رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكرسي !

 

مشكلة كثير من ساستنا أنهم لا يتحلون بالروح الرياضية.. عندهم، أي لعبة لابد وأن تنتهي بفوزهم!

حتى ولو كانت في مواجهة شعوبهم!.. النتيجة لابد وأن تنتهي لمصلحتهم مهما كان الثمن، وسواء تم ذلك باللعب النظيف أم غير النظيف.. سواء كان نصراً استند على التكتيك والإقناع والحوار .. أم على اللعب الخشن العنيف الذي يكسرون فيه الرقبة قبل الساق!

لا يدركون أن قواعد أية لعبة لا تقبل بأن يكون هناك فائز على طول الخط، وخاسر إلى مالا نهاية !

حتى ولو كانا بعظمة حاكم وضعف محكوم !

آه لو فهم ساستنا .. لما أوجعنا اليوم أنين تعز وبانياس ومصراتة!.. ولاحترمنا مشيباً لم نره لمبارك وابن علي!

التساؤل الذي كان يطرح في مناسبات مختلفة عن مدى ارتباط السياسة بالرياضة، أصبح اليوم غير ذي مغزى .. فالأحداث الراهنة على الساحة تجاوزت السؤال وإجابته، وأكدت بشكل قاطع أن الرياضة لا يمكن أن تبقى بمعزل عن السياسة، بعدما أثبتت السياسة أيضاً من أنها لا يمكن أن تقف بعيدة عن الرياضة!

تمتزجان على رغم أن الاختلاف بينهما كالفرق بين الأبيض والأسود، بين النهار والليل، والنور والظلام.

السياسة يعرّفونها بأنها فن تحقيق الممكن.. بينما الرياضة فهي فن السعي لتحقيق الإعجاز.

في السياسة، الغاية تبرر الوسيلة .. فإذا كان البقاء على كرسي الحكم هو الغاية، فأغمض عينك حتى لا ترى الوسيلة من رصاص حي وقنابل تسيل الدماء قبل الدموع!

أما في الرياضة فلا يمكن للنهاية أن

تبرر الوسيلة، فالإنجاز القائم على الغش والمنشطات عار على صاحبه ولا قيمة له.

الرياضة هي النبل والأخلاق .. والسياسة هي انعدام النبل وقلة الأخلاق !

وتكون المصيبة أعظم عندما يتحول جد السياسة إلى لعب، تستبدل فيه النقاط والاهداف بأعداد القتلى والمشردين!

وتكون كارثة أيضاً.. عندما يتقمص أهل الرياضة دور الساسة فيستبيحون الوسائل كافة لتحقيق غاياتهم .. يشترون الذمم، وتتحول إداراتهم ومؤسساتهم إلى منظمات تحكمها مافيا حقيقية !

منذ ثماني سنوات، وفي حوار صحافي جمعني مع محمد بن همام الذي تجرأ اليوم وأقدم على مواجهة ديكتاتور الفيفا جوزيف بلاتر في الانتخابات الرئاسية المقبلة .. قلت له: «يا معشر أهل الرياضة، لماذا تنتقدون الساسة الذين يمكثون في كراسي الحكم عقوداً بينما أنتم لا تختلفون عنهم .. فمن جلس منكم في منصب أو اعتلى كرسي رئاسي، لا يغادره إلا بعد أن تغادر روحه جسده»!

يومها ابتسم ابن همام ورد هامساً: "تعال اجلس أنت على الكرسي .. وستعرف لماذا".

[email protected]