رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا الكذب؟!

لم أصدق عيني حين قرأت ما نقل عن النائب أنور البلكيمي من القول بأن من يسئ له يسئ للدين.. حتى سمعت ذلك الكلام بنفسي.. يا الله بالفعل الرجل قالها.. أعرف جيداً هذا المنهج لقهر الشعوب عبر التاريخ الغابر.. لكن لم أتخيل أن يجاهر به أحد بهذا الشكل الفج في القرن الواحد والعشرين.. كنت أحسب أن أصحابه أصبحوا أكثر وعياً وثقافة.. هذا الشخص نفسه الذي يقول إنه هو الدين أو إنه الإسلام، هو نفسه من أقر بكذبه وادعائه في موقعة "المنخار".. اتقي الله فهل الإسلام كاذب!.. و هذا هو جوهر الخلاف بين المسلمين و بعض المتأسلمين.. ومصدر القلق عند دخولهم ملعب السياسة، أن من أثم وكفر المتظاهرين ضد الحاكم الظالم نفاقاً له، ماذا سيفعلون حين يصبحون حكاما.

والحقيقة أن المسألة ليست مسألة أشخاص ولا اعوجاج "مناخيرهم".. لكنها مشكلة اعوجاج الفكر.. المشكلة الحقيقية كيف ينظر بعض هؤلاء للإسلام كمطية.. وكيف ينسبون لأنفسهم ما لم ينسبه الصحابة الكرام لأنفسهم.. وكيف يحولون الدين من وسيلة للتقرب إلى الله إلى مطية  لمطامع دنيوية.. فبينما يقول ابن الخطاب "لو رأيتم في اعوجاجا..."، يخرج من هؤلاء من يقول إن من يسئ له يسئ للدين.. القضية الحقيقة هي الاجتراء على الدين والأخذ والترك منه وفقا للهوى والمكاسب الدنيوية.. فالخروج على الحاكم حرام شرعاً.. ويتركون قول  رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الناس إذا رأوا الظالم..."، أو آيات القرآن الصريحة والمباشرة عن الحاكم الظالم "فاستخف قومه فأطاعوه" الزخرف-54..  لكن لو كان ذلك الخروج الذي يحرموه "استنادا إلى

أحاديث أخرى" يأتي لهم بالسلطة لا مانع.. والمظاهرات مفسدة وإثم إن فعلها غيرهم.. ولا مانع أن يستفزوا الجماهير لها من أجل أهدافهم.. الديمقراطية كفر لكن لا ضير من الترشح في الانتخابات.. "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا" أو "إذا رأيتم الرجل ينشد ضالته..."، صحيح لكن إن كانت المناشدة لمرشح من جماعتنا فلا بأس بل هي واجبه، ويأثم من لا ينتخب فلان.
والقضية الرئيسية في استغلال أصحاب ذلك الفكر للدين.. هو اتخاذه درعا ليتلقى عنهم ضربات معارضيهم.. وأن نفرهم وحده هو من يمتلك الإسلام وإن كان جاهلاً، وغيره كافر وإن كان عالماً.. ولهؤلاء أقول ارحموا الإسلام يرحمكم الله.. واتقوا الله في بسطاء المسلمين.. مارسوا السياسة كيفما شئتم.. تحالفوا وتوافقوا واعقدوا ما شئتم من اتفاقات سرية شرقاً وغرباً.. أطلبوا الدنيا إلى آخر مقعد فيها، فتلك حقوق المواطنة.. لكن لا توهموا الناس بأنكم الإسلام نفسه، حتى لا يخرجوا منه أفواجاً.. افعلوا ما شئتم لكن لا تدَّعوا علينا بأنكم طلاب دين.. أنتم طلاب دنيا.. فاتركوا الدين لأهله..!