رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حريق السويس.. والمستبعدين الثلاثة

"أخيرا مصر بدأت تمشي صح".. قالها لي صديق بحماس تلفه السعادة.. والخبر كان قرار استبعاد لجنة الانتخابات الرئاسية لثلاثة مرشحين تحديدا.. سليمان وأبو إسماعيل والشاطر .. لاحظت حالة من الارتياح العام والسعادة في وجه جميع من قابلتهم..

وذلك باستثناء مؤيدي المرشحين الثلاثة بالطبع.. حاولت تفسير تلك الحالة المبهجة التي عاشها كثير من المصريين أول أمس.. وبالطبع  لم تدم طويلاً بسبب حريق السويس.. فنحن شعب مكتوب عليه ألا يفرح.. المهم وجدت أن طبيعة الشخصية  المصرية كانت وراء ذلك الارتياح.. فمازال هذا الشعب ذو مزاج معتدل متسامح.. يكره التطرف والتشنج والمواقف الغامضة.. تمام كما يكره أن يلطمه أحد على قفاه.

فمجرد ترشح الرجل الأول وهو السيد عمر سليمان أشعر المصريين بالإهانة.. أحس الثوار بعودة النظام البائد.. لما لا والرجل أحد أهم أعمدته حتى لو كان بريئا من كل ما فعله ذلك النظام بمصر.. أما المواطن البسيط فشعر أن "مافيش فايده".

أما أبو إسماعيل، فبغض النظر عن مسألة جنسية والدته وكيفية تعامله مع القضية، فقد أضره كثيرا أنصاره.. أفرطوا كثيرا في "بوستراته" حتى جاءت الدعاية  بنتيجة عكسية.. وتحولت إلى استفزازا.. أما تلك الحالة من "القندهارية" و التعصب والتشنج التي رسمها من حوله.. فلم ترق الشعب المصري.. وقدر رجال حملته أن الدعوة له في المساجد وتأثيم الآخرين واتهامهم بالعلمانية والفجور والعياذ بالله تنفعه.. في حين قدر المصريون أنه ملك قادم يهيل عليه أتباعه قداسة نبي.. مخالفه كافر والخارج عليه مهدر دمه.. خاف المصريون على مصر.. خافوا أن يفقدها ذلك الرجل ومن حوله من الشباب المتعصب وسطيتها التي حافظت عليها 1400 عاماً.. خافوا أن تتحول بلدهم إلى دولة دينية متطرفة.. خافوا على مستقبلها و ثقافتها وحضارتها وسلامها الاجتماعي.. خافوا أن يفقدوا إسلامهم المعتدل  السمح بسببه.

أما الشاطر مرشح الإخوان.. فقد حمل خطايا جماعته السياسية منذ قيام الثورة.. شعر المصريون معه بالغموض.. تساءلوا كيف لا يأخذ رئيسنا قراره إلا بموافقة المرشد..  دولة دينية متشددة أخرى ولكن على الطريقة الإيرانية، وولاية الفقيه.. الرجل قدم نفسه للشعب في أسوأ توقيت.. فهو مرشح الجماعة المتهمة بأنها تقول مالا تفعل.. جماعة متهمة بالتخطيط للاستحواذ على كل شئ في مصر وإنتاج النظام الفاسد من جديد.. جماعة تقاتل من أجل الدفاع عما تبقى لها من مصداقية في نظر أعضائها قبل الشعب.. ويكفي هنا الإشارة إلى كم الشخصيات المحترمة التي آثرت الابتعاد عنها مؤخراً.. وكان طبيعيا أن يحمل المواطن البسيط مرشح الجماعة

كل أوزارها.. وكان طبيعيا أن يقول المواطن البسيط لا نعرف إلى أين سيأخذ هذا الرجل مصر.. والخلاصة أن المرشحين الثلاثة هددوا المواطن البسيط بجره إلى ثلاثة اتجاهات متطرفة لا يرغبها بطبعه.. الأول لعهد الفساد.. والثاني إلى دولة التطرف الديني.. والثالث إلى المجهول.

كان كل ذلك السبب الحقيقي في سعادة المصريين بقرار لجنة الانتخابات.. فقد أزاح عن صدورهم حملا ثقيلاً، وتهديد بمستقبل كئيب.. أما أغرب ما سمعته أو قرأته في نفس الليلة.. هو محاولة البعض الربط بين قرار الاستبعاد وحريق السويس.. بالطبع لا يمكن أن أجزم بصحة ذلك الربط من عدمها لوجود 3 محاور أخرى يمكن أن نجد فيها الفاعل.. فهناك السيد المحترم "اللهو الخفي" الذي مازال ينتقم من المصريين لما فعلوه بأسياده.. ولا نستبعد أيضاً الجهات الخارجية التي مازالت تعبث في مصر بحرية، ولا تريد لها الاستقرار..  أما المحور الثالث فربما يبدأ من هنا من "الوفد" التي نشرت يوم الجمعة الماضية مطالبات بتطهير وزارة البترول من فلول وزير الحزب المنحل سامح فهمي.. لما لا.. لما لا يكون هذا هو رد الفلول في مغارة "على بابا" النفطية.. ويدعم هذا "الظن" طبيعة الحريق نفسها.. فمن يستطيع الدخول إلى منشأة نفطية.. ومن يعرف كيفية التعامل مع تلك "التنكات" التي أحرقت وأهميتها وموقعها.. وكيف دخل أساساً إلى الموقع.. الفاعل بالتأكيد له خبره بالمكان وبكيفية التعامل مع المواقع النفطية.. لا يجرؤ شخص عادي على فعلها.. أثق أن لدينا أجهزة أمنية تملك من الكفاءة والمهنية ما يوصلها إلى الفاعل أسرع مما نتخيل.. نعم يمكنها حل اللغز..  فقط إن  أرادت، وإن قررت استعادة ثقة الشعب..!