عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مهرجان القتل المجاني

مهرجان القتل المجاني في شوارع المحروسة.. هو الذي أضاع هيبة الدولة المصرية، وليس الثورة كما يروج أزلام الفساد والرعاة الرسميون للمهرجان.. ذلك المهرجان هو الذي شجع على تفجير خط الغاز 12 مرة.. وهو الذي شجع على قطع الطرق والسكك الحديد وسرقة السيارات والبشر.

أكثر من ألف مصري قتلوا خلال العام الماضي، ولم يحاسب قاتل واحد على جريمته.. فحين تضيع هيبة دولة، فكل شئ فيها مباح.. وهيبة الدولة المصرية ضاعت عندما أصر من تولوا أمرها على الإبقاء على فلول الفساد في مواقعهم الحيوية.. وسمحوا لهؤلاء بمعاقبة الشعب على هدم إمبراطورية الفساد، بدءاً بأنابيب البوتاجاز ووصولاً إلى قتل أبنائه واستمرار تهريب أمواله.

هيبة الدولة ضاعت يوم سرقت سيارة مواطن.. وقال له رجل الأمن "هيتصلوا بيك و أدفع لهم اللي هم عايزينه عشان ترجع سيارتك".. ضاعت حين كان رد بعض رجال الشرطة على بلاغات المواطنين "خللي الثورة تنفعكم"، ورغم منح الشعب أكثر من فرصة للأمن لاستعادة الثقة وتصحيح مساره، إلا أنه أبى إلا البقاء على سيرته الأولى، فتصرف الجميع دون أدنى اعتبار للأمن.

هيبة الدولة ضاعت حين شعر الفاسدون بغياب العقاب.. وحين شعر أصحاب الحق أن أحداً لن يعيد لهم حقهم.. فتجرأ الجميع على ممتلكات ومقدرات الدولة.. وتجرأ اللصوص على أقسام البوليس.. وتجرأ القتلة على ارتكاب سلسلة جرائم، آخرها التخطيط لقتل جماهير النادي الأهلى أمام الكاميرات، واتهام شعب بورسعيد في الجريمة.. ولم يجد كثيرون من البورسعيدية دفاعا عن أنفسهم إلا القول بشكل عفوي " طيب ما أنتو  ما عاقبتوش إللي قتلوا الشباب من بدء الثورة حتى اليوم"، بالطبع فهو مهرجان مجاني للقتل وللجميع حق المشاركة.. ولأن جمهور الأهلي رأى بعينه تورط المسئولين عن

الأمن في الجريمة.. يصر شبابه على الثأر بيده للمقتولين غدراً، حيث لم يعد هناك شك في ضياع حق أي قتيل على أرض مصر.. وفي المقابل دشن ألتراس المصري حملة لمنع ترحيل المتهمين بالقتل..! ومنهم من أخذته الجلالة الكروية وهدد بغلق قناة السويس وطالب بانفصال دولة بورسعيد عن مصر إذا هبط المصري من الدوري ومنعه من الفوز بكأس العالم.. ما هذه المسخرة !

هيبة الدولة  ضاعت حين قال رئيس وزرائها إن مصر لن تركع.. و رآها الجميع تسجد في رعونة سياسية لا مثيل لها.. تلك الرعونة التي شجعت كثيرون على التطاول على الدولة للإفراج عن سجنائهم "أسوة بالأمريكيين"، وقالها الجاسوس الأردني للمحكمة..  وضياع هيبة الدولة هو الذي شجع البدو على محاصرة القوات الدولية في سيناء للإفراج عن المتهمين في تفجيرات طابا.. ولمن وراء ضياع هيبة الدولة ومن أغمض عينه عنهم، والجميع راسب باقتدار بكل الحسابات، أقول.. يا للفشل، لا على النظام الفاسد أبقيتم، ولا على هيبة الدولة حافظتم.. وكما يقولون "إن التاريخ لا يرحم " نقول والمصريون أيضاً لا يرحمون كل من أساء لمصرهم وإن طال الأمد.