رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طالبان وحزب الله.. في مصر !

المحامي نبيه الوحش يقول إنه يدرس مع المحامي حازم أبو إسماعيل وأنصاره تشكيل حزب تحت مسمى "حزب الله" على غرار الحزب الشيعي في لبنان.. ويقول إن الحزب سيكون له جناح عسكري أيضاً.. وبالطبع هم اختاروا كلمة حزب الله.. لأنهم أُلبس عليهم أن مساندة الرجل في قضية جنسية والدته دفاعا عن الله والإسلام وليس عن مرشحهم الساعي إلى كرسي الحكم بأي ثمن.

ومن قبل قال محمد شوقى الإسلامبولى "شقيق قاتل السادات" في مؤتمر الجماعة الإسلامية في المنيا.. "أرى أن نموذج حكومة طالبان هو أفضل النماذج الصالحة للتطبيق في مصر، حيث كانت أفغانستان تعيش انفلات أمني غير مسبوق، حتى وصل قادة طالبان للحكم فقاموا بتطبيق الشريعة الإسلامية وإعادة الأمن للبلاد".. وبالطبع نحن هنا في مصر متعطشون للرخاء والعدل الأفغاني.. والرفاهية التي يعيشها  الشعب الصومالي بفضل العقليات المستنيرة والخبرات الواعدة.
ومن قبلهما قرأنا خبراً عن تفاوض قيادات جماعة الإخوان مع وزير الداخلية لتدريب شبابها على الأعمال الأمنية.. وكأن "المعسكرات الشبابية" غير كافية، وكأن ما يحدث في المليونيات لا يوفي بالغرض!.

وقبل هذا وذاك أصدرت الجماعة الإسلامية تصريحاً في يوليو2011 تهدد فيه بتطهير ميدان التحرير من الثوار، بعد أن وصفتهم بالمخربين، فربما أنجزوا ما عجزت عنه موقعة "البغال".. وبعدها قالوا سنلجأ للعمل المسلح في حال وصول مرشح غير متأسلم لكرسي الرئاسة..  وبالأمس هددوا "الجيش المصري" بالقول إنهم استعدوا لمواجهة أي انقلاب "عسكري".. بالطبع يجرؤن على قول ذلك، لما لا وهم من قتلوا رئيس مصر من قبل وسط جيشه!.

   إذن المسألة لم تعد تنظيمات سرية.. وأصبح  فكر الميلشيات المسلحة الذي أُطلق على مصر بفعل فاعل، معلن جهاراً نهاراً وكأنه أمر مشروع.. وتروج له ألسنة من يتصورون أنهم الآن الأقرب لحكم مصر.

وإذا وضعنا تلك التصريحات بجوار تصريح سابق لحركة 6 إبريل باحتمال اللجوء للمعارضة المسلحة.. تتضح بجلاء الصورة الكئيبة لما يحاك لمصر.. أضف إلى كل ما سبق الطابع المعتدل للشعب المصري.. ورفض أغلبنا أن يفرض أحد وصايته أو"جهله"عليه تحت أي مسمى، ولو بتهديد السلاح.

والقضية هنا ليست قبول هؤلاء أو رفضهم.. فالمجتمع قبلهم لكنهم ما يزالوا يرفضونه.. تصريحاتهم وأفعالهم تقول هذا.

لن أتوقف طويلا عند محاولات تبرير تلك التصريحات  أو نفيها.. لأن القضية الرئيسية هي الفكر.. الفكر الذي أعيانا بالمغالطات والفهم الخطأ للإسلام وخرج علينا بكل منفر، واستباح من قبل دم وأموال المصريين.. الفكر الأقرب دوما لرفع السلاح على المسلمين وتكفيرهم وفرض الفوضى، وإن أخفاه صاحبه وإن نفاه علناً.

والغباء بعينه أن يظن أحد أنه يمكنه تكوين ميلشيا خاصة به طالما وجد من يموله.. ويمارس ما يشاء من تنطع على خلق الله وتخريب مصر.. ولا يدرك أن الآخرين سيسعون  لتكوين ميليشيات لمقاومته، حتى لو على مستوى الأفراد.

والمسألة أيضاً تكمن في الفكر العاجز عن الاندماج في المجتمع بصورة طبيعية ويريد فرض نفسه عليه.. الفكر المسيطر عليه شبح الاستبعاد من المجتمع والركون لتكفيره وتأثيمه.

هذا الفكر مازال أشباله يسبون المصريين على المواقع الاجتماعية وفي كل صوب وحدب "رافضين الشريعة ليه يا كفره".. وبالطبع نلتمس لهم العذر فهذا ما لُقنوه.. و"إذا قال لك شيخك يمين يمين وإذا قال شمال ما تفكرش بعدها".. فهم لا يعلمون أن الشريعة هي قوام حياة المصريين وأن ما نرفضه هو الفكر المعوج والفهم الخاطئ للشريعة وطعن الإسلام في مقتل، وليس الشريعة نفسها.

وللأسف فشل كثيرون ممن كنا نأمل فيهم الحكمة في تقديم مصلحة مصر على أطماعهم الضيقة.. أكلوا الطعم وأصبحوا خنجرا في خاصرة وطنهم.. أصبحوا العقبة الحقيقية أمام إعادة بناء مصر الحديثة القوية.

لن أسأل المجلس العسكري أين هيبة الدولة المصرية في ظل حكمك الميمون.. لأنه هو من فتح الباب على مصراعيه لكل ما يحدث في مصر من فوضى.. لن أقول للمجلس العسكري إن مصر في خطر حقيقي.. ولا يمكن التعامل مع الأمر بمنطق المخلوع "سيبوهم يتسلوا".. لأن جنرالات المجلس يعلمون ذلك جيداً.. ويعرفون أكثر مما نعرف..

فقط أقول الآن فهمنا عملياً معنى كلمة "الاختيار بين الاستقرار أو الفوضى".. الآن فقط عرفنا لماذا تم التنازل عن ثوابت الأمن القومي المصري.. و لماذا تم التغاضي عن إنشاء أحزاب على مرجعية دينية وعرقية.. الآن فقط عرفنا أن الجميع يعمل لمصلحته أو مصلحة من يموله ولتذهب مصر وشعبها إلى الجحيم.. لكن على الجميع أن يفهم أن المصريين لن يقبلوا أن تصبح بلدهم عاصمة للتطرف والتعصب الديني.. لن تصبح دولة ميليشيات.. لن تصبح مصر أفغانستان.. كما أننا لن نقبل باستمرار انتكاستها باستمرار حكم العسكر مجدداً.. لن نترك لكم مصر، فالشعب أقوى.. ومهما كان الثمن الذي تفرضونه علينا اليوم وتغالون فيه.. سندفعه!.