عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاقتصاد الإسرائيلى والجريمة المنظمة

كشف الكاتب الإسرائيلى الشجاع جيلاد أتزمون على موقعه فى الإنترنت النقاب عن حقيقة الاقتصاد الإسرائيلى فى مقال مذهل تضمن كل ما ترتكبه إسرائيل من جرائم اقتصادية بما فيها الاتجار فى الأعضاء البشرية لغير اليهود، وننقل هذا المقال المذهل الصادم للأحاسيس البشرية للقارئ كما جاء حرفياً.

يقول أتزمون إننا نعلم من الصحف والمحللين السياسيين أنه خلافاً لكل التوقعات ورغم الدوامة الاقتصادية العالمية فإن اقتصاد إسرائيل يزداد انتعاشاً ويقول البعض إن الاقتصاد الإسرائيلى أحد أقوى الاقتصادات فى العالم.

فكيف حدث ذلك؟ ربما نتساءل أنه بجانب البرتقال والأفوكادو وبعض منتجات البحر الميت فلم ير أحد منا أى منتج إسرائيلى فى المحال حول العالم، فإسرائيل لا تنتج سيارات ولا أجهزة كهربائية أو بضائع استهلاكية، تدعى إسرائيل أنها متقدمة فى التقنية العالية المتطورة وفى الأرض التى اغتصبها من الفلسطينيين لم يكتشف الإسرائيليون بعد نفطاً أو معادن ثمينة.

فماذا وراء انتعاش إسرائيل الذى أنقذها من الكارثة المالية العالمية؟ كيف تكون إسرائيل بهذا الثراء؟

كما تقول صحيفة «الجارديان» البريطانية فإن ثراء إسرائيل يعود إلى أنه بين سبعة عمالقة اقتصاديين يسيطرون على 50٪ من الاقتصاد الروسى يوجد ستة من اليهود، وخلال الحقيقتين الأخيرتين حصل الكثير من حيتان الاقتصاد الروس على الجنسية الإسرائيلية وأمنوا نقودهم الملوثة بالاستثمار فى صناعة الأغذية الكوثر (أى المطابقة للشريعة اليهودية)، وقد كشفت وثائق ويكيليكس مؤخراً أن مصادر فى البوليس الإسرائيلى تقدم أن عصابات الجريمة المنظمة أى المافيا الروسية قد قامت بغسيل ما يقدر بعشرة مليارات دولار فى الاقتصاد الإسرائيلى، فالاقتصاد الإسرائيلى منتعش لأن كبار اللصوص أمثال برنيمادوف قد حولوا أموالهم عن طريق الصهيونيين والمؤسسات الإسرائيلين على مدى عدة حقبات!

إن إسرائيل منتعشة لأنها أكبر تاجر فى الماس الدموى، وهى رابع أكبر تاجر فى الماس الدموى، وهى رابع أكبر دولة فى تجارة السلاح فى العالم، ومن الواضح أن الماس الدموى والسلاح عاملان متلازمان فى الانتعاش الاقتصادى الإسرائيلى، وتنتعش إسرائيل كذلك نتيجة اتجارها فى الأعضاء البشرية التى تضبط متلبسة بجرائمها بين الحين والآخر، باختصار فإن إسرائيل أكثر انتعاشاً من كثير من الدول لأنها تدير أحد أقذر الاقتصادات غير الأخلاقية فى العالم، ورغم وعد الصهوينيين عند إنشاء دولتهم بإقامتها على أسس أخلاقية فقد نجحوا فى تطوير مستوى مذهل من انعدام الشرعية الدولية بطريقة مؤسسية ضد كل القيم العالمية فالدولة تعمل كسوق آمن للمال المكتسب من أكثر الأنشطة الإجرامية فى العالم، ولديها جيش من أقوى جيوش العالم لحماية ثروات عدد قليل من أغنى أغنياء اليهود فى العالم، ويبدو أن إسرائيل تتحول تدريجياً إلى جنة لغسيل أموال اليهود الأغنياء واللصوص وتجار السلاح وتجار الأعضاء البشرية والجريمة المنظمة والمآسى الدموية، ويشرح هذا الوضع بدقة تامة لماذا لا توجد أى مساواة اجتماعية إطلاقاً داخل إسرائيل، أما عن فقراء إسرائيل، وحيث إن إسرائيل تصف نفسها كدولة يهودية، فقد كان الإنسان يتوقع أن يكون اليهود أول من ينعم بمزايا الانتعاش الاقتصادى لبلدهم، ولكن لا يبدو أن هذا هو الحال إطلاقاً، فرغم قوة الاقتصاد الإسرائيلى فإن سجل إسرائيل فى العدالة الاجتماعية مقزز، ففى الدولة اليهودية تسيطر 18 أسرة على 60٪ من الشركات والملكية، فالدولة اليهودية غاية فى القسوة على فقرائها، فمن حيث الفجوة بين الفقراء والأغنياء تقف إسرائيل على رأس دول العالم.

