رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البرلمان.. و "توبة" المفتي!

كنت أتوقع أن تطالب اللجنة الدينية المحترمة بمجلس الشعب، فضيلة المفتي على جمعة بالاستقالة من منصبة لأنه ساند النظام السابق ضد الثورة، ولم يعد مناسبا أن يستمر في منصبه بعد الثورة.

كنت أتوقع المطالبة بعزله أو استقالته لأنه كما يصفه كثيرون أحد رموز حكم مبارك.. وأخيرا كنت أتوقع المطالبة باستقالته لأنه "صلى في المسجد الأقصى!"..

أما أن تطالبه اللجنة "الدينية" بإعلان توبته إلى الله.. فتلك مفاجأة من أعجب مفاجآت برلماننا الموقر والتي يبدو أنها لن تنتهي، حتى يأذن الله.

حتى حينما علت أصوات العقل داخل البرلمان وطالبت بحذف كلمة "التوبة" من بيان اللجنة.. كانت علة الحذف أن التوبة أمر شخصي، وليس لأنه لا محل لتلك الكلمة من الإعراب في هذا الموضع الجدلي..

إذن هناك إصرار على خلط الأوراق واللعب بالدين في أمور السياسة..

فمسألة المقاطعة من عدمها أمر سياسي شعبي بحت، ربما يتغير يوما ما إذا تعلمنا  فن إدارة المعارك السياسية..

والتجربة أثبتت على مر أكثر من 64 عاماً فشل النهج العربي في إدارة الصراع مع الدولة الصهيونية.. 64 عاماً خسرنا فيها كل شئ تقريبا وربح الصهاينة كل ما أرادوا.. ولم يشعر عاقل الآن بعقم تلك السياسة.

وبالعودة إلى العجب العجاب.. ومطالبة مسلم بالتوبة إلى الله  لأنه صلى بالمسلمين في أولى القبلتين.. فإذا كنا نتكلم في الدين وليس السياسة..

أقول لمن يريد تحريم ما أحله الله.. ما هو دليلك من القرآن والسنة على ذلك التحريم الذي يستوجب الاستتابة.. وهل "أخطأ..حاشا لله" نبينا الأكرم حينما نزل في الحديبية وأرسل عثمان بن عفان ليستأذن قريش"التي كانت في حالة حرب معه" في أداء العمرة..

وهل كان نبينا بذلك يقر لقريش

وأصنامها بالولاية على بيت الله الحرام..

و-بالمناسبة- هل كان صلح الحديبية مع عبدة الأصنام "وليس اليهود"مخالفا لشرع الله.. استغفر الله.

إن بيان اللجنة يعتبر مؤشراً خطيراً على ما هو أبعد و أخطر من مجرد زيارة الرجل للقدس.. فإذا طلب من أحدنا اليوم "التوبة" لمخالفته في مسألة سياسية جدلية..

فبأي ذنب سيرمى غداً إن خالف الرأي فيما هو أكبر وأخطر.. و إن كان الخلاف في مسألة دينية بحق، وأنكرها الأفاضل، بالطبع "فأمه هاوية"..

يا سادة، "العك" في السياسة قد نتغاضى عنه، ومصر طوال تاريخها اعتادت على دفع ثمن ذلك "العك".. أما في الدين فهذا مالا يقبله مسلم غيور على دينه.

-         أول أمس اتهمني القارئ مرسي الصاوي بالتحيز لشخص الدكتور على جمعه رغم انتقادي لمواقف بعض مشايخ السلفية من الثورة.. وللأخ الكريم أقول دفاعي كان عن مبدأ تلبية نداء أهل القدس والصلاة في المسجد الأقصى.. أما موقف فضيلته من الثورة في بدايتها فلم يشغلني أساساً و لم أنتظر مساندة الثورة من أصحاب المناصب في عهد مبارك.. لكننا كنا ننتظر الكثير والكثير  من مشايخ السلفية.