رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

‮.. ‬بل هو مأتم الديمقراطية‮!‬

أرأيت جميع دول العالم‮.. ‬تجري‮ ‬فيها الانتخابات بواسطة حكومة محايدة‮ - ‬وحتي‮ ‬في‮ ‬دول العالم الثالث‮ ‬يجري‮ ‬تشكيل حكومة محايدة‮.. ‬أو مستقلة‮.. ‬أو ائتلافية لإجراء الانتخابات ضمانا للحياد والنزاهة والشفافية‮.. ‬ثم‮ .. ‬أرأيت‮ - ‬يا أخي‮ - ‬الانتخابات في‮ ‬بلدنا مصر العزيزة في‮ ‬هذا العهد‮.. ‬تجريها حكومة الحزب الوطني‮ ‬ليكون الحزب الوطني‮ ‬هو الخصم‮.. ‬وهو الحكم؟؟‮!! ‬وياللعجب‮.. ‬وكلما انتقدنا ذلك‮.. ‬قيل إنها الديمقراطية الحقيقية النابعة من صميم حياة الشعب المصري،‮ ‬وأن ذلك‮ ‬يشابه ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬أمريكا وانجلترا‮..‬؟‮! ‬ويالها من مكابرة‮ - ‬ثم زاد الأمر سوءا علي‮ ‬سوء‮ - ‬أو مما زاد الطين بلة‮ - ‬أن نري‮ ‬في‮ ‬هذه المرة نصف وزراء الحكومة‮ ‬يترشحون في‮ ‬دوائر عديدة‮.. ‬وهم وزراء السلطة الحاكمة،‮ ‬وهم‮ ‬يجلسون علي‮ ‬كراسي‮ ‬الوزارات،‮ ‬ويتمتعون بالسلطة الكاملة‮.. ‬ثم‮ ‬يخوضون المعركة الانتخابية ويستغلون سلطاتهم ويسخرون إمكانيات كل وزاراتهم لصالح موقفهم من المعركة‮.. ‬فهل هذا هو الحياد والنزاهة وتكافؤ الفرص بين مرشحي‮ ‬الأحزاب الأخري‮..‬؟؟‮!!‬

طبعا‮.. ‬ستكون الإجابة بالنفي‮.. ‬وطبعا كان أول خبر عن النتيجة هو نجاح جميع الوزراء‮.. ‬ثم‮ .. ‬كان‮ ‬يوم‮ ‬28‮ ‬نوفمبر سنة‮ ‬2010‮ ‬الذي‮ ‬شهد صورا عديدة من الجرائم والمآسي‮ ‬وجري‮ ‬فيه العديد من المصادمات مع بلطجية الحزب الوطني‮ ‬ومرشحيه وباقي‮ ‬أنصار المرشحين علي‮ ‬اختلاف انتماءاتهم الحزبية أو المستقلين‮ - ‬وسقط عدد من القتلي‮ ‬في‮ ‬بعض المحافظات،‮ ‬وانتقل العشرات‮ - ‬إن لم‮ ‬يكن المئات‮ - ‬إلي‮ ‬المستشفيات،‮ ‬وجري‮ ‬التزوير الفاضح الذي‮ ‬شهد به الكافة‮.. ‬حتي‮ ‬أن أحد المستشارين الأجلاء شاهد بنفسه في‮ ‬محافظة الجيزة التزوير،‮ ‬وصورت أجهزة الإعلام من صحافة وتليفزيون صور الرشاوي‮ ‬الانتخابية وحملة الهراوات والعصي‮ ‬الغليظة وحملة المطاوي‮ ‬والسنج والجنازير‮.. ‬وغيرها،‮ ‬ثم‮ ‬يأتي‮ ‬صوت اللجنة العليا للانتخابات قائلا‮: ‬إن هناك بعض التجاوزات البسيطة‮...!!! ‬وياللحسرة‮.. ‬كل هذه المشاهد والتجاوزات الصارخة والجرائم البشعة والقتلي‮ ‬والمصابين ليقول المتحدث بلسان اللجنة انها بعض التجاوزات‮.. ‬ويقول بلسان الحزب الوطني‮ ‬انه‮ »‬يوم عرس ديمقراطي‮«..!! ‬ويالها من مكابرة‮.. ‬وتحد للناس واستخفاف بالرأي‮ ‬العام‮ - ‬لأن الحقيقة المرة تشهد بأنه‮ »‬يوم مذبحة الديمقراطية‮«.. ‬أو‮ »‬يوم محزنة الديمقراطية‮«.. ‬أو‮ »‬يوم مأتم الديمقراطية‮«.. ‬أو‮ »‬يوم قتل وسرقة إرادة الشعب المصري‮«.. ‬