ومعنى كل ذلك مدمر للغاية، فرغم أن إسرائيل تدار كدولة عنصرية لليهود بطريقة قبلية فهى تثبت أنها مهملة إلى درجة مذهلة تجاه قبيلتها نفسها، فالواقع أنه فى الدولة اليهودية يقوم عدة ملايين من اليهود نجد من أكثر المصالح ظلاماً، وتنعم مجموعة صغيرة جداً من الأشرار الأغنياء بثمار الانتعاش الاقتصادى، وهناك معنى أكثر عمقاً وتدميراً فى كل هذه الصورة، فإذا كانت قراءتى للاقتصاد الإسرائيلى صحيحة، وإسرائيل فى الواقع جنة لشياطين المال الملوث، فإن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى يكون على الأقل من وجهة نظر النخبة اليهودية مجرد ستار من الدخان.

أتمنى أن يسامحنى قرائى وأصدقائى على ما أقول، وأن أسامح نفسى على قوله ولكن يبدو لى أن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، والجرائم الهائلة

التى ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين تحول فى الواقع الأنظار عن تواطؤ إسرائيل فى بعض الجرائم الهائلة التى ترتكبها إسرائيل ضد شعوب عديدة فى العالم فبدلاً من محاولة تحجيم الرغبات الشريرة فى نهب ثروات الدول المختلفة فإننا نركز على نزاع إقليمى واحد، وهذا فى الواقع يلقى الضوء على مجرد جانب واحد من الإجرام المدمر فى المشروع القومى اليهودى.

من المحتمل جداً أن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين لا تدرك الدورالمخادع الذى يلعبه الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، فالإسرائيليون قد تم غسيل أدمغتهم بحيث لا ينظرون إلى أى واقعة إلا من وجهة نظر أمنهم القومى، ولا يدركون أنه إلى جانب العسكرة العنيفة لمجتمعهم فقد تحولت دولتهم اليهودية إلى جنة لغسيل الأموال القذرة وملاذ للأشرار من كل أنحاء العالم، ولكن هناك بعض الأخبار السيئة لإسرائيل ونخبتها الفاسدة فالأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يبدأ الروس والأمريكيون والأفارقة والأوروبيون وكل الإنسانية فى فهم حقيقة إسرائيل، مسألة وقت قبل أن يدرك الجميع أننا كلنا فلسطينيون وأننا نواجه نفس العدو وأريد أن أنقل الموضوع خطوة أخرى فأتصور أنه من الممكن أنه قبل مضى وقت طويل سيدرك بعض اليهود والإسرائيليين المحرومين مدى الخداع الذى تنطوى عليه إسرائيل والصهيونية فى الواقع.

ولمزيد من المعلومات عن العلاقات السرية بين الجريمة العالمية المنظمة مثل المافيا وبين حزب الليكود وغيره من أحزاب إسرائيل السياسة الرئيسية على القارئ متابعة ما تنشره الوثائق السرية مثل ويكيليكس بين الحين والآخر، ومن الشائعات القوية أن شركة ليهمان براذرز الأمريكية العالمية قامت قبل انهيارها وإفلاسها بتحويل أربعمائة مليار دولار سراً إلى بنوك إسرائيل ولست فى وضع يمكننى من تأكيد هذه الشائعات، ولكنى أقترح بشدة أنه من الأمور العاجلة أن تحقق الجهات المسئولة فى مدى صحة هذه الشائعات وإلى هنا ينتهى هذا التقرير المذهل عن حقيقة إسرائيل التى كان مبارك حليفها الاستراتيجى قبل سقوطه، والتى أحدث سقوطه دوياً كارثياً لها، وكاتب هذا التقرير ليس مجرد إسرائيلى عادى بل أحد أشهر الموسيقيين فى أوروبا لموسيقى الجاز من لاعبى آلة الساكسوفون، وقد ولد جيلاد أتزمون فى إسرائيل وخدم فى الجيش الإسرائيلى، ولكن بعد إطلاعه أدرك حقيقة إسرائيل التى حمل السلاح دفاعاً عنها يوماً ما، وأبى ضميره الحى أن يستمر فى العيش فى هذا الوكر الموبوء فهاجر إلى لندن التى يعيش فيها حالياً وقد ألف أتزمون روايتين هما: «دليل المحتار» و«حبى الأوحد»، ويتمتع بشجاعة فائقة جعلته لا يأبه لكل التهديد الذى يوجهه له الموساد والدوائإ الصهيونية.

وبعد هذه الشهادة الحية عن حقيقة إسرائيل لا أظن أننا كنا مبالغين عندما كتبنا ومازلنا نكتب أن الصراع العربى ــ الإسرائيلى هو صراع وجود وليس صراع حدود.