رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الديمقراطية الأمريكية في مهب الريح

للكاتب الأمريكي الشهير جيم كيروان موقع ضخم علي الإنترنت يحتوي علي مئات بل آلاف المقالات خصص الكثير جدا منها للدفاع عن الحرية في بلده أمريكا، وكشف الزيف الذي يحاول به الإعلام المشبوه تغييب وعي الشعب الأمريكي. وما يتعرض له من أكاذيب تنشرها عصابات الضغط السياسي

وعلي رأسها المنظمات الصهيونية التي تتصدرها منظمة إيباك الشهيرة. ويتمتع كيروان بشجاعة نادرة حيث يقيم في مدينة نيويورك معقل الصهيونية العالمية ومع ذلك لا يتورع عن كشف أكاذيب الصهيونية وعلي رأسها أسطورة المحرقة اليهودية التي زعمت الصهيونية أن هتلر أباد فيها ستة ملايين يهودي - ونجحت الصهيونية لكثرة ترديد هذه الأكذوبة في أن أصبحت حقيقة لا تناقش في دول الغرب. وبقرة مقدسة يذبحون لها القرابين لدرجة أن عدة دول غربية عدلت قوانين العقوبات فيها بجعل محاولة تكذيب المحرقة أو حتي عدد الستة ملايين المزعوم فناؤهم فيها جريمة يعاقب عليها القانون. فعلت دول أوروبا معقل الليبرالية ومسقط رأس المعايير المزدوجة ذلك بالمخالفة الصارخة لحق المواطن في البحث العلمي ومناقشة أي واقعة تاريخية مهما أحاطت بها الدعاية الملونة من أكاذيب.

وقد سبق لنا أن نشرنا في الوفد بتاريخ 6/11/2009 نقلا عن جيم كيروان الأدلة القاطعة التي ساقها لتنفيذ أكذوبة المحرقة- ولمن شاء أن يرجع للمقال المذكور.

وننشر في هذا المقال مقتطفات من مقال كيروان المؤرخ 3/6/2009 تحت عنوان «الحرية تحت النار» والذي يشرح فيه كيف تعبث عصابات الضغط السياسي وعلي رأسها إيباك بحرية المواطن الأمريكي بمساعدة كاملة من عصابة النخبة السياسية الحاكمة لما بينهما من مصالح مشتركة.

يقول كيروان إن الحرية كما وصفها الدستور الأمريكي قد تعرضت لإطلاق النار عليها منذ حولت ثورة الرئيس السابق ريجان حق الحرية الفردية للمواطن الأمريكي وحقه في تحدي حكومته إلي شىء انتهي عمره الافتراضي وأصبح بلا معني وسقط معه العدل.

فحرية الأمريكيين تتعرض الآن لإطلاق النار عليها من مجموعتين أجنبيتين بحيث لو نجحتا في مسعاهما بمساعدة تواطؤ أعضاء الكونجرس فسيعني ذلك نهاية الحرية التي ظن الأمريكيون أنهم يتمتعون بها.

والمجموعة الأولي هي لجنة العمل السياسي الأمريكي الإسرائيلي الشهير باسم إيباك AIPAC. فهي تسيطر تماما علي قرارات الكونجرس والحكومة بصفة عامة- مما مكن إيباك من سياسة أمريكا القومية والسيطرة عليها إلي حد كبير جدا. مما لا يصب في مصلحة أمريكا. فرئيس موظفي أوباما بالبيت الأبيض إسرائيلي/ أمريكي وليس أمريكياً/ إسرائيلياً. وهذا يوضح أين يكمن ولاء من يتشدقون بميزة الجنسية المزدوجة.

لا يجب أبدا أن يكون شخصاً غير أمريكي صاحب حق في اتخاذ القرارات الأمريكية وليس هذا تمييزا ضد الأجانب. ولكن للتأكد من أن الحكومة الأمريكية تمثل المواطنين الأمريكيين أولا. فالأمريكيون يحتاجون لكل مساعدة اقتصادية حاليا. فلماذا تذهب أموال أمريكية ضخمة إلي دولة إسرائيل التي لم يكتمل بناؤها بعد؟!! وإلي أي مدي يقف نفوذ إيباك غير المشروع وراء هذه القرارات؟ ولماذا يلتف عدد كبير في مستوي وزاري وبين كبار موظفي البيت الأبيض بإدارة أوباما من ذوي الولاء لحكومة أجنبية حول إدارة أوباما؟

أهذا هو سبب أن كل المرشحين الأمريكيين للمناصب السياسية العليا في الحكومة عليهم الانحناء لإيباك إذا كانوا يريدون أن ينجحوا في الانتخاب؟ فالسيدة بيكوسي رئيسة الكونجرس السابقة وهيلاري كلينتون وأوباما وتشيني وبوش وكثير جدا غيرهم يحضرون اجتماعات إيباك المذاعة تليفزيونيا لتجديد إعلان التزامهم «بأمن إسرائيل أولاً». وهذه المظاهرة العلنية تقف بلا شك وراء صدور القوانين المريبة مثل «القانون الوطني الأمريكي» وقانون بطاقة الهوية. وقوانين الجرائم الفكرية.