وإذا كان هناك إجماع من أجهزة الإعلام والصحافة ورجال السياسة ورؤساء الأحزاب‮ - ‬فيما عدا الحزب المسمي‮ ‬بالوطني‮ ‬غير الديمقراطي‮ - ‬علي‮ ‬ما جري‮ ‬من جرائم وتزوير علني‮ - ‬فقد كان من الانصاف ان‮ ‬يعترف كل مسئول بذلك،‮ ‬لا داعي‮ ‬للمداهنة أو نفاق الحاكم،‮ ‬ولا داعي‮ ‬للحديث عن وعد النزاهة أو قيم النزاهة‮.. ‬لأن النزاهة ماتت علي‮ ‬أيدي‮ ‬السلطة

والبلطجية التي‮ ‬استعانت بهم،‮ ‬ولا داعي‮ ‬للمغالطة أو المكابرة أو المتاجرة بالباطل‮.. ‬فالحق والحقيقة ظاهران للعيان،‮ ‬وقد شهد الجميع بأنه‮ ‬يوم حزين علي‮ ‬حال مصر وما آلت إليه علي‮ ‬يد تلك الحكومة التي‮ ‬جاءت منذ الصباح الباكر في‮ ‬اليوم التالي‮ ‬لتعلن عن نجاح جميع الوزراء المرشحين‮.. ‬وكأنها تتفاخر بالجرائم التي‮ ‬جرت وتتشفي‮ ‬في‮ ‬أحزاب المعارضة والمستقلين،‮ ‬وتعلن استئثارها بجميع مقاعد المجلس التشريعي‮ - ‬إلا عدداً‮ ‬محدوداً‮ ‬لا‮ ‬يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة‮..!! ‬وكأن الناس جميعا في‮ ‬واد‮.. ‬والحكومة وحزبها في‮ ‬واد آخر‮.‬

فماذا‮ ‬يقول هؤلاء أمام شهادة التاريخ وشهادة الملايين من أبناء مصر‮ - ‬ومحاضر تساقط القتلي‮ ‬والمصابين،‮ ‬وجرائم التزوير وسرقة أصوات الناخبين مع قلة نسبة الحضور التي‮ ‬ساعدتهم علي‮ ‬تسويد الأوراق وسرقة الأصوات بالغش والتزوير‮..‬؟؟‮!!‬

حقا‮.. ‬إنه مأتم الديمقراطية‮ .. ‬ومذبحة الحرية في‮ ‬مطبخ السلطة وفي‮ ‬حماية الأمن المركزي‮ ‬وعتاولة البلطجية والمسلحين‮.‬

فماذا نقول للمكابرين والمعاندين للشعب الذي‮ ‬رأي‮ ‬بنفسه ان الخصم هو الحكم‮.. ‬فمال الميزان وذهبت العدالة وحزن الناس‮.. ‬ولكن فرحت الحكومة التي‮ ‬سجل لها التاريخ عارا أبديا وجرما‮ ‬يحرمه ويعاقب عليه الشرع والدستور والقانون وهذا ما جعل‮ »‬حزب الوفد‮« ‬يأسي‮ ‬ويحزن علي‮ ‬ما حدث من جرائم ويعلن انسحابه من الانتخابات المزورة‮ - ‬وهو أقل احتجاج علي‮ ‬تلك الجرائم النكراء‮.. ‬وسوف‮ ‬يسقط المجلس التشريعي‮ ‬بأحكام القضاء العديدة وحكم التاريخ الذي‮ ‬تبرأ من تلك الجرائم،‮ ‬ويبقي‮ »‬الوفد‮« ‬موفور الكرامة‮.. ‬مرفوع الرأس‮ ‬ينحاز الي‮ ‬حقوق الشعب وثوابت الوفد التاريخية‮ - ‬ولا‮ ‬يشارك في‮ ‬جرم أو اعتداء علي‮ ‬حقوق الأمة التي‮ ‬قال عنها السادة أشاوس الحزب الحاكم انها تجاوزات‮..!! ‬وهو قول مرفوض ووصف مرفوض‮ .. ‬ولكم الويل علي‮ ‬ما تصفون‮«..‬

------

محام بالنقض

وعضو الهيئة العليا للوفد