رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبو الفتوح.. ومنهج التكذيب

احتدم النقاش الودي بيني وبين صديقي "الإخوانجي".. قررت إنهاء الجدل بيننا بحديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم.. اعتقدت أن حديث الرسول سيكون الضربة القاضية لرأيه.. ففاجئني بسرعة مذهلة أن ذلك الحديث غير صحيح.. وأضاف أنه مشكوك في إسناده ولا يؤخذ به..

وعندما شعرت أني أجادل "ابن حنبل" في أحاديث الرسول، فضلت الصمت.. حتى لا أكون ممن يخوضون بغير علم..  راجعت صحيحي مسلم والبخاري.. وجدت الحديث صحيحاً.. بحثت عنه في كل مواقع الفتوى وعلوم الحديث، لم أجد مشككا فيه إلا صديقي هذا.. أخبرته بصحة الحديث، حذرته من خطورة التكذيب و"تحريف الكلم عن مواضعه" فابتسم وفتح موضوع آخر للنقاش.. وقد أدركت تماما منهج التكذيب الذي يصوبه نحو أي أحد يخطئ أو ينتقد جماعته.. بعدها لاحظت ذلك المنهج في العشرات ممن ينتسبون إلى ذلك التيار.. لاحظته في أقوالهم وفي نفيهم لحقائق هي كالشمس.. نقول ونفعل ما نشاء وإن راجعنا أحد فالإعلام الكافر الليبرالي الشيوعي "الاستفاكي" عدو الله هو الذي قال ونشر عنا الأكاذيب ليحارب دين الله ورسوله.

وبالأمس قرأت بيانا لحملة المرشح الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح.. البيان ينفي بقوة أي علاقة للرجل بتنظيم الجماعة الإسلامية.. "يكذبون أيضاً " رغم أن الرجل قال بنفسه في المناظرة مع السيد عمرو موسى أنه من مؤسسيها وأنه يفخر بذلك، رافضاً الاعتذار عن دماء المصريين التي أراقتها جماعته.

حقيقة لم أكن أنتوي التحدث عن تلك المناظرة التي اشتاق المصريون كثيرا لمثلها، لولا بيان حملة أبو الفتوح.. لأن منهج التكذيب إن تغاضينا عنه من صديق في جلسة ودية لا يمكن أن نقبله من رئيس دولة قد يقودنا به إلى الهاوية.

فقد لاحظت أن الرجل  اعتمد بشكل أساسي  خلال المناظرة (بخلاف مغازلة الثوار، وقدرته الخارقة على الجمع بين دولة دينية قندهارية وليبرالية في آن واحد) على نفس منهج صديقي في الحوار.. التكذيب.. الرجل نفى بوضوح قوله للإعلامية منى الشاذلي أنه لا يرى غضاضة في تحول المسلم إلى المسيحية.. أنكر كتابه الذي خطه بيده.. كذب منافسه وقال إن ما قرأه من الكتاب خارج عن السياق.. ويأتي البرنامج التحليلي للإعلامي حافظ الميرازي  ليفضح الكذب.. الميرازي أذاع

كلمات الرجل في البرنامج التي أنكرها، وكانت أكثر حدة ووضوحاً مما ذكره منافسه.. أخرج الكتاب الذي تنكر له، وقرأ مما قرأ منه موسى ولم نرَ به اجتزاء.. إذن هو "منهج" تتناقله الأجيال وليس مجرد تصرف فردي.. هو منهج أثار الكثير من اللغط في حياتنا وزاد ثورتنا خبالا.. هو المنهج الذي استحل أن يعلن أنه لن يشارك في مظاهرات 25 يناير ويعود ليقول أنه الذي حمى الثورة.. هو المنهج الذي ألقى سهامه يمينا ويساراً بألوان مختلفة من اتهامات الفساد والعمالة والتآمر، ويتناسى تأييد قياداته لبيع مصر وتوريثها لابن مبارك.. هو المنهج الذي لا يستحي أصحابه أن ينازعوا الثوار ثورتهم ويتناسون "فلوليتهم" بتملق رموز الفساد ووصفهم بالرموز الوطنية.. وهو نفس المنهج الذي قال أحد قادته يوما"طظ في مصر والمصريين "، ويعود ليقول نحمل الخير لمصر.

حقيقة لا أدري كيف نأمن على مصر وعلى ديننا مع هذا الفكر وتلك العقيدة الميكافيللية.. ولا أدري كيف نأتمن من جاء يدعونا إلى دين الله لا يبتغي إلا وجه "الكرسي".. ومن يتصدق علينا "بشنطة رمضان" وبعد أن ينعم بالحصانة مقابل صدقته يقول لا تنتخبوني ثانية.

أعلم جيداً أن كلامي سيغضب الكثير خاصة أصدقائي من المنتمين لذلك التيار السياسي. ولهؤلاء أقول لا تحزنوا.. الحل بسيط كل ما سبق كان من أكاذيب شياطين الإعلام "الفاجر" عدو الله.. وعلام الغضب.. فمن هم في حاجة لسماع مثل تلك الكلمات لا يقرأون أصلاً.!