الإخوان.. ومرشح الفلول
قبل سقوط النظام الفاسد.. كان المصريون يعطون أصواتهم للإخوان المسلمين في الانتخابات نكاية في "المنحل".. كنت أقول لمن أعرفهم أعطوا أصواتكم للإخوان أو أي أحد غير مرشحي الحزب المنحل.. المهتم كان يفعل ذلك.. والفاهم كان لا يذهب أصلا لصندوق الانتخابات.
وأثبتت التجربة بالفعل أن كثير من المصريين يميلون إلى استخدام الصناديق لعقاب حزب الأغلبية وإعطاء أصواتهم لأي مرشح آخر نكاية فيه، وإن كانوا واثقين من تزوير الانتخابات.. إلا أن القطاع الأكبر من الناخبين المصريين مازال يميل للمثل القائل "إللي تعرفه أحسن من إللي ماتعرفوش".. حدث ذلك كثيرا مع نواب الحزب المنحل قبل الثورة.. وحدث أيضاً مع نواب التيارات الإسلامية بعد الثورة.
وبالفعل لا أحد يستطيع أن يجزم لمن سيعطي المصريون أصواتهم في الانتخابات الرئاسية.. وأخشى ما أخشاه أن يدفع أداء الأحزاب المتأسلمة طيلة الفترة الماضية الناخبين إلى معاقبتها أو معاقبتنا جميعا بانتخاب أحد مرشحي الفلول للرئاسة.. نعم هذا ممكن جدا من مبدأ"إللي تعرفه".. فالسواد الأعظم من الناخبين لا يخرجون في مظاهرات، كما لا يحب إبداء اهتمام كبير بالحديث في الشأن السياسي.. لكن هذا الصمت لا يعني أبدا تركهم للأمر بشكل مطلق.
والخطورة التي أتصورها في الانتخابات القادمة تكمن في استمرار فشل تيارات الثورة في الاتفاق أو الإجماع على مرشح واحد يحظي بثقة الناخبين..ونجاح الأحزاب المتأسلمة في استفزاز الجميع بإظهار شبقها الغريب للسيطرة