عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البلطجية.. و"فكر جديد"

قبل عدة سنوات من توهمنا بسقوط النظام الفاسد في مصر.. خرج علينا حزبه الذي كان يسمى بالوطني الديمقراطي بحملة انتخابية لا يعادلها اليوم إلا "بوسترات" أبو إسماعيل.. الحملة التي تزعمها الوريث المزعوم كان شعارها (الحزب الوطني- فكر جديد).

حاصرتنا الحملة في كل مكان.. ظننا أن هناك فكر جديد بحق.. انتظرنا في ترقب لأي شئ ينتج عن هذا الفكر الجديد"يمكن ربنا يهدي"!.. تابعنا الاقتصاد، البطالة، الزراعة لاشئ جديد.. حتى جاءت اللحظة الحاسمة لظهور الفكر الجديد.. وقف مجموعة من النشطاء على سلم نقابة الصحفيين يهتفون علَّ الأصم يسمع أو يعقل.. وبدلا من قوات الأمن المركزي المعتاد تصديها للمتظاهرين.. فجأة خرجت جحافل من البلطجية لتهاجم الصحفيين والنشطاء السياسيين على سلم النقابة..  وتماشياً مع الفكر الجديد ومراعاة للعادات الشرقية، ظهرت لأول مرة "البلطجيات".. نساء قالوا أنهن من المذبح.. دورهن الرئيسي ضرب الصحفيات والمحاميات المشاركات  في الوقفة.

واتضحت معالم الفكر الجديد في تبرير رموز النظام الفاسد للواقعة.. قالوا هذه مظاهرة معارضة وتلك مؤيدة ووقع بينهما الاشتباك.. إذن كان الفكر الجديد ليس في مواجهة أسباب الاحتقان الشعبي والمظاهرات.. ولكن في مواجهة المظاهرات بأخرى مدفوعة الأجر.. وظل هذا الفكر الجديد يحاصرنا في كل مظاهرة أو وقفة احتجاجية منذ ذلك التاريخ وحتى موقعة "الكلاب" المسماة بالخطأ "الجمل".. وظننا أن الفساد قد ذهب إلى الجحيم بغير رجعة.. لكن بقي الفكر الجديد يدل على بقائه، وبقيت ديمقراطية الديكتاتور.. ظهرت في ميدان مصطفى محمود.. وانتقلت إلى روكسي وأخيرا العباسية.. وبقي الاستعانة بالبلطجية المأجورين في كل موقع يعرب المصريون فيه عن غضبهم.. تتغير الأماكن من التحرير إلى محمد محمود إلى مجلس الوزراء، ومن البالون إلى ماسبيرو والسفارة، وتبقى نفس الوجوه العفنة الجاهلة للبلطجية

لا تتغير.. فمن شارك في موقعة "الكلاب"  هو من شارك في باقي المواقع وأخيرا في اعتصام وزارة الدفاع "الذي أتحفظ عليه كثيرا".. وربما يفسر هذا علة عدم سماعنا عن معاقبة أحد عن كل الدماء التي سالت في بلادي منذ اندلاع الثورة إلى يومنا هذا.. فلو جئ بكل مدبري موقعة "الكلاب".. لما عادت تلك الكلاب المسعورة للظهور في باقي المواقع.. ولو عوقبت كلاب البالون ما عادت للظهور في ماسبيرو.. لقد أمنوا جميعا العقاب "وبالتجربة".. تأكدوا أن من يقتل مصريا سينعم بالحرية وبالمال.. وفي كل مرة يقبض المتظاهرون على أحد هؤلاء يحسنون معاملته، ثم يمضي ليعود لقتلهم في ميدان جديد.. أصبحت مشكلة بالفعل تواجه الثوار عند اصطياد أحد هذه الكلاب المسعورة.. ماذا يفعلون به.. إن سلموه عاد لقتلهم.. إن تركوه يمضي عاد لقتلهم"أكل العيش مر"..

وأخيرا أسأل ماذا يحدث لو قتل الثوار أحد هذه الكلاب المسعورة.. هل يحظى الثوار بنفس معاملة "البلطجية" ولا يطالهم عقاب.. أم تسن ساعتها السيوف للثأر لدمه.. ويخرج علينا مأجورو الإعلام بأنه لا يمكن التفريط في دم مصري، وكأن كل شهدائنا من بلاد "الواك واك"..!