مصر.. أمانة في أعناقنا جميعا
حقا - يا معاشر المصريين - إن مصر هي الأم والأب والجد والجدة والعم والعمة.. فهي بالنسبة لنا كل شيء، ونحن - بغيرها لا قدر الله- لا شيء.
وإذا كنا قد عايشنا العصر الملكي.. ثم العصر الجمهوري.. وعانينا من كل ما فيهما من استبداد مدني أو عسكري لعدة عقود من الزمن.. فقد تحرك الشعب بكامل قواه من شباب وشيوخ وفتيات وسيدات علي اختلاف أعمارهم وأعمالهم.. فكانت ثورة 25 يناير سنة 2011 التي أطاحت بالدكتاتور وولده الذي كان يرتب الأمور لتوريثه وخلافته في السلطة، وكأن مصر كانت ضيعة أو عزبة مملوكة لهم، واستبشرنا خيرا بمستقبل جديد نضع فيه دستورا جديدا بأنفسنا ونري رئيسا مدنياً منتخبا انتخابا صحيحا تحت إشراف قضائي كامل وبرلمان وحكومة حرة تعرف مصلحة مصر وتخدم شعب مصر ما وسعها الجهد - إلا أن ثورة 25 يناير تعرضت لعملية خطف - أو سرقة - بتعبير أوضح حيث قفز من زعموا أنهم تيار الإسلام السياسي وأنهم حماة الوطن وبناة مستقبله.. ثم لم تلبث أن سقطت الأقنعة الزائفة وتكشف الأمر عن تآمرهم مع قوي خارجية عظمي وهي أمريكا حيث أغدقت عليهم الأموال وأمدتهم بالأسلحة من أجل تقسيم وبيع أجزاء عزيزة علينا من أرض مصر العزيزة الغالية فتدخلت العناية الإلهية لحماية مصر وشعبها من تلك المؤامرة الخبيثة الخسيسة - فلفظ شعب مصر تلك الفئة الخائنة العميلة التي تذرعت في تحايلها علي الناس لستر الجريمة وإخفائها تحت ستار من الدين - والدين منهم براء - فلا هم إخوان.. ولا هم بمسلمين.. بل هم عصابات القتل والإرهاب وتخريب مرافق الدولة - وهذا ما رأينا من قتل لرجال الأمن والمدنيين في مختلف أنحاء الوطن.. ثم تخريب مرافق الدولة من أقسام شرطة أو محاكم حتي مرفق السكة الحديد- وهو عصب الانتقال بين أنحاء الوطن لم يسلم من أذاهم وإجرامهم وإحراق العديد من الكنائس ودور العبادة - ولعل ثورة 30 يونية سنة 2013 التكميلية والتصحيحية قد أنقذت بنجاحها مستقبل مصر وشعبها من مصير مظلم.. فأزاحت - بفضل تعاون الشعب والجيش والشرطة - النظام الخائن العميل ووضعت علي رأس الدولة مستشارا وقاضيا كبيرا هو رئيس أعلي محكمة في مصر، وجاءت
وإذا كانت قد ظهرت مؤخرا تحركات الذين يدعون الوطنية الكاذبة وبدأت تستعمل سلاح الشائعات الكاذبة حول بعض رموز العمل الوطني فهي أمور مكشوفة ووسيلة فاشلة لاننا جميعا كمصريين - وإن اختلفت بعض اتجاهاتنا السياسية - نؤمن ونتمسك بأن مصر أمانة في أعناقنا جميعا - وسوف نحفظ الأمانة ونصونها ونفتديها بالنفس والنفيس .. حتي نصل بها إلي بر الأمان، ويري - ويري معنا العالم - أننا قادرون علي حمل الأمانة وأن مصر استعادت مكانتها وأمجادها وريادتها وقيادتها لدول المشرق العربي.
محام بالنقض
مساعد رئيس الحزب