رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

جحود "دولة" بورسعيد

لا أستطيع أن أتخيل أن شعب بأكمله يقر ويتفق على جريمة قتل بشعة كتلك التي وقعت في إستاد بورسعيد.. لذا يجب أن نتساءل ما الذي يحدث في محافظة بورسعيد الآن بالضبط..  مراهقون يصممون علما لدولتهم.. وآخرون يختصرون وقتهم ويرفعون علم إسرائيل.. وفئة ثالثة تهلوس بالانفصال..

محاولات لوقف الملاحة في قناة السويس.. غلق المنطقة الصناعية ومنع العمال من الوصول لمصانعهم.. من يحرك كل هؤلاء؟ ومن يشعل نيران الفتنة؟.. من حق البورسعيدية أن يغضبوا لإلصاق تهمة القتل بهم.. ومن حقنا جميعا مشاهدة القصاص من المخطط لتلك المجزرة.. لكن هذا لا ينفي أن التعصب الأعمى لبعض جمهور النادي "العالمي" كان البيئة الخصبة لنجاح تلك المجزرة.. ولو كانت المباراة أمام أي فريق آخر لما حدث ما حدث.. ولا أدري كيف يبيع شباب وطنهم ويعرضون أمنه للخطر من أجل "لعبة".. المسألة لابد أن يكون بها قليل من العقل.. فهل يرضى أهل بورسعيد أن يفلت من قتل 73 مصرياً من العقاب!.. وهذا ما يجب أن يقوله العقلاء هناك للمغرر بهم.. ومن أفهم هؤلاء أن كل ضحايا المجزرة قتلوا بسبب التدافع.. وهل شنق طفل في المدرجات "ذلك العمل البطولي" كان نتيجة التدافع أيضاً.. من أفهم هؤلاء أن أي عقوبة أو حبس لمتورط هو من أجل عيون النادي الأهلي، وأنساهم أن جريمة القتل من الكبائر التي تستوجب القصاص لا الحبس فقط.. فما يحدث اليوم في بورسعيد ما هو إلا استكمال لمؤامرة الإستاد.. وأكبر دليل على أن المخطط لها مازال طليقاً ويستكمل مؤامرته، ولا يريد أن تستكمل التحقيقات بجدية حتى لا تجر باقي المتورطين.

لكن كل هذا لا يبرر أن يكفر أبناء المحافظة بوطنهم.. كل هذا لا يبرر أن يتنكر أبناء بورسعيد لمصر

التي أعطتهم الكثير والكثير.. كل هذا لا ينفي أنها المحافظة الوحيدة التي دللها النظام بجعلها منطقة حرة.. وحول فقراءها إلى تجار ورجال أعمال.. لا ينفي تنعمهم بالسيارات الفارهة في الوقت الذي أصبحت فيه حلم بعيد المنال لأي مصري بسبب الجمارك.. كل هذا لا ينفي حقيقة أن مصريين كثيرين حاولوا يوما ما التحايل للحصول على بطاقة هوية صادرة من بورسعيد لينعموا بالقليل مما يعيش فيه أهلها.  حقيقة لم تكن مصر تنتظر هذا الجحود من أبنائها في هذا التوقيت تحديداً.. ولا أدري ما الذي يمكن أن يقال لتلك الجموع الثائرة التي غيب الحماس عقلها.. فهل ينفع أن نخاطبهم بلغة مهاويس الكرة.. ليكن ذلك.. ماذا لو وافقنا على مرور الجريمة دون عقاب.. هل تستطيعون دخول أي إستاد في القاهرة خلف فريقكم.. فالقاهرة أيضاً مليئة بالبلطجية و المهاويس فضلاً عن المتحمسين المطالبين بالقصاص، كما أن اللهو الخفي مازال موجودا.. وأخيرا أقول للمهلوسين بالانفصال.. حسناً استقلوا بدولتكم الليلة وسنحتلها في الصباح.. يا شباب بورسعيد لا تأكلوا الطعم وتكونون خنجراً في خاصرة أمكم.. مصر وطنكم.. وهي أهم بكثير من كل ما يقوله لكم الخبثاء.!