وستبقي مصر مرفوعة الأعلام
حقا - يا سادة - مصر.. هي كنانة الله في أرضه، حقا - يا سادة - مصر هي أرض الخير والنماء، حقا - يا سادة - مصر هي بلد الأمن والأمان.. وستبقي مرفوعة الرأس.. مرفوعة الأعلام.. ولن تنكس أعلامها أبدا ... ويكفي أن الله تعالي قال لسيدنا يعقوب والد سيدنا يوسف عليهما السلام وأسرته وبنيه - رغم ما فعلوه بأخيهم من كيد وتآمر حسبما سجل القرآن الكريم (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
وعلي مر العصور والأزمان.. تعرضت مصر لاختبارات وأزمات وهجمات من قوي الشر والاحتلال، وكانت تخرج - دائما - بعد كل أزمة مرفوعة الرأس.. موفورة الكرامة، وما من أحد أراد النيل منها إلا وخرج منها مدحورا وقد رد الله تعالي كيده إلي نحره..
وها نحن - معاشر المصريين - .. وها نحن - معاشر الوفديين - نباهي ونفاخر بتاريخ حافل لمصر بالأمجاد وصور الجهاد العظيم للشعب المصري منذ ثورة 1919 التي قامت من أجل تحرير مصر من الاحتلال الأجنبي أو الوقوع تحت الوصاية أو فرض الامتيازات الأجنبية، وقد خرج من عباءة الثورة العظيمة حرب الوفد العريق العتيد.. فظل يناضل ويجاهد حتي استخلص حقوق الشعب المصري عبر عدة عقود من الزمان.. كان ختامها فترة الكفاح المسلح ضد المحتل الأجنبي في ظل حكومة الوفد برئاسة «النحاس باشا» عامي 1950/1952 والتي كانت فترة أعظم حكم ديمقراطي شهدته مصر، وقد سجل التاريخ صفحات من المجد والفخار للتضحيات المصرية وبطولة كتائب الفدائيين مما جعل الإمبراطورية البريطانية تسلم بحقوق الشعب المصري وتستعد للرحيل عن أرض مصر العزيزة، ولم يلبث أن تحقق الجلاء التام عن أرض مصر والذي كنا نهتف من أجله منذ الصبا ونحن تلاميذ المدارس «الجلاء التام.. أو الموت الزؤام».
ثم تمر السنوات والأيام فتبتلي مصر بالحكم الدكتاتوري سنوات.. وسنوات، فكانت الحقبة الناصرية.. ثم فترة حكم السادات.. ثم فترة حكم حسني مبارك الرئيس الذي خلعه الشعب المصري بعد فترة حكم دكتاتوري فاسد استمر ثلاثين عاما حتي قامت ثورة 25 يناير سنة 2011 التي أزاحت الدكتاتورية والفاسدين المفسدين ليسطو عليها بعد ذلك عصابات المتاجرين بالدين ولصوص الحكم تحت شعار كاذب ووهم وخيال وتضليل بزعم أنهم رجال الدين الذين سيحكمون طبقا للشريعة الإسلامية.. والإسلام منهم براء، فكانت ثورة 30 يونية ليسقط لصوص الحكم المتاجرون بالدين إلي غير رجعة - ويجري وضع دستور جديد وانتخاب رئيس جمهورية جديد
محام بالنقض
مساعد رئيس الحزب