عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شباك علي الثورة

 

البت نوارة بنتي وبكل فخر واعتزاز أصبحت عنصراً أساسياً أو وتراً مسموعاً في معزوفة الثورة المصرية المجيدة »أشكر تونس وأشكر قناة الجزيرة مافيش ظلم تاني مافيش خوف تاني« هكذا صرخت نوارة الانتصار عقب اعلان عمر سليمان عن تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن منصب رئيس الجمهورية واللي ما يعرفش نواره مش ممكن يتخيل مشوارها من رحم الأم حتي ميدان التحرير، فالأستاذة نوارة أحمد فؤاد نجم دخلت المعتقل وهي في بطن أمها الاستاذة صافي ناز كاظم الناقدة المسرحية والمبدعة المصرية المرموقة وزوجتي -  آنذاك - وكانت فرحتنا صافي وأنا بثبوت الحمل كفرحة الأطفال بقدوم العيد مثلاً وأمها توقعت أن يكون الجنين ذكراً وبدأت تهيئ نفسها للاحتفال بهذا الحدث حتي أنها اختارت للمولود اسما هو »احمد الله« وظلت تردد هذا الاسم بفرح طفولي كنت اتابعه بسعادة غامرة وكان صلاح جاهين - رحمة الله عليه - من اصدقاء صافي المقربين وحين التقته في هذه الفترة قالت له انا حامل في ولد يا صلاح ومش عايزاه يطلع شاعر زيك ولا زي ابوه فقال صلاح جاهين علي الفور: طول عمرك حصيفة يا صافي ومجاملة »ثم اضاف«: شاعر تاني؟ مش اما نخلص من ابوه الأول؟

 

وحين اثبتت الاشعة التليفزيونية أن الجنين أنثي لم يفتر حماس صافي وبدأت تبحث لطفلها عن اسم غير مسبوق الي أن وجدته عند صديقها السفير شكري فؤاد حيث كانت شقيقته تحمل اسم »نوارة« ويشاء السميع العليم أن يضيف إلي الاسم ما جعله غير مسبوق لان الاستاذة نوارة نشنت علي تالت أيام حرب اكتوبر المجيدة وراحت نازلة. والذين عاشوا تحت كابوس هزيمة 5 يونيو 1967 ثم شهدوا يوم العبور هم الذين يعرفون قدر يوم السادس من اكتوبر 1973 وهم الذين ذاقوا حلاوة الانتصار التي ازالت من حلوقهم مرارة الهزيمة وقلت لصافي:

- لسة برضه مصممة علي اسم نواره؟

قالت لي:

- طبعا

قلت لها:

- حتي بعد الانتصار؟

قالت لي:

- طبعا ولعلمك بقي الانتصار هو اللي ثبت الاسم.

قلت لها ضاحكا:

- راجل في باب الشعرية سمي مولوده »سام 6« نسبة إلي الصاروخ الروسي الذي أدار مذبحة في الدبابات الصهيونية المعتدية

قالت لي:

- وانا سأسمي طفلتي »نوارة

الانتصار«، وفي يوم الثامن من اكتوبر 1973 شرفت في سمائي نجمة العمر وشمس الزمان.. مفيش سنتين الا والرئيس السادات اصدر تعليماته باعتقالي انا وزوجتي صافي »ام النواره« ولن أنسي هذا الصباح الذي داهمتنا فيه قوات أمن الدولة وقبضت علينا وصمموا علي جرنا إلي المعتقل وتركنا الطفلة وحيدة واغلقنا عليها باب الشقة في حراسة ورعاية الله وحده! وروح يا زمان وتعالي يازمان وأثناء اقامة معرض القاهرة الصناعي علمت الطالبة نواره الانتصار احمد فؤاد نجم هي وزميلاتها وزملاؤها في كلية الآداب بجامعة القاهرة بوجود جناح صهيوني بالمعرض فهداهم تفكيرهم إلي اقتحام المعرض والهجوم علي الجناح الصهيوني لتدميره وكانت هناك مباحث امن الدولة فقبضت عليهم لتبادل الادوار وفي اول زيارة لطفلتنا في السجن كانت معي الاستاذة زينب احمد فؤاد نجم ويومها قالت »أم نواره« لمدير السجن ماتنساش تحجز مكان لزينب وكلها عشر سنين ونيجي نزورها هنا.

وروح يازمان وتعالي يا زمان تاني وقرر شباب مصر المحروسة أن يصنعوا ثورة غير مسبوقة لا في التاريخ المصري ولا في التاريخ العربي والعالمي وفي غمرة الفرحة التي اجتاحتني ككل المصريين باضرب بعيني لقيت لك بنت الكلب في ميدان التحرير وبيقولوا بالصوت العالي »مش حنمشي هو يمشي« وفعلا هو اللي مشي غير مأسوف عليه ولقيت لك نفسي باكتب

اسم الله يا قلبي

النبي حارسك

والله وكبرتي يا نوارة

وبقيتي صلاة النبي احسن

في قلوب الشارع والحاره

طب بذمة النبي مش من حقي افرح ببنتي؟