شباك علي الثورة
منذ أكثر من اربعين عاما مضت وحينما كانت مصر المحروسة تنزف دماً من جرح الهزيمة العسكرية المهينة في حرب يونيو 1967 أمام الكيان الصهيوني المدجج باحدث وافتك الاسلحة الأمريكية خرج علينا الاستاذ محمد حسنين هيكل بمجموعة من الأكاذيب المخدرة من موقعه المتخندق في مبني مؤسسة الاهرام العريقة، حيث كان الاستاذ هيكل يتربع علي هرم السلطة كرئيس لتحرير ومجلس ادارة صحيفة الاهرام الغراء وكان بارك الله فيه يتحفنا كل يوم جمعة بمقاله الأشهر »بصراحة«، وكان عدد الجمعة من صحيفة الأهرام يباع أحياناً في السوق السوداء لأن مقالة الأستاذ هيكل »بصراحة« كانت تتصدر الصحيفة لأن الاستاذ هيكل لم يكن مجرد كاتب صحفي فقط فهو كما قال هو - الصديق الشخصي - للرئيس جمال عبد الناصر والصحفي الأولي بالرعاية من حكومة مصر المهزومة والمصدر الأوحد لأخبار القمة السلطوية في مصر المحروسة، وهكذا تحول الاستاذ محمد حسنين هيكل من طفل كان يحبو علي بلاط صاحبة الجلالة، كما وصفه استاذه علي امين مؤسس ورئيس مؤسسة اخبار اليوم، سيئة الصيت والسمعة أيامها، ولأنها كانت تتبني وجهة نظر المخابرات المركزية الامريكية »سي آي إيه« إلي أحد اكبر راسين في هرم السلطة فيكِ يامصر جمال عبد الناصر ثم محمد حسنين هيكل ومن ذلك الموقع البارز والمتميز اطلق علينا هذا الهيكل سيلا من قذائفه السامة »المسيلة للقرف« أحيانا يبرر ما حدث في صبيحة يوم 5 يونيو 1967 وأحيانا يحاول مساعدة صديقه الرئيس جمال عبد الناصر علي الافلات من وعده للشعب باسترداد الارض التي احتلها الصهاينة بالقوة بعد قضوا علي جيوش كل من مصر وسوريا والاردن في ظرف خمس دقائق وهذه العملية الكارثية سماها الاستاذ هيكل »الهزيمة الخاطفة« ولأن الرئيس جمال عبد الناصر صديق الاستاذ هيكل قال لنا - أيامها - ان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة - ورد الشعب من المحيط إلي الخليج وانطلاقا من مصر المحروسة »حنحارب حنحارب حنحارب« وبدأ الاستاذ هيكل يكتب »بصراحة!« وركز علي خبر اكتشاف باخرة التجسس الامريكية »ليبرتي« في البحر الابيض المتوسط أثناء الحرب، طب إيه اللي جاب البتاعة دي هنا »يقول الاستاذ هيكل ان البتاعة دي كانت بتنقل للعدو الصهيوني كل صغيرة وكبيرة اثناء المعركة ودا معناه ان مش اسرائيل بس اللي بتحاربها لأ دا ربنا سبحانه وتعالي هو اللي كشف سرهم وفضحهم، نقول له طب يا استاذ هيكل اللي فات مات نعمل ايه في الجاي؟