعادة أمام المرشح محمد مرسي.. في جو تميز بالحرية والشفافية والنزاهة، وشهد له العالم أجمع.. و نرجو  من الجميع القبول بحكم الصناديق،"المخرومة".. والقبول بالديمقراطية اللي كنتم "عايزينها يا ولاد....".

بعدها كام محلل من إياهم وإعلام أبو خمسه بقرش، يبرروا الجريمة.. الشعب منح صوته للأمن والاستقرار.. الشعب عاقب الإخوان لرغبتهم في الاستحواذ على السلطة.. والشعب المصري يرفض التطرف الديني.

بعدها يواصل المتحولون والمتلونون من أشباه الرجال وأشباه النساء إغاظتنا بالظهور في قنوات غسيل الأموال ببجاحة لا مثيل لها.. وبفجر وسماجة يشهد لهما العالم، يقنعوننا بأن الشعب قد اختار "جلادية" وربما أيضاً أن الثورة قامت أساساً ضد الإخوان والثوار المخربين، وليس ضد فساد مبارك وعصابته.

والحقيقة أن ما تواجهه مصر بعد الثورة أكبر بكثير من مبارك وما نهبه هو وعصابته.. فالهدف الرئيسي هو أن تستمر مؤامرة "تركيع" مصر التي بدأت بقتل السادات، وتواصلت بإبعاد النابهين عن كل المناصب القيادية، وتزكية الفاشلين.. حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.. فقد نجح أعداء مصر وعملائهم في الداخل في تحويلها من دولة الحضارة وخير الأجناد إلى دولة "الأشباه".. حتى حين انتفضنا قمنا بـ"شبه ثورة".

وهذا هو المشهد قبل الأخير في مسلسل معاقبة شعب أراد أن يرفع رأسه.. فقط أردت أن أحرقه على المجلس العسكري، قبل أن يظن أنه فاجأنا به..

من قبل كان بإمكاننا فضح المخطط من بدايته.. لكننا أعطيناه فرصة كبيرة  للتراجع عن نواياه التي قرأناها منذ المشهد الأول في تحركات الثورة المضادة.. وهو مشهد تكسير القوانين وثوابت الأمن القومي الراسخة.. ليسمح بقيام أحزاب على مرجعيات دينية وطائفية.. وليطلق العنان لكل متطرف يقول ويفعل بل ويحرق ما يشاء.

في البداية وصفنا ذلك التصرف "تأدباً" بالخطأ الاستراتيجي.. لكن عدم حرفية المنفذ كشفت وأثبتت أنه كان التحرك الاستراتيجي لإعادة النظام الفاسد.

المجلس العسكري الذي هللنا له من قبل ومنحناه أكثر من فرصة لإثبات حسن النوايا تجاه مصر وثورتها.. انحاز لرئيسه المخلوع ونظامه الفاسد على حساب مصر ومستقبلها.

المجلس العسكري يعاقب الشعب المصري الذي قدم فلذات أكباده لوطنه بسد جميع الطرق أمامه وتخييره بين التطرف الفكري للمتأسلمين وبين استمرار نهب مصر.. "إما أنا أو الفوضى".. "الديمقراطية في العالم العربي لا تأتي إلا بالتطرف".

ولكن أقولها لجنرالات المجلس صريحة.. المصريون يعرفون جيدا أنكم أنتم من أخرج  لنا أصحاب التطرف الديني.. وأنتم من منحهم الأحزاب ومقاعد البرلمان.. وأنتم من أطلق لهم الحبل ليكبلوا به الثورة ثم يشنقون أنفسهم به.. كما نعلم جميعاً أن تطهير مصر من الخونة والفاسدين ومحركي البلطجية كان أمراً بأيديكم.. لكنكم أنتم أيضاً من رفضتم.. نعلم جيداً أن عودة أموالنا المنهوبة كانت بأيديكم

فأضعتوها.. وأنتم من أبيتم إلا جعل المصريين أضحوكة العالم.. أنتم من حافظ على أذناب الفساد وشجعهم.. أنتم من زج بأحد رموزه في انتخابات الرئاسة "في مشهد عبثي" رغما عن الشعب وبرلمانه.. و أنتم من خططتم لإنجاحه في انتخابات لا يختلف مضمونها عن انتخابات رئيسكم السابق وإن جملتوها ظاهرياً لينخدع بها الحمقى.. والنتيجة أن يصبح خير أجناد الأرض مسخة وأعجوبة يتندر بها العالم لعقود قادمة على أيديكم.. فنحن من أسقط النظام الفاسد.. وأنتم تريدون إفهام العالم بأننا "المعاتيه" الذين نعيده عبر انتخاباتكم.

نفهم جيداً أن خطة تيئيس وإرهاب الشعب وإحباطه، استهدفت إقناعنا بأننا شعب لا يستحق أفضل من لصوص مبارك أو تجار الدين لحكمه.. كما أننا ندرك جيداً أنكم أخذتم كل شئ في الحسبان في خطتكم، إلا أمن مصر ومستقبلها.. لم تبالوا بكرامة مصر حين قررتم أن ترفعوا لعرشها من تلاحقه "أحذية" المصريين أينما ظهر.. لم تفكروا في أمن مصر حين قررتم أن تداعبوا بحكمها أحلام الراديكاليين ودعاة الخراب في بلاد المسلمين.. للأسف تلك هي الحقيقة المرة التي حاولنا كثيراً أن نتناساها.. للأسف حاولنا أن نقنع أنفسنا أن قادة الجيش سينحازون للجيش ولمصر، وتناسينا أنهم رجال النظام الذي ثُرنا عليه.

كذبنا أنفسنا وحاولنا تطويعها لتصديق ما تعلنونه.. لكن هذه هي فعالكم يراها الأعمى.

نعم للأسف كانت هذه هي خطة إجهاض الثورة لاستمرار تركيع مصر.. إحباط الشعب وإرهاقه وأخيرا سد جميع الطرق أمامه، إما المتشددين وإما النظام الفاسد.. نفذها المتأسلمون وقادة الجيش بلا رحمة.. لكن للحق أقول أني لا أستطيع أن أجزم إن كان دور المتأسلمين في تلك المؤامرة متفق عليه، ومدفوع الأجر، أم أنهم استخدموا كالعادة لضرب مصر بغير علم.

أما المشهد الأخير للمؤامرة فقد سبقتني لفضحه أحكام قضية المخلوع.. وأترك لكم تخيل باقي المهزلة.