عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجحيم الزاحف وكيف نتجنبه «1»


العنوان المذكور ليس من اختيارنا بل اختاره الكاتب الإيطالى الأصل تونى كارتالوتش لبحث المطول المنشور بتاريخ 6 مارس على موقع إنفورميشن كليرنج هاوس يشرح فيه المؤامرة الأمريكية الإجرامية على المنطقة وأهدافها. وكيف يمكن للعرب إيقافها وإفساد مضمونها قولاً عن الكاتب اليهودى الأشهر سيمور هيرشن فى مقال مطول له عام 2007 فى جريدة النيويوركر، أما لماذا ينصح هيرشن العرب بالخطر المخيم  عليهم فقد تتعدد أسبابه بين صحوة الضمير أو الصرع  مع غيره من كتّاب اليمين الأمريكى المتطرفين، ونحن نفضل افتراض حسن النية ونقول إن العبرة بما يقال وليس بمن يقول.

يقول كارتالوتش إن مصالح الاحتكارات المالية التى تسير السياسة الخارجية الأمريكية كانت منذ وقت طويل تتآمر لاستخدام تنظيم القاعدة وغيره من القوى الطائفية المتطرفة لخلق قوة مرتزقة عربية تحارب بها أمريكا أعداءها، وقد حذرها عام 2007 الصحفى الأشهر سيمورهيرشن عن طريق إفشاء مستندات دامغة على مدى السنوات الأربع التالية تتكشف الآن حققتها أمام العالم خاصة بالمؤامرة الإجرامية ضد سلام العالم وتراها الإنسانية أمامها واضحة بشعة التفاصيل ان المصالح الخاصة فى أمريكا المرتبطة بالحرب ومعها حلفاؤها فى المؤامرة تنوى إشعال حرب عبر العالم كله ليس فقط فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بل تشمل أيضاً روسيا والصين وما وراءها، انها تهدد أرواح وسلام وازدهار كل من يعيش فى الدنيا، وما لم يتم كشف هذا المخطط الإجرامى والمصالح الخاصة التى تحركه وايقاف شروره وسحقه عن طريق الإنسانية فلن يفلت أحد من الأيام السوداء التى تنتظرنا حتماً فى المستقبل.
التحذير الذى لم يلتفت إليه أحد:
كان ذلك فى عام 2007 فى جريدة نيويورك عندما نشر الصحفى الشهير سيمورهيرشن مقاله المطول التنبؤ بعنوان: «تحول الاتجاه هو السياسة الجديدة للحكومة الأمريكية التى تفيد أعداءنا فى الحرب على الإرهاب»، ففى هذه السياسة تكشف دور واشنطن والرياض وتل أبيب فى مؤامرة إجرامية لاستخدام متطرفين طائفيين فى حرب بالوكالة ضد إيران وحلفائها فى سوريا ولبنان، فالنزاع القادم سيكون كارثياً. وقد تضمن تقرير هيرش حرفياً «انه لزعزعة إيران ذات الأغلبية الساحقة الشيعية قررت حكومة بوش فى الواقع إعادة ترتيب أولوياتها فى الشرق  الأوسط، ففى لبنان تعاونت حكومة بوش مع السعودية السنية فى عمليات سرية هدفها إضعاف حزب الله الشيعى الذى تسانده إيران، كما اشتركت أمريكا فى عمليات سرية ضد إيران وحليفتها سوريا، وكانت احدى نتائج هذه العمليات تقوية جماعات السنة المتطرفة التى تعتنق الرؤية العدوانية للإسلام وتعادى أمريكا وتتعاطف مع تنظيم القاعدة».
ولأن المؤامرة قد انكشفت خلال وجود حكومة جورج بوش فى السلطة ومحاولاتها خلق تيار يتزايد ضوح تدعيمه لتنظيم القاعدة وما يسمى بالدولة الإسلامية. ووصف ذلك بالخطأ أو حتى الخيانة من جانب حكومة أوباما فكل ذلك تلاعب سياسى، فمن الواضح أن الاتجاه الجديد فى السياسة الأمريكية واستمراره عبر إدارتين مختلفتين تماماً حزبياً يقطع بأنه استمرار لنفس الأجندة. وبينما يتظاهر اليمين الأمريكى خاصة بالغضب والشك فى علاقات حكومة أوباما وتدعيمها للتنظيمات الطائفية المتطرفة وضمنها الإخوان المسلمين وجماعات أرى ذات صلة مباشرة بتنظيم القاعدة، فقد افتضح فى تقرير هيرشن عام 2007 أن حكومة بوش هى التى بدأت فى الواقع مساندة هذه الجماعات، واستمر أوباما على نفس سياسة سلفه، وقد تضمن تقرير  هيرشن الفقرة التالية:
«هناك دلائل على أن التحول فى اتجاه سياسة الإدارة الأمريكية قد أفاد الإخوان المسلمين، أما جبهة الإنقاذ الوطنى السورية فمكونه جماعات معارضة أهم فصائلها هى تلك الى يتزعمها عبدالحليم خدام نائب الرئيس السورى سابقاً الذى انفصل عنه عام 2005، وكذا جماعة الإخوان المسلمين السورية، وقد أخطرنى مسئول كبير سابق فى المخابرات الأمريكية CIA أن أمريكا قد زودت هذين الفصيلين بالتأييد السياسى والمادى، ويتخذ السعوديون زمام المبادرة فى هذا التأييد المادى هما.
ولكن هناك دوراً أمريكياً فى العملية، وأضاف مسئول المخابرات إلى أن

