عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شفيق وسليمان.. بحياد

أحمد شفيق وعمر سليمان.. رجلان مرشحان لرئاسة "مصر".. كلاهما كان من أقرب رجال مبارك له.. بالطبع من حقهما أن يدافعان عن نفسيهما بأنهما كان يؤديان واجبهما.. وأزيد لهما بالقول ما كان لكثير منا أن  يرفض لو عرض عليه مبارك أي من مناصبه "السمينة".. الأول كان رئيس وزراء موقعة الجمل،

وصاحب كلمة "البومبون" الشهيرة.. لم يعترف للحظة بأن ما حدث طيلة 18 يوماً في مصر كان ثورة أو رغبة شعبية عارمة في التغيير "للأفضل بالطبع".. التف حوله جميع "فلول" و مستفيدي  النظام السابق.. وما أن أعلن ترشحه لرئاسة مصر، حتى تواصلت أخبار تواطؤ بعض موظفي أو مسئولي الشهر العقاري معه أو إجبار عمال غلابة على توقيع توكيلاته.. ومع ذلك أقول كل هذا ليس مهما إن كان الرجل يستطيع أن يكون يدا قوية لبناء مصر.. وهذا أمر لا نستطيع الحكم عليه إلا بعد معرفة برنامجه الانتخابي.. وما يبدو لنا الآن أن الرجل يتكئ على تاريخه العسكري فقط.. وهذا لا يعني من وجهة نظري إلا عامل سلبي في الحياة المدنية والسياسية.. أما الكفاءة العسكرية فلها تقديرها ومحلها هناك.. حيث معسكرات الجيش وتنويع السلاح!.

الرجل الثاني عمر سليمان.. يمتلك من الثقل والخبرة والعلاقات الدولية ما قد تحتاجه مصر في تلك الفترة بالفعل.. أُُعلن يوم الخميس عن عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية وفي صباح  الجمعة أُعلن عن حصوله على 70 ألف توكيل.. طبعا لا أدري كيف تم ذلك دون جولات انتخابية في 15 محافظة، أو اعتداءات على "مطلع الدائري".. كما لم أعرف أي مكتب شهر عقاري استطاع توثيق كل تلك التوكيلات يوم "الجمعة"..  ما علينا، فربك يهب القدرات الخاصة لمن يشاء..  كل التاريخ الوظيفي للرجل في صالحه ويدفع به دفعاً لرئاسة مصر.. لولا قوله بأن المصريين لا يعون الديمقراطية، وكونه الأقرب لمبارك ومسئول بشكل مباشر  أو غير مباشر  عن كثير من سياساته التي كرهها المصريون..  وهو الرجل الذي ظل بجواره ينافح عنه حتى اللحظة الأخيرة.. ولو ما حدث في مصر كان ثورة حقيقة لقدم للمحاكمة ضمن كل من خدموا ذلك النظام.. والمشكلة في الاقتراب من مبارك هنا أنه لم يكن مجرد شخص نحبه أو نكرهه بل كان نظاماً.. ومنظومة متكاملة للفساد جمدت مصر

كثيراً وأخرتها أكثر.. وهو أمر ليس في صالح المرشحين بأي حال من الأحوال.. وهذا يدفعني "كناخب مصري" أن أوجه عددا من الأسئلة للرجلين.. شفيق وسليمان.. ماذا عن محاسبة مبارك ورموز نظامه الفاسد.. والمحاسبة هنا لا أعني بها أحكام القضاء التي حفظناها بالطبع.. أعني المحاسبة بمعنى المحاكم الثورية.. ماذا عن بقايا الفساد في كافة القطاعات والوزارات المصرية.. ماذا عن عودة أموالنا المنهوبة.. وماذا عن شبكات رجال الأعمال إياها التي نهبت الأخضر واليابس في بر مصر.. وماذا عن "اللهو الخفي" أقصد الطرف الثالث "عشان ما يزعلش".. وما الذي يضمن لنا أن لا يكون وصول أيكما للحكم هو بداية تصفية أصحاب العقول الشابة الحالمة بغد مشرق لمصر ولن أقول "الثوار".. وما الذي يضمن لنا في ظلكما عدم عودة الوجوه القميئة التي كرهناها طيلة الحكم الفاسد لحياتنا من جديد.

وأخيراً أقول  قد نصدق أن بإمكانكما هدم نظام شاركتما في بنائه وحمايته طيلة 30 عاما.. لكن من أين لكما القدرة على بناء مصر القوية وكنتما رجال من جعلها راكعة ذليلة.. كيف يمكننا أن نثق معكما بأن نظام مبارك زال للأبد وأنتما أقرب رجاله.. كل هذه الأسئلة كان يجب أن تجيبا عليها قبل مجرد التفكير في الترشح للرئاسة.. والإجابة المقنعة وحدها هي التي ستمنحكما ثقة المصريين..  نعم قد يضمن "من لا نعلمه" لأي منكما الوصول لكرسي الحكم بأي وسيلة.. لكن أحداً لا يضمن لكما البقاء عليه إلا الشعب المصري.. وكلمة السر في الحالتين "مبارك"!