عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصوروا


تصوروا
رأتك تغرد في روضها
وترنو لأستار شباكها
فمدت إليك أكف الوداد
وأطرقت تصغي لأشجانها

وسالت دموعك في حجرها
فلم تخف عنك عذاباتها
سقتك المواويل من خمرها
وشدو البلابل في أيكها
فما ارتاح همسك إلا لها
ولا غاب وجهك عن لحظها
ودار الزمان بنا.. وبها
فزادك قرباً لأحزانها
وأشعل قلبك بؤس الجموع
وأوجعك الجوع في ليلها
فما جعلتك السنون العجاف
تساوم لصاً علي حقها
ولا ضاع خطوك وسط الضباب
ولا خاب حدسك في وعدها
وبت تؤذن في ربعها
وتوقظ في الفجر حاراتها
وعشت تلملم أشواقها
وتسمو سمو مناراتها
وناديت ـ من جب ليل الجراح ـ
تعالوا نضيء مساراتها
تعالوا غداً.. سوف يأتي غد
ونقتلع الشوك من أرضها
تعالوا غداً.. سوف يأتي  غد
وينهمر الغيث في صيفها
تعالوا غداً.. وسوف يأتي غد
وتسخو الحقول بأقماحها
تعالوا غداً.. سوف يأتي غد
يتوج بالعدل ساحاتها
تعالوا غداً.. سوف يأتي غد
ونقتص من سارقي قوتها
تعالوا غداً.. سوف يأتي غد
ونرفع بالعلم راياتها
تعالوا غداً.. سوف يأتي غد
يجسد آيات قرآنها
تعالوا غداً.. سوف يأتي غد
يجمع شمل أناجيلها
تعالوا غداً.. سوف يأتي غد
وتحلو الحياة لأطفالها
تعالوا غداً.. سوف يأتي غد
وتعلو الزغاريد في عرسها
وحين تنادت حشود الشباب
وثارت براكين ثوارها
وباءت ـ بخزي القرون ـ القصور
وزلزلت الأرض من تحتها
وولي الطواغيت منها فراراً
وطاشت أكاذيب حراسها
رأتك تغرد بين الجموع
وتلثم أطراف أعلامها
وها أنت ذا ـ والثمانون عاماً
وحرثك غرسك في حقلها
توسد عرش الميادين ورداً
ينام..  ويصحو علي عهدها
تصوروا هذه القصيدة الجميلة مكتوبة في عيد ميلادي ومهداة من صديقي الرائع.
الشاعر عبدالفتاح الصبحي