جمال عبدالناصر..شخصية استثنائية
ستون عاماً مضت علي قيام الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر المحروسة علي نظام الملك فاروق الأول آخر ملوك مصر في العصر الحديث.. هذا الانقلاب الذي أطلقوا عليه لقب "ثورة يوليو سنة 1952 بسبب وجود البكباشي جمال عبدالناصر
وعلي رأس قيادة الانقلاب المذكور لأن هذا الرجل لم يكن ككل الرجال في تنظيم ـ الضباط الأحرار الذي خطط للانقلاب ونفذه بنجاح تام صبيحة يوم 23 يوليو سنة 1952.. لقد كان جمال عبدالناصر شخصية استثنائية علي مستوي مصر المحروسة التي كانت في تلك الأيام تغلي بالغضب علي وجود جيش الاحتلال الانجليزي علي ضفاف قناة السويس الي جانب القصر الملكي الحاكم الذي كان يموج بالفساد والانحلال في ظل ملك ضعيف فاسد يتحكم في تصرفاته حاشية مليئة باللصوص وأعوان المستعمر وكبار رؤوس الاقطاع الذين يشبهون ما يسمي الآن برجال الأعمال وكان الشارع المصري يغلي بالغضب أولا علي الأحزاب السياسية المهترئة التي كانت تتداول السلطة فيما بينها عن طريق انتخابات مضحكة وهزلية وأفراد هذا الوضع المزري كانت الحركة الوطنية المصرية المتمثلة في التجمعات الطلابية والعمالية تخطو بثبات نحو التوحد حتي تكونت لجنة الطلبة والعمال في عام 1945 التي فوجئت بنكبة فلسطين التي تمخضت عن قيام ثكنة عسكرية في قلب الوطن العربي تحت اسم "دولة إسرائيل" وصدرت الأوامر للأنظمة العربية العميلة من المحيط للخليج باعلان الحرب علي ما يسمي بدولة اسرائيل وفعلا تسابقت الجيوش العربية نحو فلسطين لتحريرها من عصابات الصهاينة التي جاءت من كل حدب وصوب لتطرد شعبا من أرضه أو تقتلعه من جذوره بعد عدة مذابح بشعة كان أشهرها مذبحة دير ياسين ولم تستمر الحرب بين الجيوش العربية النظامية وبين عصابات الهجاناه وشتيرن وغيرهما سوي ايام معدودات أعلن بعدها ما يسمي بـ "مجلس الأمن" وقف القتال بين