رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عروس حجم عائلي

بعد يوم عمل شاق، وجدتني اتصل بصديقي الذي يعمل بأحد البنوك الكبرى، لأسأل عن أحواله، فلم اتصل به منذ أكثر من شهر تقريبا، لأجده يصر على مقابلتي في التو واللحظة، ويخبرني أن والدته قد حضرت لزيارته من القاهرة،

وهي تريد أن تراني، فما كان لي إلا أن ألبي دعوته رغم الإرهاق، فعلاقتي بوالدته تمتد لاكثر من عشرين عاما، فهي بمثابة أم لنا جميعا، وقد وهبها الله من الحنان والرقة والجمال ما يجعلك أن تشعر أنها أمك من اللحظة الأولى.

استقبلني صديقي بحفاوة، وكذلك فعلت والدته، وتبادلنا أطراف حديث سريع، ليغيب صديقي عن مجلسنا لدقائق قليلة لأجده قد ارتدى أزهى ملابسه ليبدو وكأنه "عريس"، ولم يمهلني لأسأله، فقد كان يستعد لــ "معاينة" عروس جديدة، وهي على ما اعتقد العروس رقم مائة التي يشاهدها، فهو لم يتزوج إلى الآن، على الرغم من أنه من نفس عمري، كما أنه لا ينقصه أي شيء ليكمل نصف دينه، فقط التردد في الاختيار هو الذي يمنعه دائما.. طلب مني أن أذهب معه لنرى العروس سويا، ورفضت بشدة، إلا أني تنازلت مع إصراره ودعوة والدته لي.

طلبت منه أن نذهب بسيارتي، وخلال رحلتنا إلى منزل العروس، اشترى بعض الحلوى وورود بديعة، وسألته عن العروس، فأخبرني أنها أبنة زميلة له بالبنك، وأنه فقط شاهد صورتها، وقد كانت جميلة بكل المقاييس، لحد أيقنت فيه أن صديقي سيهجر هذه المرة حياة العزوبية وسيدخل قفص الزوجية من أوسع أبوابه.. وأخبرته أنها فرصته الأخيرة، فهي تحمل كافة المواصفات التي يحلم بها، فهي جميلة ورشيقة، ومن بيت أصيل كما أخبرني، وتصغره بنحو ثلاث سنوات، وحتى أسمها جميل ويحمل شجن "أنغام".

استمر الحديث مع صديقي إلى باب منزل العروس، ومع أول رنة جرس، فتح لنا شاب ملتحي يشع من وجهه النور، ليستقبلنا بحفاوة بالغة، ويقدم لنا واجب الضيافة، ويبدي اهتماما كبيرا بوالدة صديقي، لتدخل أم العروس، التي تزيد جمالا عن أبنها وعن صاحبة الصورة، لندخل جميعا في أحاديث مشتركة وكأننا عائلة واحدة، أو نعرف بعضنا البعض جيدا.. بالفعل أسرة مريحة نفسيا تسكن منزل يشع بالإيمان.

خلال حديثنا لاحظت خيال كائن ضخم يتحرك هنا وهناك، لا أعرف لمن يكون هذا الجسد الضخم.. قد تكون "الخادمة"، أو أي من أهل البيت.. تابعت الحديث وتابعت أيضا تحركات هذا الكائن.

في لحظة سكون، وجدتني أتوجه مباشرة بالسؤال إلى أم العروس "لقد أخذنا الحديث

ولم نر العروس إلى الآن.. أين هي لقد اشتقنا لرؤيتها".. لتجيبني أنها تكمل زينتها وسوف تأتي خلال لحظات.

وبالفعل لحظات لأجد الأم تتحدث مجددا.. "أدخلي يا ريم.. رحبي بالضيوف".

نظرت إلى صديقي لأسأله بصوت خافت "لقد أخبرتني أن أسمها أنغام".. لأجد علامات الدهشة قد ارتسمت على وجهه.

ومع دخول ريم أحسست أن ماسنجر أو كيندايزر قد خرج من أحد أفلام الكارتون ليجلس معنا.. طولها يقترب من المترين.. والوزن يفوق المائة وخمسون كيلوجرام.. كف يدها مليء بالأصابع، أصغرهم يصل طوله الخمسين سنتيميتر، مقاس الحذاء خارج نطاق الخدمة، و.....، و......، و......

نظرت إلى صديقي وإلى والدته، لأجدهما على وشك الانفجار من الضحك، وأنا معهما.. وتخيلت للحظات صديقي وهو يجلس بجوارها في "كوشة الفرح"، فاعتقد أن لا مكان له في "الكوشة"، وإذا حدث فمن الأفضل أن يجلس على "حجرها". واعتقد أنه لابد وأن يطالب أهلها بخريطة تفاصيل جسمها، بل من الأفضل أن يوفروا لها "كتالوج" التعامل معها، وطرق الصيانة الدورية، وما إلى ذلك من أمور حفاظا على سلامته وسلامتها أيضا.

فشلت الزيجة بطبيعة الحال.. خرجنا من بيت العروس لتنتابنا نوبة من الضحكات.. وسألته عن سبب استبدال العروس، لأجده لا يعلم.. أكملنا مسيرتنا لبيوتنا دون أن نعلم السبب.

صباح اليوم التالي، تلقيت اتصالا من صديقي ليخبرني بحقيقة الأمر، فقد كان اعتراضه على فارق السن، فهو يكبرها بثلاث سنوات فقط، وقد أخبر أم العروس أن هذا الامر قد يشكل له ازعاجا، فقررت أن تزوجه من أبنتها الصغرى، قد تكون مناسبة له، واعتذر لها بلباقة، وأخبرها أنه يمر بظروف صعبة وقد تراجع عن فكرة الزواج مؤقتا.