عبدالحليم خدام الذى يعيش حالياً فى باريس يتلقى أموالاً من السعودية والبيت الأبيض فى واشنطن يعرف ذلك. وفى عام 2005 قام ود من جبهة الإنقاذ الوطنى السورى بمقابلة مسئولين فى مجلس الأمن القومى الأمريكى، وقال لى مسئول سابق فى البيت الأبيض إن السعوديين قد زودوا أعضاء جبهة الإنقاذ هذه بجوازات سفر.
وقد صرح وليد جمبلاط بأنه قد تفهم أن الموضوع كان حساساً جداً للبيت الأبيض. وأنه قال لتشينى نائب الرئيس الأمريكى إن بعض الناس فى العالم العربى خاصة المصريين الذين تقوم قيادتهم السنية المعتدلة حالياً بمحاربة الإخوان المسلمين منذ عقود عديدة لن يسرها أن تساعد أمريكا الإخوان المسلمين، ولكن إذا لم تهاجم أمريكا سوريا فسيكون اللبنانيون وجهاً لوجه مع حزب الله فى حرب طويلة قد يكسبها حزب الله. ويظهر هذا التدعيم الأمريكى للإخوان المسلمين واضحاً فى كل من مصر وسوريا. حيث يقوم تنظيم الإخوان المسلمين وكتائبه المسلحة كأساس لعدم الاستقرار والعنف الذى يتم تحت غطاء من عمليات تخريب تديرها أمريكا تحت مسمى «الربيع العربى»، وفى مصر نجح الإخوان المسلمون وقتياً فى الوصول للسلطة، أما فى سوريا فقد فجر الإخوان المسلمون العنف الذى وصل الى حد الحرب الأهلية طويلة المدى، وربما يكون أهم تحذير ورد فى تقرير هيرشن كان ما جاء على لسان مسئول سابق بالمخابرات الأمريكية فى لبنان... يذكر التقرير:
روبرت باير مسئول مخابرات أمريكى سابق فى لنان لسنين طويلة كان أحد أشد الناقدين لحزب الله، وقد حذر من علاقات هذا الحزب بإيران والإرهاب الذى تسانده ولكن الآن يقول إن هناك سنيين عرباً يعدون الآن لكارثة عسكرية وستحتاج أمريكا لإيجاد من يحمى المسيحيين فى لبنان، لقد اعتادت فرنسا على أن تكون هى وأمريكا من يحمى المسيحيين فى لبنان، والآن سيكون على حسن نصر الله والشيعة حمايتهم.
وهذا بالضبط ما يتكشف عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حرب كارثية يشعلها متطرفون ضد مجموعات الإقليات فى كل المنطقة، ولا يدافع عن الأقليات سوى سوريا وايران وحزب الله بينما تقوم امريكا وحلفاؤها بعمل المستحيل لمنع سوريا وايران وحزب الله من حماية الأقليات، من الواضح ان امريكا وفرنسا لا تستطيعان استئناف دورهما فى حماية الأقليات فى المنطقة حيث إنهما قد وضعا كل ثقلهما وراء داعش وتنظيم القاعدة كما يتضح الآن ، كما تنبأ هيرشن فى تقريره عام 2007.
ونقف عند هذه الفقرة من عرض هيرشن لنستطرد فى الحلقة التالية باقى التقرير تحت عنوان فرعى هو: «داعش هو تنظم القاعدة، وأمريكا تساند كليهما».


نائب رئيس حزب الوفد