ينص القانون علي أن كل المنظمات التي تمثل دولا أجنبية عليها تسجيل نفسها لدي وزارة الخارجية الأمريكية باستثناء المنظمات الإسرائيلية. ولذلك فإذا سجلت إيباك نفسها كمنظمة تابعة لدولة أجنبية - كما هو الواقع فعلا - فإن ما تدفعه من تبرعات لأعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ ولأي مرشح لمنصب قومي يكون تبرعا غير مشروع مثل أي تبرع تدفعه منظمة صينية أو روسية أو أي منظمة أجنبية أخري بهدف التأثير في الحياة السياسية الأمريكية. إلا إسرائيل فهي وحدها المستثناة من هذه القوانين!!!

ويأتي التهديد الثاني لحرية الأمريكيين مما يسمي بعض مقاومة التشهير التي هي منظمة تقف علي حافة العنصرية وليست منظمة دفاع ضد السياسات العنصرية. فرئيس هذه المنظمة ألان بوتاس قد أعلن الحرب الصريحة ضد حرية التعبير. فالقانون الذي أقره الكونجرس

الشهر الماضي يعطي السلطات المحلية الأدوات والتدريب والموارد للتحقيق في الجرائم التي دافعها التحيز وتقديمها للمحاكمة. فمثل وقائع الإرهاب فإن جرائم التحريض علي الكراهية يمكن أن تبث الخوف في المجتمع كله. وقد أقر الكونجرس قانون جرائم الكراهية وأرسله لمجلس الشيوخ لإقراره. وتقف عصبية مقاومة التشهير وراء هذا القانون. وتعلن صراحة علي موقعها علي الإنترنت أن هدفها إيقاف التشهير بالشعب اليهودي وضمان العدالة للجميع. ورغم هذا الشعار البراق فقد كتلت العصبية هجومها علي كل من يعارض أجندتها السياسية عارضت حرية التعبير واتهمت البروفسور جون ميرسهايمر بالعداء للسامية عن كتابه الذي ينتقد فيه اللوبي الإسرائيلي. وهاجمت الرئيس الأسبق جيمي كارتر عن كتابه: «فلسطين: سلام وليس دولة عنصرية».

تزعم العصبية أنها تحارب التشهير بالشعب اليهودي- ولكنها تسىء إسادة كبري لليهود الأمريكيين الذين يؤمنون بحرية التعبير عندما تزعم أنها تتحدث باسمهم. نشأت هذه العصبية لمنع الناس من البحث المشروع في الوقائع التاريخية التي تمس اليهود قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية. ومن أكبر اهتماماتها الآن «حماية» ما تسميه حقائق الوقائع التي ارتكبها النازيون ضد اليهود. والإصرار علي أعداد من قتلوا من اليهود دون الاكتراث بالحقائق وبأن النازيين قد قتلوا من باقي البشر أضعاف من ماتوا من اليهود خلال الحرب.

ورغم أن التاريخ «يكتبه المنتصرون» كما قال تشرشل: فإنه ليس ملكية خاصة لأي شعب أو أمة - فسجل الأحداث في جميع الأحوال له تأثير مباشر علي نظرة الناس اليوم للحقيقة الواقعية في الماضي وأثر ذلك علي المستقبل. ولمدة طويلة جدا حاول الصهيونيون في إسرائيل أن يملوا علي الناس ما يجب عليهم أن يفكروا فيه أو يكتبوا عنه عندما يتعلق الأمر بأحداث الماضي. وينطبق نفس الشىء علي ما يزعمه الصهيونيون بأنهم يتمتعون بوضع خاص لأنهم تعرضوا لما يسمونه المحرقة علي يد هتلر. الكثير جداً من الشعوب تعرضوا لما تعرض له اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. ولكن هذه الشعوب لم تستطع منع أي باحث في التاريخ من تحري حقيقة ما حدث لهم. الصهيونيون في إسرائيل وحدهم هم أصحاب الحق في منع الناس من التحقيق في تاريخهم أو معارضة أي واقعة يعلنها الصهيونيون عن أرقام ضحاياهم.

تحضرنا في هذا المجال وقائع تاريخ القبائل الأمريكية العديدة التي أبادها الأوروبيون أو كادوا عندما غزوا أمريكا وبدأوا في استيطانها. فأرقام قتلاهم ومن طردوا من أرضهم قد بذل المستعمرون الأوروبيون جهودا خارقة لمحوها من التاريخ. وطمس حقائق الأهوال التي تعرضوا لها علي مدي أربعة قرون من الاستيطان الأوروبي لأمريكا إن ما تحتاجه في أمريكا هو وضع حد لحملة الكراهية التي تشنها عصبية مقاومة التشهير.

ونكتفي بهذا القدر من مقال الكاتب الشجاع جيم كيروان. وندعو القارئ للاطلاع علي موقعه في الإنترنت ليري الآلاف المؤلفة من الفظائع التي تحدث داخل أمريكا زعيمة «العالم الحر».

نائب رئيس حزب الوفد