رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دمهم في رقبة أبو إسماعيل

لا أدري إن كان يشعر المحامي صلاح أبو إسماعيل بالذنب تجاه كل تلك الدماء التي أريقت أمام وزارة الدفاع أم لا.. بالتأكيد هذه الدماء في رقبة الرجل، وإن تنصل منها لينجو من أي اتهام أمام القانون.. كل هذه الدماء سالت  ليخوض الرجل انتخابات الرئاسة.. غره التفاف أنصاره حوله.. ظن أنه قاب قوسين أو أدنى من حكم مصر.. وبحسبة لا تختلف كثيرا عن برنامجه الانتخابي، لم يدرك أن من حوله لا تزيد نسبتهم عن واحد إلى ألف من إجمالي الناخبين.. فغرته الأماني.. ودفع المغرر بهم والثوار أرواحهم ثمناً لأطماع الرجل، ولتغييب عقولهم.

وحتى لا تضيع الحقائق في ظل هستيريا التظاهر وخلط الأوراق.. الرجل هو من دفع أنصاره للاعتصام في ميدان التحرير.. لا لشئ إلا  للي ذراع الجميع والعودة إلى سباق الرئاسة.. وعندما لم يحرك اعتصامهم ساكناً.. كان التصعيد.. وحتى يكون التحرك فعالاً هذه المرة.. لبس أنصاره ثوب الثورة.. قالوا سنتوجه إلى وزارة الدفاع.. ليس من أجل أبو إسماعيل.. ولكن إحقاقاً للحق ونصرة لمطالب الثورة.. و كان الحق في نظر هؤلاء حل اللجنة التي استبعدت أبو إسماعيل.. وتغيير المادة التي استبعدته أيضاً من الدستور.. والانتقام من المجلس العسكري الذي يؤمنون أنه يقف في وجه زعيمهم.. هكذا ألبسوا الحق بالباطل.. وهكذا غرروا بكثير من الثوار.. ولا ننسى هنا تهديدات المدعو أبو يحيى في ميدان التحرير وقوله هنلغي الانتخابات الرئاسية ولو استبعد أبو إسماعيل.. وحالة الشحن التي وضع فيها جميع أنصاره وكأنه المهدي المنتظر.

نعم انطلق كثير من الثوار لمساندة الحازمون.. ليس اقتناعاً بالقضية التي يبطنونها.. لكن تعبيراً عن رفضهم لنهج المجلس العسكري والفوضى التي تعيشها البلاد.. ولو فكر هؤلاء الثوار قليلا لما شاركوهم.. ولعلموا أن كثيرين لن ينخدعوا، ولن يكون هناك الحشد الكافي للتصدي للبلطجية أو إجبار المجلس العسكري على الموافقة على مطالبهم غير الواضحة.

لم يفكر الثوار للحظة أنه لو رفع أحدهم شعار "لا لتجار الدين".. لانقلب عليهم من ذهبوا لمساندتهم وصاروا حربا عليهم أكثر من البلطجية.. لم يدرك الثائرون أنه بمجرد نجاح مهمتهم، سيتعرضون إلى حرب أبشع ممن ناصروهم في سبيل

تنصيب زعيمهم.. لم يدركوا أن من قفز على ثورتهم في أولها لن يتركها لهم في آخرها.

أما أنصار الرجل، فلا يجدي الحديث معهم.. فهم مؤمنون بأن موتهم في "فتنة" استشهاد.. وأن من يقدم النصح لهم أو يناقشهم علماني كافر وليبرالي زنديق وكاره لشرع الله.. هم لا يرون أن شيخهم يقدم جلب المنفعة "الشخصية" على درء المفسدة.. هم لا يدركون أن من يبتغي وجه الله يفر من السلطة والدنيا فرارة من النار.

وللمحامي أبو إسماعيل أقول: إذا كانت كل تلك الدماء تسيل من أجل الدفع بك في سباق "ستخسره لا محالة"، فكم من الدماء ستكفيك إن أراد المصريون خلعك عن منصب "لا كتبه الله لك ولا ابتلانا بك أكثر من ذلك".   

-         آخر ما كتبه  أحمد الرفاعى بدير (من شباب الدعوة السلفية بالمحلة الكبرى) على صفحته بالفيس بوك قبل أن يقتل في مذبحة العباسية.. يطلب فيه من الهيئة الشرعية أن تعلن موقفها من أبو إسماعيل بصراحة إن كان صادقاً أم كاذباً.. ولا أقول إلا، لا حول ولا قوة إلا بالله، يعني يتم أطفاله وضيع حياته هدر وهو ما يعرفش اللي مات علشانه صادق أم كاذب.. وماذا كان سيقول لو قدر له أن يعيش ويسمع بأذنيه تنصل أبو إسماعيل منه ومن باقي أنصاره أمام وزارة الدفاع.. اللهم اغفر له  وأرحمه وابعثه على نيته فهو صادق، اللهم إنا نستودعك أهله وأطفاله.