شباك علي الثورة
مستشفي المعادي العسكري الي جانب كونه منشأه بالغة الضخامة ومؤسسة وطنية يديرها المصريون بكفاءة تبعث علي الفخر والاعتزاز.. هو أيضا حضن بالغ الدفء والحنان لكل المصريين عسكر ومدنيين وعمار يا مصر.. هناك التقيت بالشاعر الجميل المشاكس «سعدني السلموني» الذي عرفني علي طبيبه الجميل الدكتور اسماعيل زكي جراح العظام العبقري الذي اجري لسعدني جراحة ناجحة لتغيير عظمة الحوض.. خرج بعدها العزيز سعدني السلموني إلي الحياة سليماً معافي متعه الله بتمام الصحة والعافية والطبيب الجميل اسماعيل زكي يحمل في قلبه شاعر رقيقاً ينتظر المرضي في العنابر لحظة مروره لأنه اثناء مسيرة المرور لا يتوقف عن اداء الشعر بصوت مسموع وجميل وهو احيانا ينشد للمتنبي واحيانا ينشد لشوقي واحيانا ينشد لبيرم التونسي وصلاح جاهين قلت له:
- بداخلك شاعر يا دكتور اسماعيل
قال بطفولة:
- ياريت
قلت:
- وماذا نسمي ما بداخلك اذن؟
قال
- بداخلي الشعر وليس الشاعر!
وهناك رأيت الفنان سيد زيان هذا الفنان الذي اضحك المصريين طويلا وحين غاب بقيت بقايا الابتسامة علي وجوههم.. سيد زيان يا اهل مصر يرقد الآن غائبا عن الوجود في احضان قواتنا المسلحة وحيداً إلا من فتي يجلس بجواره شاب من الجيل العجيب الذي صنع ثورة غير مسبوقة في تاريخ كوكب الأرض. ظننت أولا انه ابنه سألته:
- انت ابنه؟
قال:
- انا زي ابنه.. انا طول عمري باحب عمو سيد زيان ولما عرفت انه مريض في مستشفي المعادي العسكري سبت
فعلا هو ما بيقومش لا بيفوقش ولا بيسمع ولا بيحس لكنه ابتسامته مازالت مرسومة علي وجهه وفحاولت ان اشد انتباهه فمسكت جنبه يا حول الله. حقك علي راسي انا يا سيد يا فنان البلد يا ابني مشغولة بالثورة والتعابين طلعت م الجحور والوطاويط ماليين السما والارض. كل صنف وكل نوع جاي سانن سنانه يا سيد وهي يا ولداه واقفة لوحديها.. الثورة العزيز الغالية اللي اتكلفت شهدا ودم واحلام وردية بالحرية. وانا مش عارف ليه يا سيد احط في بطني بطيخة صيفي وعارف ان المحروسة لو اتحركت حتكسب كل العزال ده فوق بعضه وترميه في صناديق الزبالة ولا انت يا سيد وانا متأكد انك لو شفت اليوم ده هتخف وتبقي زي الحصان وتخش فينا تاني فنان شعبي محبوب وتغني لها وتضحك لها وتضحكنا معاك.