الجنزوري سألني: مصر رايحة علي فين؟!
كان فيه زمان حاجة اسمها لعنة الفراعنة ودي كانت بتصيب أى عنصر غريب يهوب ناحية السادة الفراعنة واللعنة دي والعياذ بالله كانت احيانا بتقتل الموعود بيها ويبدو والعلم عند علام الغيوب ان اللعنة دي انتقلت من الاجداد الفراعنة إلي وزارة الداخلية في مصر المحروسة
وانا بلا فخر ظللت اعاني من هذه اللعنة علي مدي نصف قرن من الزمان أي طوال فترة حكم العسكر لمصر المحروسة ابتداءً بالرئيس جمال عبد الناصر وشهرته الزعيم الخالد ومرورا بالرئيس انور السادات وشهرته الرئيس المؤمن وانتهاء بالرئيس حسني مبارك وشهرته المخلوع افسد أو الفاسد المخلوع مش فارقة وأخيرا زي ما تقول «ربنا ريح العرايا من غسيل الصابون» وبطلوا يحبسوني، مش أبعد أنا بقي واكفي خيري شري؟ أبداً لأن اللي فيه داء ما بيسلاهوش وبعد ما أشرقت علي مصر المحروسة شمس ثورة 25 يناير المجيدة وما حدث بعدها من تلكؤ في تسليم السلطة للثوار اصبحت مشتتا بين قلبي الذي استولي عليه الثوار وعقلي الذي تتربع المحروسة بداخله بعشق زي اللي علي رأي صلاح جاهين فالثوار لا يريدون أن يبقي أي عنصر من عهد اللص الفاسد حسني مبارك المخلوع وفي ذات الوقف ليس لديهم البديل الذي يسير أمور الدولة وشئون الناس!!
وأذكر الآن أن الدكتور كمال الجنزوري صديقي الذي حضر لمجاملتي في فرح زينب بنتي واثناء جلوسي إلي جواره سألني:
- مصر رايحة علي فين؟
فأجبته علي الفور:
- مؤقتا رايحة علي كمال الجنزوري
لان هذا الاعتقاد كان يملؤني ولكنني لم أفاتح الثوار بشأنه ويشاء السميع العليم ان تتحقق نبوءتي وبأن الدكتور كمال الجنزوري علي رأس حكومة تصريف الأعمال بتكليف من المجلس الاعلي للقوات المسلحة ومع رفض الثوار للرجل كنت في سريرتي أدعو له بالتوفيق فهو علي أي حال اكثر خبرة من عصام شرف الذي حلف اليمين في الميدان وأنا واثق أنه كان صادقا في قسمه ولكن هذا ليس كافيا لادارة دولة بحجم مصر وجري ما جري وفوجئت كغيري بالجدية التي يعمل بها اللواء محمد يوسف وزير الداخلية لان مجرم الحرب حبيب العادلي خرب الداخلية تخريبا كاملاً وكان علي الرجل قبل أي شيء