مصر.. بلدنا جميعا
نموت.. نموت وتحيامصر، هتاف كان ينبعث من القلوب ونحن في سن الصبا - ونحن تلاميذ في المدارس المختلفة - وكان لهذا الهتاف مذاق خاص ومعني خاص لأن مصر هي أمنا العزيزة، وكنا نريد تحريرها من الاحتلال الانجليزي البغيض، وبعد أن تحررت كنا نحن معاشر الشباب نؤكد في كل مناسبة وطنية أو قومية أننا كنا - ومازلنا -
علي العهد نقاتل من أجل مصر ونفتديها بالنفس والنفيس حتي ابتلينا بهزيمة سنة 1967 التي كانت قاسية لأقصي درجة ولم يزل أثرها إلا بمعارك العاشر من رمضان سنة 1393 هـ الموافق السادس من أكتوبر سنة 1973 وكان النصر غاليا عزيزا والحمد لله رب العالمين، إلا أننا ابتلينا بعد ذلك بحكم الدكتاتور منذ عام 1981 حتي أزحاته ثورة 25 يناير 2011 العظيمة.. ثورة الشعب المصري كله علي الدكتاتورية وحكم الفاسدين والمفسدين في الأرض وها هم داخل السجون منهم من حكم عليه ومنهم من ينتظر.
وطوال هذه المراحل الوطنية الغالية لم نشعر بفرق أوتفرقة بين المسلم والمسيحي، ولعل هذا يرجع الي أنا معاشر الوفديين نتمسك بالوحدة الوطنية وشعارنا يتضمن الهلال وهو يعانق الصليب، ولم نفرق أبدا بسبب الدين، كما ان رصاص الأعداء أو المفصدين والطغاة لم يفرق بين مسلم وغيرمسلم، وكنا - ومازلنا - نعتز بالوحدة الوطنية فهي ركيزة أسياسية في سياسة الوفد - وإذا كان الإخوان المسلمون قد تعرضوا للقهر وتلقوا الضربات تلو الضربات طوال الحكم الدكتاتوري حتي إذا أزاحت الثورة تلك الغمة وتنفس الناس الصعداء برز الاخوان علي الساحة السياسية وقاموا بتشكيل حزب سياسي وقال قائلهم إننامع الدولة المدنية ونطالب مع سائر القوي السياسية بدستور جديد وحياة ديمقراطية وسياسية سليمة كاملة.. ورئيس منتخب انتخابا حرا نزيها وزاد علي ذلك أنهم لن يكون لهم مرشح للرئاسة ولن يرشحوا في الانتخابات البرلمانية في أكثر من 25٪ من الدوائر.. ومع كل ذلك كان هناك سعي منهم وغيرهم من القوي الي تشكيل ائتلاف مع عدد كثير من الأحزاب لمواجهة نظام الانتخاب بالقائمة، ومن الناس من تفاءل بهذا الائتلاف ومنهم من عارض بشدة ومع هذا قلنا ننتظر ما تسفر عنه التجربة حتي كانت جمعة لم الشمل وتوحيد الصفوف في مظاهرة ميدان التحرير وغيره من ميادين في مختلف مدن الجمهورية يوم الجمعة 29/7/2011 فكان ما كان حيث خرج الإسلاميون علي الإجماع الحزبي وذهبوا الي
والله علي ما نقول شهيد.
عضو الهيئة العليا للوفد