عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وهل ضاعت الأخلاق إلى هذا الحد؟

 

قديما.. قال الشاعر العربي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وقد تذكرت هذا البيت من الشعر عندما قرأت في صحيفة «الوفد» يوم الأحد 18-5 خبراً أزعجني وأحزنني أكثر وأكثر، يقول الخبر «إن عدداً من أولياء الأمور تهجموا على مدرسة بها لجنة من لجان امتحان الشهادة الاعدادية بكفر شكر قليوبية بقصد الاعتداء على المراقبين في اللجنة.. لأنهم منعوا التلاميذ الممتحنين من الغش..!! لأن الامتحان صعب، وقد استنجد أحد التلاميذ بوالده عن طريق التليفون المحمول فقام الأب بتجريد حملة من الآباء والأمهات والأقارب والأتباع واقتحموا المدرسة لتخويف وتهديد، بل الاعتداء على المراقبين من المدرسين لكي يتمكن التلاميذ الممتحنون من الغش الجماعي..!!!».
وكان لهذا الخبر السيئ وقع أليم وأثر محزن في نفسي، وأعتقد أن كل من قرأه شعر بنفس الأسى والحزن - على ما آل إليه أمر التعليم في بلادنا التي ظلت تعاني طوال سنوات الحكم الديكتاتوري من تجريف للأرض وما عليها من أبناء وأخلاق - وإن شئت يا أخي فقل إنها السنوات العجاف، فقد عانينا القحط في كل شىء مادياً ومعنوياً، ووصل الأمر الى انهيار الأخلاق في جيل بأكمله - إن لم يكن في أجيال عديدة - لأن الفترة المظلمة كانت لعدة عقود من الزمن.. فوا أسفاه.. وواحسرتاه.. وواحزناه وكرباه..؟؟!!
ورحت أتساءل: هل ذهبت الأخلاق إلى هذا الحد؟؟ وهل انهارت القيم والفضائل الى هذا الحد؟
فبعد أن كنا نحن جميعاً في الزمن الجميل السابق نتعلم في المدرسة العلم والأدب، وفي البيت نتعلم أيضاً ونتربى على العلم والأدب فتتكامل رسالة البيت مع رسالة المدرسة.
وأحمد الله تعالى أنني من جيل تربى على كل القيم والعلم والفضائل في البيت والمدرسة معا، حيث كنا نحمل كراسة على غلافها مبادئ العلم والأدب والخلق القويم والصفات الحميدة.. لكي يتذكر التلميذ في كل وقت أنه يجب أن يلتزم بكل ذلك بل ويقدم الأحسن فالأحسن دائما.. سواء كان في الشارع أو المدرسة أو المحلات العامة أو المواصلات العامة.. فالتلميذ يحمل عنواناً للتربية القويمة التي

تربى عليها في البيت وفي المدرسة.. وفارق شاسع بين مانراه اليوم وماكنا عليه بالأمس أو ما قبله.
فهل أصبح الغش في الامتحان أمراً مباحاً حتى يساعد أولياء الأمور الأبناء على تهديد المراقبين والغش بالقوة..؟؟ فأين القدوة وأين الأخلاق؟؟
ولعلي أذكر - وأذكر أبناء جيلي - أنه الى جوار كل ذلك كان كل مدرس يستبقي خمس دقائق في آخر الحصة لكي يتحدث عن القضايا الوطنية وطرد الاحتلال الأجنبي وبناء مجتمع مصري حر مستقل تسوده الأخلاق القويمة والصفات الحميدة.
ورحم الله آباءنا وأساتذتنا الذين علمونا سواء في البيت أو في المدرسة.. ثم الجامعة بعد ذلك - فقد كانوا فعلاً وبحق «نعم المعلم.. ونعم المربي».. وبذلك كنا نتباهى ونعتز باحترام الآباء والمعلمين والأساتذة حتى قالت الحكمة «من علمني حرفاً.. صرت له عبداً».
فهل نأمل أو نطمع بعد نجاح ثورة 25 يناير و30 يونيو في العصر الحديث أن تعود مصر سيرتها الأولى وأن يسترد المجتمع المصري ما كان عليه في سالف الأزمان من محبة ووئام وعلاقات الجوار الحسن واحترام ما تعلمناه من الآباء والأمهات المعلمين من قيم وأخلاق وفضائل.. ويأسف من هاجموا المدرسة أو اللجنة على فعلتهم الشنعاء لنستعيد القدوة الحسنة والمثل العليا.. وأرجو الله تعالى أن يحقق لنا ذلك أنه تعالى سميع مجيب وما كل ذلك على الله بعزيز.

محام بالنقض
وعضو الهيئة العليا للوفد