عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خطاب مفتوح للرئيس السيسي (2)

للمرة الثانية ودون أي مبالغة أو نفاق أقول لك إن خطوتك التاريخية بالوقوف في صف الثورة الشعبية المجيدة في 30 يونية 2013 كانت نتيجتها المباشرة انهيار أخطر وأحط مؤامرة استعمارية نسجت خيوطها قوة الشر الأولي في العالم وعملاؤها في الخارج والداخل لتدمير دول المنطقة وبعثرتها إلي أشلاء متنافرة

ومتحاربة. وكانت نتيجتها المباشرة لمصر انهيار حكم عصابة الأشرار الإرهابية المتاجرة بالدين والوطن. وقد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بعناية الله ورعاية الشعب الذي التف حولك ومنحك تأييدا نادرا مكنك من الإقدام علي هذه المشروعات الإنشائية العملاقة لإعادة بناء الوطن الذي خربه الطغاة ونهبه اللصوص علي مدي عقود عديدة. وكان السياج الديمقراطي الذي احتوي هذه النهضة جديرا بشعب عريق كسر إلي الأبد بثورتيه العظيمتين في 25 يناير و30 يونية حاجزي الخوف والجهل وأصبح من يقوده جديرا بزعامة شعب عظيم حر يرفل في ثياب الديمقراطية.
وعندما لاحظت مؤخرا أن فصيلا مدنيا سياسيا اتسم تاريخه بالشمولية فكرا وممارسة يحاول استقطابك لجانبه والإيحاء بأن حكمك امتداد لحكمه الماضي لم يزعجني الأمر. فمن حق كل فريق سياسي أن يتقرب من حاكمه ويوحي بأنه ممثله خاصة إذا كان هذا الحاكم ابناً باراً لمصر يتمتع بشعبية كاسحة.
ولكن الذي أزعجني ودفعني إلي توجيه رسالتي الثانية إليك كان تصريحك الأسبوع الماضي بأن علي النظام أن يدفع إلي المقدمة بثمانيمائة من خيرة شباب هذا الوطن البعيدين عن روافد الأحزاب القائمة ويساعدهم علي أن يكونوا أحزابا جديدة تعتنق فكر الثورة وتعمل لتحقيق أهدافها.
قفزت إلي ذهني يا سيادة الرئيس ذكري التنظيم الطليعي الذي أنشأته الشمولية السابقة ولا أظنني في حاجة إلي أن أسرد لك مأساة هذا التنظيم وخطره علي الديمقراطية وحرية الوطن. وما أدي إليه من دفع للحاكم في طريق مزيد من الشمولية وحكم الفرد تحت أكذوبة المستبد العادل. ليس هناك في تاريخ البشرية كله مستبد عادل أو عادل مستبد. ولعل مأساة الوطن التي قادتنا إلي كارثة الهزيمة الكاملة سنة 1967 ومكنت التيارات الفاشية الإرهابية المتاجرة بالدين أن تطرح نفسها

بديلا للحكم الشمولي. وقد رأينا ما كادت تصل إليه مصر من دمار لا يمكن تلافيه عندما حكمت العصابة الإرهابية في غفلة من الزمن.
إن بينك وبيننا يا سيادة الرئيس عقدا اجتماعيا عظيما انتخبناك علي أساسه بأغلبية كاسحة هو خارطة الطريق التي لم يبق منها سوي ثلثها الأخير المتمثل في إقامة ديمقراطية حقة في ظل انتخابات حرة تماما. ونحن علي العهد معك تماما.
واسمح لي في النهاية يا سيادة الرئيس أن أذكر لك هذه القصة عن زعيم الهند العظيم جواهر لال نهرو مؤسس أكبر ديمقراطية في العالم. فعندما كان نهرو العظيم قابعا في سجون الاستعمار البريطاني سنة 1944 خلال الحرب العالمية الثانية كان يكتب رسائل لابنته الوحيدة أنديرا غاندي التي كانت فتاة في سن المراهقة وأراد أبوها أن تفهم العالم الذي تعيش فيه. وفي إحدي الرسائل الخالدة التي تستحق أن تكتب بماء الذهب قال نهرو لأنديرا عن الديمقراطية:
الحاكم الديمقراطي يا انديرا يعامل الشعب الذي يحكمه كما يعامل الرجل زوجته وأولاده. يفكر حتي وهو علي فراش الموت في مصيرهم من بعده وفي كيفية تدبير حياة الأسرة من بعده. أما الديكتاتور فيعامل الشعب الذي يحكمه كما يعامل الرجل عشيقته، تكون له أو لا تكون.
وفقك الله يا سيادة الرئيس وظل معك خير مرشد ورفيق علي خير طريق. طريق الديمقراطية ومحبة الشعب.

نائب رئيس حزب الوفد